الجماعة فاتوا فاتو بنسودا
برير إسماعيل :
غالبية مكونات الحركة السياسية السودانية قديمها هربت من المواجهة و فاتت خلت فاتو بنسودا بينما إستقبلها النازحون السودانيون الدارفوريون أهل الوجعة في رواكيبهم المشلَّعة على طريقة الجود بالموجود و لم يستقبلوها في عماراتهم السوامق إستقبال البطلات
عودة لمقابلة القائد مني أركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان و حاكم إقليم دارفور المعين لفاتو بنسودا المدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية في منزله في الخرطوم العاصمة القومية إبان زيارتها الأخيرة للسودان
تساءل بعض الناس عن لماذا يستقبل القائد مناوي فاتو بنسودا في الخرطوم و لا يستقبلها في دارفور وهو حاكم الإقليم المعين و كانت الإجابة على هذا السؤال المشروع هي أن إستقبال القائد مناوي لبنسودا في الخرطوم العاصمة القومية التي منعت سلطات الأبارتايد الكيزانية الطلاب السودانيين الدارفورييين الدارسين في جامعة بخت الرضا من دخولها في وقت سابق و هي ذات العاصمة التي شهدت قرارات الإبادة الجماعية له رمزية أكبر من إستقباله لها في دارفور محل الإبادة الجماعية و في نفس الوقت أن هروب غالبية القادة السياسين من مقرات أحزابهم و عدم إهتمامهم بالزيارة لم يكن في صالح أهداف الزيارة السامية.
من شعارات ثورة ديسمبر 2018 المجيدة : حرية سلام و عدالة و مدنية قرار الشعوب السودانية إلا أن أهم الشعارات التي رددتها الحركة الجماهيرية أثناء الحراك الثوري كان : يا العنصري المغرور كل البلد دارفور .. تكسر سِنك تقلب هوبة كل البلد جبال النوبة
نتساءل عن أثر و علاقة هذه الشعارات التي رددتها الحركة الجماهيرية أثناء الحراك الثوري المتجدد بالواقع المعاش في السودان بعد الإطاحة بقيادة الصف الأول لنظام الجبهة الإسلامية القومية و عدم التمكن من الإطاحة باللجنة الأمنية للنظام و هي ذات اللجنة التي تسيطر الآن على مقاليد السلطة في البلد.
لقد كشفت المدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية سوءات و عورات غالبية مكونات الحركة السياسية السودانية التي لم تهتم بالزيارة و كأنما فاتو بنسودا جاءت لقيادة حملة لتطعيم الأطفال ضد الشلل أو أنها مفوَّضة من قِبل WHO وزارة الصحة العالمية للإشراف على التطعيم ضد الكورونا في السودان و لم تأتِ لأمر جلل له علاقة بحيوات المواطنين
لأن حبال الكذب و التجارة بقضايا المواطنين و الإستهبال عليهم قصيرة يلاحظ غالبية الناس بأنه عندما كانت جمهورية الإعتصام العظيمة المغدور بها من قِبل اللجنة الأمنية موجودة ملأت هذه القوى السياسية التي لبدت و زاغت الآن من مقابلة فاتو بنسودا الأسافير حديثاً مطولاً عن مقراتها أي دُورِها الأنيقة في العاصمة و الإقاليم و قد شهدت هذه المقرات حراكاً سياسياً مكثَّفاً من أجل تحصيل السوق السياسي العامر آنذاك إلا أن هذه المقرات التي تسر الناظرين إختفت من الوجود بقدرة قادر و لم تظهر في وسائل الإعلام أبان زيارة الكلسة أم ضراع فاتو بنسودا للسودان
كيف أصبحت غالبية قيادات القوى السياسية السودانية من الهمالسة السودانيين أي Homeless بلا ديار يقابلون في داخلها ضيفة البلاد فاتو بنسودا بت القبائل القانونية و هي أهمية شخصية تزور السودان بعد الإطاحة بواجهات نظام الجبهة الإسلامية القومية لإرتباط هذه الشخصية المركزية بقضية الإبادة الجماعية في دارفور.
من المفارقات المحزنة التي أوضحت عمق الأزمة الأخلاقية لغالبية قيادات الحركة السياسية السودانية إبان هذه الزيارة التاريخية لفاتو بنسودا للسودان و بعد إختفاء مقرات القوى السياسية من الوجود في العاصمة و الأقاليم و كأنها تعرضت لزلزال يمكن أن ننشد فيه : قفا نبكِ من ذكرى حبيب و منزل .. بسقط اللوى بين الدخول فحومل .. أو على طريقة: هل غادر الشعراء من متردم, أم هل عرفت فاتو بنسودا الدار بعد توهم خرج النازحون المهجَّرون المغدور بهم و الذين فقدوا أهاليهم بسبب حرب الإبادة الجماعية الثانية في دارفور خرجوا من رواكيبهم وهي ديارهم التي تفتقد لأبسط مقومات الحياة لإستقبال البطلة فاتو بنسودا إستقبال الأبطال
لو كانت لدينا حركة سياسية راشدة و لديها أخلاق الساسة الحادبين على مصالح شعوبهم لكان إستقبالهم في الخرطوم لفاتو بنسودا أكبر و أضخم من إستقبال النازحين لها في المعسكرات حتى يطمئن هؤلاء المشردين بأن هنالك تغييراً قد حدث و أن هنالك قيادات سياسية واضعة قضاياهم في بداية سُلم أجنداتها و لكن هيهات
من محن الذين هربوا من ديارهم و ولوا الأدبار بعد أن قفلوها حتى لا يقابلوا الفارسة فاتو بنسودا أنهم أصدروا بياناً بتاريخ 31 مايو 2021 م بإسم اللجنة الإقتصادية لقوى الحرية يتحدثون فيه عن الأزمة الإقتصادية ! متناسين تماماً الأزمة الأخلاقية التي يلبسونها حجول بسبب عدم إهتمامهم بزيارة فاتو بنسودا في الوقت الذي قابلها فيه النازحون بحفاوة وهم لا يملكون قوت يومهم
من المواقف السياسية القويةإصدار حركة تحرير السودان التي يترأسها القائد عبد الواحد محمد نور بياناً بتاريخ 30 مايو ممهوراً بتوقيع الناطق الرسمي بإسم الحركة الأستاذ محمد عبد الرحمن الناير رحبت فيه بزيارة فاتو بنسودا للسودان و أشادت بمواقفها البطولية تجاه المطلوبين للجنائية الدولية
إنَّ زيارة فاتو بنسودا المدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية للسودان أعادت البلاد إلى المربع الأول مربع قيادة الساسة السودانيين الخرطومين للسودان بمنهج واحد معوج في كل تفاصيله إستمر لأكثر من ستين عاماً
الكثيرون من هؤلاء القادة السياسين الميامين لديهم المقدرة الكبيرة على حشد جماهيرهم الغفيرة في العاصمة و الأقاليم لحضور مراسم تشييع أحدهم و موارته الثرى كما حدث في جنازة الإمام الصادق المهدي عليه رحمة الله و لكنهم لا يحشدون ذات الجماهير لإستقبال فاتو بنسودا في مطار الخرطوم و في طرقاتها وهم يعلمون عِلم اليقين بأنها قادمة من أجل مناقشة قضية مركزية متعلِّقة بتحقيق العدالة للإنسان السوداني الدارفوري و بمستقبل وحدة البلد على أسس جديدة و يعلمون بأن ملف تحقيق العدالة من أهم المرتكزات الأساسية التي ستساعد في عملية عودة السودان لمنصة التأسيس على أسس جديدة و بدونها ستسمر هذه المأساة الإنسانية لسنين عدداً
لم نهتم كثيراً بعدم مقابلة عضوية اللجنة الأمنية البرهان و حميدتي و الكباشي و غيرهم للمدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية لأن ما حدث من قِبلهم أمر أكثر من عادي فهم عادة يقابلون الطير الطائر لو زار السودان سِراً و علانية و لكنهم لا يستطيعون مقابلة فاتو بنسودا إلا من خلال عرضهم لإحدى مسرحياتهم التي يجيدونها
الخلاصة فرض عين على الحركة الجماهيرية الثائرة ممارسة المزيد من الضغط على حكومة الأمر الواقع التي لم تكن في مستوى تطلعات الشارع و الضغط في نفس الوقت على قيادات الحركة السياسية السودانية قديمها و جديدها من أجل تحقيق العدالتين الوطنية و الدولية بتسليم المطلوبين للجنائية الدولية وفقاً لسقف زمني محدد منعاً لسياسة كسب الوقت الحالية التي تصب في مصلحة المجرمين لأن قضايا العدالة الإنتقالية لا تقبل المساومات السياسية كما أنها لا تقبل القسمة على إثنين
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …