حميدتي يبحث عن شليل في تركيا
هشام عباس :
واضح جداً ان حميدتي يشعر فعلياً بضعف موقفه الداخلي بعد ان كان يبدو في فترات كثيرة هو المسيطر على المكون العسكري وهذا تحليلي لزيارته الى تركيا ..
النقطة الاولى :
هناك ضغط دولي كبير جدا على المكون العسكري بضرورة حل كافة المليشيات والحركات ودمجها في المؤسسة العسكرية واعادة هيكلتها بحيث يكون هناك جيش موحد داخل الدولة السودانية .. هذا الامر بالتأكيد ليس في مصلحة حميدتي لعلمه انه لا يسوى شئ بدون قوات الدعم السريع ..
حميدتي كان ينتظر دعماً من دول محددة لتقوية موقفه لكن من الواضح ان هذه الدول رفعت يدها تماماً عن حميدتي وموقفها متفق مع المجتمع الدولي ..
النقطة الثانية :
علاقة الجيش السوداني التي شهدت تطوراً متسارعاً بالجيش المصري وحالة الشراكة الكبيرة بين الطرفين رجحت كفة الجيش السوداني اقليمياً ودولياً وكان له تأثير كبير على موقف حميدتي لدي دول كانت داعمة ، لذلك نلاحظ منذ فترة طويلة ان هناك فتور كبير في هذه العلاقة لدرجة ان برهان اخذ الدور وبات هو المتردد على الامارات في حين كان حميدتي هو من يفعل ذلك وواضح ان هذه العلاقة انتهت وحل محلها الجيش السوداني وواضح ان مصر ضغطت في هذا الاتجاه لان من مصلحة مصر من ناحية امن قومي وجود جيش مستقر وقوى في السودان .
زيارة حميدتي الحالية لتركيا هي رسالة موجهة لدول معينة كانت داعمة له وفحوى الرسالة ( طالما تخليتم عني لدي بدائل العب بها ) لكن من الواضح ان حميدتي قارئ غير جيد للواقع السياسي .
تحركه نحو تركيا كان متأخر جدا لان تركيا تعيش في هذه الفترة في اضعف موقف سياسي منذ 25 سنة بسبب تدهور علاقاتها مع الاتحاد الاوربي وامريكا ودول المحور العربي ذات الثقل وهو السبب الذي جعل تركيا نفسها تسعى لاعادة العلاقات مع مصر والسعودية وارسلت الوفود لحل مشاكلها الي درجة انها نفذت شروط مصرية للتوصل الى حل مثل منع الاخوان من التناول السياسي ضد مصر من على اراضيها وايقاف بعض الاعلاميين عن الظهور والخطوة القادمة تسليم قيادات اخوانية لمصر .
محاولة حميدتي فتح علاقة مع تركيا لن تفيده في شئ بل ستساهم في زيادة ضغط المجتمع الدولي اكثر لحل الدعم السريع ودمجه من خلال موقفهم الرافض لاي دور تركي في المنطقة كما حدث في ليبيا مؤخرا .
ملاحظة اضافية ،، عدم تصدر حميدتي لمشهد مفاوضات السلام كما كان يحدث دائماً وسفره في نفس التوقيت لتركيا هي محاولة لعرقلة او ارسال رسالة للمفاوضين خاصة ان اهم شرط للحلو وعبد الواحد موضوع الترتيبات الامنية واولها حل الدعم السريع ودمجه في الجيش .
حميدتي امامه حل واحد فقط وهو ان يرضى بالواقع السياسي الجديد وتقبل نهاية امبراطوريته العسكرية ويكون فردا داخل مؤسسة موحدة مثل الجميع لان بحثه عن شليل في الوقت الضائع لن يفيده في شئ .
الواقع السياسي السودانى اكبر من الجميع والخارج يلعب فيه دور اكبر من الداخل
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …