لعنة الله والشَّعب، ستهلك أسيادك وستهلك لحظتك الفارقة يا سيادة الرئيس
بابكر الوسيلة :
يوميٍّة
منعتني “الأزمة” اللَّعينة من المشاركة في موكب هذا اليوم. كنت أجهِّز نفسي طوال الأيَّام السَّابقة للانخراط في مثل موكب كهذا، نادرٍ في حياة الشَّخص والجماعة وقلَّما يفوتني دمعُه. قمتُ صباحاً مبكِّراً بإيقاع للحياة ثقيل. كان صدري مثقلاً للغاية بأزمته القديمة الخاصَّة، مضافاً إليها أزمات لا حصر لها في زمان عواليق الحكومة هؤلاء.
فهمت منذ غبش الفجر، أنَّني لن أستطيع المشاركة الجسديَّة في الموكب، فدبَّرتُ لي حيلة خريطة نفسيَّة دقيقة ووضعتُها في ذهني وقلبي بعناية:
– في السَّاعة الواحدة ستنطلق الزُّغرودة كعادتها في حفل الموكب، فيما سأحرِّك جسدي نحو القصيدة.
– في الموكب ستُرفع شعاراتٌ متبايناتٌ؛ لكنَّها منسجمة مع روح الثَّورة، بينما سأرفع روحي إلى كوكبي وأنا أصرخ من داخلي بوجه “أسُّوية” في البيت.
– حين أتمرَّن مع نفسي على اللَّعنات، سيكون الموكب قد وصل غانماً بحرارته إلى مجلس الوزراء، بينما سيُقابَل ببرود معهود من رئيس أكثر برودةً -حسبما يتطلَّب دوره الكولونيالي الجديد- في تجميد إحساس شعب بكامله في لحظة حرارته التَّاريخيٍّة. حظَّاً موفَّقاً يا سيادة الرَّئيس ولعنة الله والشَّعب، لا شكَّ، ستهلك أسيادك أولياء أمرك، وستهلك لحظتك الفارقة.
– شاهدتُ فيديوهات لجعفر خضر، فاطمأنَّ قلبي، وفي الجانب الآخر في البلاد البعيدة، كنت أتابع بوستات سارَّة حسبو، فأزداد اطمئناناً على سير الموكب والقصيدة، بينما “أسُّوية” ترفع درجات الاستعداد القصوى لامتحانات “منُّوية” في موكب آخرَ لا يقلُّ قرباً والتصاقاً عن منابع الشِّعر والثورة.
– حين رأيتُ صديقيَّ فتحي صديق وأحمد نمر في شاشة قناة السُّودان النَّاقلة لبداية الموكب، تأكَّدت أنَّ لحظة مهمَّة قد نقلت تاريخنا بفضل سواعد حاملي الزَّمان إلى بُرهة التَّغيير المُمكِنة، والمُمكِنة للغاية بفضل الأمل.
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …