‫الرئيسية‬ رأي عيال ٱم قطية دنقرهم واحد
رأي - نوفمبر 24, 2020

عيال ٱم قطية دنقرهم واحد

شاكر سليمان حسين .. أبو بلسم :

مثل دارفورى فى غاية البلاغة يضرب فى مثل هذه المواقف التى نحن بصددها ..
ٱم قطية نوع من الدجاج البلدى يزين رأسها تاج من الريش على شكل قطيه ، والدنقر محل آمن لوضع البيض لفقسه وخروج الكتاكيت بألوان وأشكال مختلفة … ويعنى رغم إختلاف الأبناء فى ألوانهم إلا أن المنشأ والٱم واحده ..
أحزابنا التاريخية الأربعة ( حزب الأمه ، الإتحادى الديمقراطى ، المؤتمر الشعبى ، الحزب الشيوعى ) ، أحزاب البيوتات ورابعهم الإنتهازى ، يختلفون فى التوجه ، والفكر ، والأيديولوجيا ، وكل له أدبياته الخاصه ، لكنهم فى المصالح مجتمعين ، ومتحالفين ، ومتعاونين ، ضد من يهدد وجودهم التاريخى عبر آليات التغيير وتصحيح المفاهيم ، تراهم كعيال ٱم قطية شكلا ومضمونا …
وليكن الحديث موضوعى من غير تجنى نشير لبعض المواقف لتأكيد ما ذهبنا إليه فى نقاط أربع ، وهى …

أولا .. ذكرت الدكتوره مريم الصادق المهدى في إجتماع مع الناشطات السياسيات السودانيات في مطعم (شبردبوش) بالعاصمة البريطانية لندن ، أن حزبها يعمل مع نداء السودان على تحقيق الهبوط الناعم لأن ثورة الشباب ستؤدي إلى صوملة السودان وتفتيته ، وقالت حسب قيادات نسوية حضرن الإجتماع (لا نريد إنتفاضة ولا مظاهرات لإسقاط النظام ، بل نريد الهبوط الناعم المدعوم من المجتمع الدولي ، لأن الانتفاضة تعني ذهاب نظام الإنقاذ ومسح تاريخ الأحزاب التقليدية الكبيرة وتأتي بقيادات جديدة لا علاقة لها بالأحزاب السياسية ) …

ثانيا.. بعد نصر الثوار المؤازر وإستتب لهم الأمر فى حكومة إنتقالية إرتضى بها الجميع على علاتها ، ظهرت المواقف السالبه والمحبطة والداعية للنيل منها عبر النقد الغير موضوعى الذى لايتسم ولا ينسجم من جسم ساهم مع الثوار فى اللحظات الأخيرة عند إتضاح الرؤية أن النظام هالك .. إستقبلهم الثوار بشعار الثورة ، وأن تأتى متاخرا خيرا من ألا تأتي .. ظلت مواقفهم مواقف المعارض وليس الشريك الذي يقوم ويصحح الأخطاء والمسار ، بدأوها بالهجوم على بنود الوثيقة الدستورية ، ومغازلة العسكر ، ثم أتوا بما يسمى بالعقد المجتمعى ، وعندما بارت تلك السلع الرخيصة لجأوا إلى تحالفات هنا وهناك منادين بالإنتخابات المبكره التى إصطدمت بوعى الجمهور ، فماتت تلك الفكرة الخبيثة فى مهدها …

ثالثا .. نجاح الحكومة الإنتقالية مع الكفاح المسلح بإرادة سياسية وغيره وطنية فى صناعة السلام التاريخى الذي خاطب جذور الأزمة السودانية لأول مره فى تاريخه ، لم يروق لهم ، حينها ظهر الوجه الثانى بتقسيماته الحقيقية ، منقلبا على شعاراتهم الزائفة فى أول إختبار حقيقى للهامش فى المركز مشاركا عيال ٱم قطية فى إتخاذ القرار الذي ظل مستحوذا عليه وحصريا لهم ، ولأن الأمر يصعب قبوله بناء على أيدلوجياتهم الإقصائية ، سخروا له كل الإمكانيات والأدوات لمواجهته ، دون إستثناء حيث فى سبيل الهيمنة على مقدرات البلاد والتحكم فى مفاصله ، والحفاظ على الإرث القديم الموروث كابر عن كابر ، الغاية تبرر الوسيلة .. لكن عقلية الشعب قاهر الديكتاتوريات ، والمتطلع لوطن يسوده السلام والرخاء وغد أفضل ، لم يلتفت الى ترهاتهم تلك ..

رابعا .. قرار التطبيع وتداعياته وما ذكره القائد البرهان فى القناة السودانية ان مشاورات التطبيع شمل ٩٠% من القوى السياسية الكبري ومنظمات المجتمع المدنى وجميعهم بصموا بالعشرة ، وعندما صار الامر واقعا ظهر الضجيج الغير مبرر ، موقف قادنى إلى تصريحات وزير الخارجية على كرتى ايام انتخابات ( الخج ) فى القناة السودانية وبملئ الفم قال هؤلاء ( السجم ) بهذا اللفظ .. والحديث الى الكبار الاربعه وتوابعهم ( ياخذون منا المال ليلا ، ثم ينتقدوننا نهارا ) … الجمهور انتظر طويلا ليري رد فعل الكبار على التطاول ، فكانت الصدمة ولا كلمة ( بغم ) .. لكنهم يجيدون التربص بحكومة الثورة كما جاء فى بيان رجل الثورة وحاميها وزير العدل ومطالبتهم له بالاعتذار والاستقاله ، لأنه لمس الحقيقة المره ( تأرجح كفة الايديولوجيا عن كفة الوطن ) فى موقف يبين سياسة الكيل بمكيالين ……… وشاهدنا المزيد من الضجيج والعويل عند قدوم صناع السلام ، وغدا سيتضاعف ذلك عند توزيع الحقائب لاسيما السيادية لاستكمال وتنفيذ برامج السلام …

الى وقت قريب يعتقد السودانيون أن عدوهم الأوحد حزب المؤتمر الوطنى بزواحفه وبكنسه وإخراجه من ساحته إلى الأبد باذن الله زالت الغمه .. ليكتشف وفقا للمعطيات على الأرض التى لم تخف على أحد مضافا إليه تاريخهم الطويل الفاشل فى إدارة البلاد ، أن الخوف الحقيقي على الثورة والسلام يأتى من عيال ٱم قطية الأربعة ..

ويبقى السؤال الذي يدور في الأذهان هل الأربعة الكبار لديهم برنامجا مقنعا لإستقطاب الشباب صناع الثورة ، وإلى إى مدى يمكن إقناعهم أن تجربة المجرب قد تكون واردة علما ان نتائجها كانت كارثية وتداعياتها ما زالت على الأرض لن يمحيها حصاد وتنمية السنين….
سودان اليوم لا يقصي أحدا ، والتحول الديمقراطى لا يتأتى بمعزل عن مثلث الثورة المجيدة ( حرية ، سلام ، عداله ) وصناع المثلث هم الشباب وما ينتظرهم من دور مهم في المشهد السياسي هو الإنتقال من ٱفق الإحتجاج والمطالب إلى العمل السياسي ، وفرض الأجندة التى تعبر عن تطلعاتهم ، مؤكدين أنه فى حالة إكتفاءهم بدور المراقب لا الفاعل ، فهذا يعنى إستمرار مسلسل فشل النخب ( عيال ٱم قطيه ) ، ما سيقود إلى المزيد من الأزمات والحروب والإنفصالات وعودة العسكر ..حماية الثورة وما تحقق من نجاح فى خلال سنة ، يتطلب من الشباب صناع الثورة الإنخراط في تنظيم سياسى مستقل بمعزل عن تنظيمات عيال ٱم قطية لمقارعتهم وهزيمتهم سياسيا عبر صندوق الإقتراع بعد الفترة الإنتقالية ، حتى يدركوا أن البقاء لمن يقدم مشروعا وطنيا جامعا يصل بالبلاد الى مصاف التنمية والتطور ، وأنهم لم يقدموا السبت ليجدوا الأحد ، و أن ( ٱمجركم لا تأكل درتين ) وحتى ذلك الحين حذارى .. وحذارى .. ثم حذارى من عيال ٱم قطيه ..

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …