
خذوا منافعكم من الشرق .. الشمال ضدها
شاكر سليمان حسين .. أبوبلسم :
تسع فوائد ومنافع رئيسية عددها الخبراء ، وأخرى فرعية كثيرة لا حصر لها يجنيها السودان من سد النهضة وهى معلومة للجميع من غير تكرارها وسرد تفاصيلها بحيث إى منفعة من تلك المنافع التسعة لأهميتها وتبيان فوائدها تحتاج إلى مقالات وندوات ومؤتمرات ، لهذه الأسباب فإن فوائد سد النهضة على السودان تفوق فوائد السد العالى لمصر ، وبدون التكلفة المالية والبيئية الضخمة للسودان …
ولتأكيد ذلك هنالك آراء لبعض خبراء المياه الدوليين ، وآراء خبراء مصريين أيضاً ، أضف الي ذلك إعداد العشرات من الدراسات والتقارير والمقالات حول مياه النيل والسدود الإثيوبية، وخاصة سد النهضة ، وتأثيراتها على السودان ومصر. وقد نوقشت هذه الدراسات والتقارير بعمقٍ وتفصيل ، وأوضحت بجلاء ، التأثيرات الإيجابية لهذه السدود على السودان ومصر ، والمنافع المشتركة التي يمكن أن تنتج للدول الثلاثة من هذه السدود …
شملت تلك الدراسات دراسة معهد ماسشتوشس للتكنولوجيا (MIT) بعنوان سد النهضة الإثيوبي : فرصة للتعاون والمنافع المشتركة في حوض النيل الشرقي .
وقد قام بإعداد الدراسة سبعة عشر خبيرا دوليا من معظم تخصصات الموارد المائية من عدة دول في العالم عام 2014 م . وقد ناقشت وأوضحت الدراسة ضرورة إمكانية التعاون والمنافع المشتركة الكبيرة في حوض النيل بين الدول الثلاثة من خلال سد النهضة . وشملت الدراسةُ بعض التوصيات الفنية القيمة والتي قبلتها الأطراف الثلاثة خلال مفاوضاتها حول سد النهضة …
كما شملت تلك الدراسات دراسة البنك الدولي التي صدرت عام 2008 م بعنوان فرص التعاون في تنمية الموارد المائية في النيل الشرقي . وقد قام بإعداد الدراسة إثنان من خبراء المياه المستقلين المرموقين الدوليين من خارج البنك الدولي ، بناء على طلب وزراء مياه النيل الشرقي ( النيل الأزرق – مصر وإثيوبيا والسودان ) أنفسهم .تناولت الدراسة بعمق وتفصيل المنافع المشتركة لمصر وإثيوبيا والسودان في تنمية موارد مياه النيل الأزرق ، خصوصا المنافع للدول الثلاثة من السدود في إثيوبيا …
كل هذه المعطيات الإيجابية يقابلها مواقف البلدين المصري والسودانى بالإجرآءات الصادمة ، والموقف السوداني أكثر غرابة ومثيرة للريبة والشك يقود المواطن السوداني إلي تساؤلات مشروعة :
١_ نستطيع تفهم تورط الحكومات السابقة وخاصة النظام البائد مسلوب الإرادة ومطية المخابرات المصرية التى جعلت منه دمية لتشكيل أجنداتها بما يناسب مصالحها ، وإلا فما تفسير الوهن والخنوع والإنكسار فى مختلف الأصعدة ( سياسية ، إقتصادية ، إجتماعية ) .. نتفهم أنها أنظمة حزبية أيديلوجية ورثت عقلية إستعمارية بأفق ذاتية ضيقة ، جعلت مصالح الوطن خارج أولوياتها ، وأن تستمر تلك السياسة الفاشلة فى ظل حكومة الثورة المجيدة أمر لا يتسق والثورة مهرت بدماء عزيزه قوبلت بحرب ضروس من أنظمة إقليمية ، النظام المصرى أول الداعمين لإفشالها …
٢_ التحركات الماكوكية من وزيرة الخارجية السودانى والتى شملت دولا إفريقية وأوربية بشأن السد لم تصدر من الحكومة المصرية بذات الشكل والحجم ، فى وجود أولويات فى وزارتها التى تعتبر وزارة كيزانية بإمتياز بحاجة إلى نظافتها وإزالة ما لحق بها من دمار دبلوماسي ، كان حرى لها أن تنحو فى هذا المنحنى بدلا عن هدر الأموال وضياع الوقت لإرضاء الآخرين على حساب مصالح البلاد .. هذا التصرف الغريب ألا يدعونا إلى القول أن المخابرات المصرية وغيرها مندسه فى حكومة الثورة التى جاءت بالمحاصصات الحزبية ( عيال ٱم قطية ) علما أن عيال ٱم قطية لا خير فيهم ولو كان فيهم خير لما وصلنا لهذا الدرك السحيق وهم قادة البلاد وحكامها منذ الاستقلال ، قيادات أدمنت الفشل وأجادت أدوار ( الكومبارس ) وشيل رأس الميت بتبنى مشاريع لا ناقة ولا جمل للبلاد بها ، وقد فصلنا ذلك فى مقال سابق على هذا الرابط…
٣_ زيارة رئيس الوزراء المصرى فى ١١ سبتمبر ٢٠٢٠م الماضي بوفده الكبير ، وعززه زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي التى وصفت بالتاريخية والمهمة قبل أشهر حاملا معه شعارات المصالح المشتركة ظاهريا وحلايب وشلاتين تحت قبضته ، تلك الزيارة لم تكن متاحة أيام الثورة وسيناريوهات إجهاضها من محاور إقليمية ، شمال الوادى لم تكن بمعزل عنها .. نجاح الثورة وتشكيل حكومتها التى شرفها معظم القادة وعلى رأسهم الدكتور أبي احمد رئيس الوزراء الإثيوبى وكم رأينا الدموع تنهمر على خدود الوفد الإثيوبى لنجاح التوافق الوطنى بين المكون المدنى والعسكرى .. وقتها شمال الوادى فى سبات عميق ، فهم لا يدركون جنوب الوادى حديقتهم الخلفية ( حسب إعتقادهم ) إلا لقضاء مصالحهم ولا شئ غيرها ، فالتاريخ يحمل الكثير من الشواهد والمواقف …
٤_ اما آن الاوان الإلتفات الى مصادر المصالح التى تخدم البلاد والتحرر والإنعتاق من قيود المحاور ، علما أن فوائد سد النهضة ومواقف الرجل الصديق الحقيقى للبلاد عبر مواقفه المشرفه ، موقف القائد الدكتور ابي احمد وشعبه فى أزمتنا الٱولى بداية الثورة وقد كان جزءا من نجاحها ، والاخرون كانوا فى موقف المتفرج وقد يزيد عليها مواقف أخرى سالبه ..
هذه التصرفات بماذا تفسر ؟؟ لعمرى أن المخابرات المصرية جعلتنا على رأي المثل الدارفورى ( السروالو مقدود ولا بفنقل ) . عفوا لم أجد أعمق وصفا من هذا المثل الذي يشرح حال الهوان الذي نحن فيه واضعا إياه فى سياقه بلا مزايدة ..
٥_ من حق اثيوبيا تحقيق حلمها النهضوى الكبير ، ومن حق السودان الإستفادة من المشروع الذي يقيه شر الفيضانات وفوائد ٱخرى بلا تكاليف مالية مع الإحتفاظ بالعلاقات التاريخية مع الجارة اثيوبيا بلا توتر ، والإحتفاظ بالعلاقات الأزلية مع ٱخت بلادى ٱم الدنيا مصر بشرط ألا يكون خصما على مصالح البلاد ، وعلى الحكومة المصرية أن تضع فى إعتبارها أن العقلية الإستعمارية القديمة لم تعد ذات نفع فى ظل الإنفتاح وتحرر الشعوب التواقة لصناعة إنسانها عبر آليات المشاريع النهضوية ، فعليها الجلوس بتواضع مع كافة الأطراف للوصول إلى صيغة تفاهمية ترضي الجميع بإعتبار سد النهضة رمزا للتعاون والتنمية المتبادلة ، وعلى حكومة الثورة أن تراعي مصلحة البلاد أولا والإبتعاد عن سياسة المحاور التى تريد جر البلاد لحروب الوكالة الخاسر الأول والأخير السودان ، فالذين ٱزهقت أرواحهم فى ميدان الإعتصام وعبر سنوات الإنقاذ العجاف وأتت بكم عبر ثورة تحدثت عن نفسها ، كفيلة أن تقلب الطاولة عليكم فى سويعات طالما عيال ٱم قطية غير مدركين مرحلة السودان الجديد ومتطلباته بعناصر وشخصيات يمثلون ثورته شكلا ومضمونا ، تعى أهمية شعار الثورة ( حرية .. سلام .. وعدالة ) ..
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …