‫الرئيسية‬ آخر الأخبار اين تصرف حكومة حمدوك دم المواطن الذي تمتصه بهذه الشراهة ؟
آخر الأخبار - تحقيقات - يونيو 14, 2021

اين تصرف حكومة حمدوك دم المواطن الذي تمتصه بهذه الشراهة ؟

تحقيق : فتحي البحيري :

1
يقول العم جمال الحسين حامد لصحيفة الجريدة ان احد اهم محاور الاسئلة حيال المأزق الذي وضعت فيه حكومة حمدوك فيه نفسها هو .. هل يثق الشعب ان الاموال التي ستجنيها هذه الحكومة ستذهب فعلا لخدمة المصالح المباشرة للسيد المواطن؟ بالطبع لا .. لان هذه الحكومة لم تقدم اي ادلة مقنعة خلال السنتين الماضيتين على انها تحارب الفساد بشكل منهجي وقام رئيس وزرائها بتجاهل كل الادلة الموثقة على حالات الفساد الكثيرة التي برهنت ان حكومة ما بعد الثورة لم تفعل شيئا سوى الاستمرار في امتصاص دماء المواطنين وكبها في عروق الكيزان الذين لا زالوا موجودين في كل مفاصل الدولة ولا زالوا يستمتعون بكل الامتيازات التي كانت لهم وقت الثورة ويدهم مطلقة لا زالت تعيث فسادا في كل مناحي الحياة
يتساءل العم جمال … اوليس الكيزان من اصحاب الرتب العليا في الجيش والشرطة والامن والدعم السريع لا زالوا يتقاضون المرتبات والمخصصات مضافا اليهم اختراقات الامن الشعبي الناجحة لحركات جوبا وانتظارهم لمزيد من الاموال والمخصصات ؟ هل توقفت ماكينات طباعة العملة خارج النظام المصرفي عن الدوران رب رب رب لتمتص المزيد والمزيد من دم المواطن وتكبه بشكل يومي في جيوب الكيزان وتساهم بشكل فعال في التدهور المستمر لقيمة الجنيه ليستمر النهب الحكومي المسلح لمدخرات نفس المواطن المغلوب على امره تحت الفرية المتكررة بشكل ممجوج والمسماة رفع الدعم ؟
لا تضحكوا علينا … الكيزان مستمرون في امتصاص دمائنا باشد مما كانوا يفعلون خلال 30 سنة ويستخدمون حمدوك وحميدتي وبرهان وكباشي واغبياء قحت كقناع بعد ان اهترأ قناع عمر البشير ولم يعد صالحا للاستخدام اكثر على حد تعبير العم جمال الحسين حامد لصحيفة الجريدة

2
الناشط السياسي هشام علي الشهير بود قلبا يعيد صياغة نفس هذه الاسئلة الحارقة بطريقته الخاصة حين يقول : حسب الوصفة .. المطلوب أننا نفتح جيوبنا والحكومة تغرف .. وما عندنا مانع تغرف إذا البتغرفه ده برجع لينا خدمات .. في دول حكوماتها بقاسموا المواطن في دخله ضرائب 50% عديل .. لكن بقدموا ليه خدمة أعلى من مستوى الرفاهية في التعليم والصحة والأمن والمرافق الخدمية ..
اقتصار حيلة الحكومة على تنفيذ الوصفة امراً وطاعة كحل أوحد وكأنها قليلة حيلة ده هو أس البلاء .. الحلول متوفرة تفتقد فقط للإرادة .. حلول واضحة ملَّ الكل من ترديدها .. لكنهم مستوطين حيطة المواطن كأسهل مصدر دخل تقلع منه .. الباقيين حيطهم عالية .. حتى مراجعين ومحاسبين الحكومة الماليين ما بقدروا ينفذوا من خلالها .. ويوجه حديثه مباشرة للحكومة : قبلما تجي تقلع مني .. انا كمواطن وريني حقي العندك وين ؟؟
عندي إنتاج دهب بمئات الأطنان وما عاوز تعمل بورصة .. البصدره بنك السودان رسمي منتعشه بيه بورصات الخليج الما بنتج جرام .. ونصه بتهرب بعين قوية ، لو في زول قال البغلة في الأبريق حتة شركة طيران خاصة زي (بدر) تجرجر البتكلم حتى لو كان هيئة الجمارك للمحاكم ..
ويواصل : عندي 80% من إقتصاد البلد وخصوصاً البجيب عمله صعبة بتديره شركات عسكرية محرم على مراجعين الحكومة “الملكية” الإطلاع على حساباتها .. والكل عاصر ضنبو وساكت ..
عندي ملايين الدولارات نقاطة يومية في هيئة الاتصالات البتبني الابراج من حر مالنا وبلا خجلة بتؤول ملكيتها لسوداتيل الثلاثة ارباع ملكيتها إستثمار أجنبي .. وحدث ولا حرج عن مليارات دولارات منظومة الصناعات الدفاعية والطيران المدني وزادنا وصندوق التأمينات الإجتماعية البمتلك نص الخرطوم ..
عندي مئات الملايين من الدولارات إستردتها لجنة إزالة التمكين .. ولجنة إدارة الاموال المستردة ووزارة المالية والشركة المنشأة على الورق .. جميعهم حضرنا ولم نجد اموالنا ..
عندي ارض لو زرعتها سيخ تاني يوم ببقى قضبان سكة حديد .. وبنستورد الثوم الصيني لانه جالون الجاز بتتحرم منه المزارع عشان تتحرك بيه أساطيل فارهات الدستوريين ..
عندي وعندي وعندي إلى ما لا نهاية .. فقبلما تدخل يدك في جيبي تغرف أكتر .. وريني حقي العندك وين ؟؟

3
الاستاذ سالم الامين لديه وجهة نظر مخالفة خلاصتها انه لا بديل عن رفع الدعم ويقول : رفع الدعم بوريك قدر شنو افقنا السياسي منغلق على مقدار مصالحنا، نفس المجموعة الفي يدها السلطة الآن و بتجتهد في تبرير رفع الدعم ، هي نفسها طلعت الناس في مظاهرات ٢٠١٣ و أجبرت الإنقاذ أنها تتراجع عن الرفع في الوقت داك .
تخيل حجم العبئ الكان ممكن يتشال من ظهر الحكومة الانتقالية لو كان اصلا الدعم مرفوع …
الناس الفي السلطة الآن أخيرا وصلت إلى ان هناك دعم بعد طول انتظار ، دعم حقيقي كمان و يعطل اقتصاد البلد في حال استمراريته .
انت هسا الرافض للرفع لو ادوك الحكومة دي ما عندك اي حل غير انك ترفع الدعم . لكن المؤسف أنه الرفع جاء في وضع اقتصادي مزري، اتنفذ بعد تحرير العملة مباشرة في ظل ارتفاع متوالي للدولار ، و بدون إجراءات تقلل آثاره السالبة …
اهم حاجة في عملية رفع الدعم هو الوفرة ، سكان الأقاليم الآن بيشتروا جالون البنزين من السوق الاسود بي ٢الف جنيه و مرات كتيرة بكون مخلوط بي موية و بتسبب في مشاكل كتيرة في الماكينات بكونوا مبسوطين بالسعر الجديد ، التحدي الأكبر هو توفير البترول في كل أنحاء البلاد بنفس الأسعار المحددة، حتى لو الوزارة تتحمل تكاليف النقل في المرحلة الأولى. و اجبار حكومة الولايات بعدم وضع اي رسوم أو ضريبة على الوقود ، ودي مسئولية المجلس التشريعي، يعني بنلف و ندور و نلقى معظم مشاكلنا سياسية في المقام الأول ..
في عصابات من التجار و المسئولين اغتنت غنى فاحش من الدعم ، المجموعة دي ما حتتنازل عن مكاسبها بسهولة حتحول تجارتها في ميدان الأقاليم البعيدة عن سلطان المركز و بتضارب و ترفع الأسعار هناك عشان تعوض مصالحها البتقيف بسبب قطع الشريان ..

دا اصعب و أخطر قرار تتخذه الحكومة الآن و يحتاج لدعم . و بالمقابل دعمنا ما بيمنع المطالبة بالإصلاحات السياسية لأنها اساس الاستقرار الاقتصادي .
في حاجة مهمة الناس تنتبه ليها بأن السعر الحالي غير مستقر ، يمكن أن يرتفع في حال استمرار ارتفاع الدولار ، يعني الدولار إذا وصل ٦٠٠ جنيه لا قدر الله يمكن الجالون يتجاوز ال٢٠٠٠ جنيه ، عشان كدا بنطالب الحكومة بالاستقرار السياسي عشان حياتنا تستقر .

4
بلغة سهلة وبسيطة يعبر الاعلامي المرموق الطيب عبد الماجد عن لسان حال المواطن الذي قتله الغبن : أتفهم عندنا يقدم النطاسي البارع والطبيب على إعلان قراره الحاسم
بضرورة التدخل الجراحي لإنقاذ حياة المريض رغم صعوبة القرار …. وهذا تحديداً مايدور في ذهن صناع القرار الإقتصادي عندنا فيما يتعلق بالمضي قدماً لرفع الدعم لأن النظرية الاقتصادية نقول إنه يرهق كاهل الميزانية ويكبل الحكومة والشعوب ولا يجعلها تنطلق إلى فضاءات أرحب .. لكن هذا المريض لما يكون ضغطو عالي والسكر عندو مرتفع ويعاني نقص حاد في الدم والحديد
يكون القرار بأن حالة المريض لاتسمح بذلك وترجأ العمليه لحين تهيئته … وهذا بالظبط ينطبق على السودان والمواطن السوداني
والذي ينوي عرابو الاقتصاد تطبيق هذه النظريات الاقتصادية وروشتات الصناديق الدوليه عليه …وبغض النظر عن صحتها من عدمه .. نحن نتحدث الآن عن مدى ملاءمتها والتوقيت
ناس ياخ تعاني الأمرين في سبيل توفير الضروريات دعك من الكماليات مع عدم توفر كثير من السلع الأساسية
وغلاء طاحن ومداخيل ضعيفة لاتذكر …ونسبة بطالة هي الأعلى في المنطقة …وتتحدثوا عن رفع كامل للدعم في بلد فيه المرتبات قياساً بالدولار مخجله وضمن الأقل في العالم …
ماهو الدولار دا ما بوقفو من الزياده الا دولار زيو ….
دا كلو كلام ساكت …
يعني هو ليه برتفع قدام جنيهك دا …؟؟ لأنو ببساطة جنيهك هامل ما عندو قيمة
القيمة بتجي بالإنتاج ..ومافي انتاج …
عشان كدا مافي دولار ….وبالتالي النتيجة الحتمية إنو الدولار حيرتفع حتى لو حاولت تحوشو ببعض الإجراءات …..
ويستطرد الطييب : نحن نتحدث عن المعادلة النهائية ….! إنت كحكومة متضايق لأنك بتشتري جالون البنزين على سبيل المثال بي عشرة جنيه والمواطن بشتريهو بي ستة جنيه وأنت تتحمل الأربعة جنيه دي ….داير ترفع الدعم وما تدفع الفرق دا لأنو قلت بهلك الميزانيه …..!!
طيب كويس ….
السؤال ….!!! خليك من الرفع الأخير الناوي عليهو دا إنت لما رفعت قبل كدا مش كان في فرق وفرتو ……..!! مشى وين ؟؟؟؟ ماهو الأسعار ماشه زايده …والقوة الشرائية ماشه ناقصة
إذا كنت أنا كمواطن بشتري رطلين لبن حأضطر أشتري رطل واحد لأنو ما بقدر …
يقومو ناس ( شركة اللبن ) عندهم واحد من اتنين
إما يزيدو سعر اللبن لأنو الكميه البشتروها الناس نقصت
أو ينقصو الإنتاج وبالتالي ينقصو حتى العماله وبالتالي
عاطلين جدد ……
دا على سبيل المثال وعلى ذلك قس ….!!!
معناها إنت القروش الوفرتها من رفع الدعم ما وديتا
للإنتاج….سديت بيها بعض ( القدود ) البتجيب هوادا كل الحصل ….!
وهسا الفرق البتوفروه من رفع الدعم دا برضو ما حيمشي لي إنتاج حقيقي بجيب دولار حقيقي عشان يقيف ترس قدام الدولار ….!!
لذلك برضو حيستمر نفس المسلسل .والمشكله الان مش في هذه الروشتات الدوليه ولا موضوعيه الطرح …!!
الأزمة في عدم وجود خطط واضحة للتنميه والبناء والإنتاج .. حتقول لي والله نحن بندفع مليار دولار دعم للمواد رايحة ساكت كان ممكن نستفيد منها في حته
تاتيه عشان كدا حنرفع الدعم عشان نوفرها ……!!
واقع الحال يقول لاخليتوها للدعم ولا استفدتو منها في حته تاتيه نحن قاعدين هنا مهمتنا نكلم الشعب دا ونوريهو
زي ما انتو بتعملو تنوير بي دواعي ومسببات وموضوعيه رفع الدعم
نحن بنقول ليهم إخفاقات وعثرات الحديث باسم رفع الدعم
ونذكر مره تانيه المشكله مش رفع الدعم كسلوك اقتصادي بحل ليهو مشكله
الأزمة في زول قالو ليك عندو فقر دم
وانت دايرو يتبرع بالدم كقيمة انسانيه عظيمة
دي المشكلة ….
…..!!
ويقول : أعي جداً وأفرق بين العاطفة والواقع وبين ضرورة إتخاذ القرارات الصعبة أو دفن الرؤوس في المال
لكني في المقابل أعي وأعلم واؤمن بدراسة حالة المريض( السودان ) وبشكل حصيف وموضوعي وإنساني وعلمي وبعدها نحدد العملية
الجراحة والكي هي اخر مراحل العلاج…..
الزول الدايرين يعملو ليهو عمليه بشاوروهو ….
ونحن للاسف مجلس تشريعي تشاورونا فيه ذاتو ماعندنا عشان كدا متجدعين فينا
مثل هذه الاجراءات بحب أن تتم على مراحل وجدول زمني واضح وفي إطار متابعة وتقييم متواصل لآثار القرار وتبعاته على مجمل الأوضاع وبمشورة الشعب ….!!
ليه بتفاجئونا دايماً بالقرارات خاصة الصعبة دي
لماذا نحن آخر من يعلم
اين هي النقاشات المجتمعية التي تسبق ذلك هو الاعلام دا ( نشرة تسعة ولا شنو )
مثل هذا التوجه يجب ان تسبقه تهيئه للرأي العام وجداول زمنية
ونقاشات مع الناس …!!
مش ممكن تلقو آراء من الشعب الشايفنو مسكين دا تقيكم شر القتال وبي افكار خارج الصندوق
الافكار التقليديه بتاعة نرفع الدعم ونمشي نتدين من صندوق النقد دي اسهل حاجه
هل درستو الإجراءات والترتيبات الأخرى المصاحبة والمترتبة على هكذا قرارات
وينو هو الشعب البترفعو عنو ميه في المية دا
اي ظهر هذا الذي يحتمل كل ذلك ….!!
وخلونا نتحدث حديث علمي اقتصادي
هل قرأتم مستويات الدخل للناس على كل المستويات ونسب البطالة!!؟
هل لديكم احصائيه متكامله عن العاملين في القطاع العام والخاص ومن هم بلا عمل والنازحين وسكان المعسكرات !!؟
هل راعيتم الترتيبات والإجراءات التي تنسحب على المواطنين وكيف يتم تعويض الفئات الضعيفة وهي تشكل النسبة الأكبر
ماهو ( بتاع الدرداقة ) حيزيد اجره ( وليهو حق )
لأنو ما حيقدر يعيش لانو القدامو زادو
الأهداف لرفع الدعم معلومة لدينا بالضرورة
ولكن هناك فرق بين النظرية والتطبيق وظروف وملابسات تطبيقها …
وهل استصحبتو تجارب الدول الاخري في هذا الجانب
أنا أعي صندوق النقد الدولي جيداً واتابع قروضهم المليارية لمصر وتونس وماينجح في مصر ليس بالضرورة
ان ينجح في السودان الوضع مختلف جداً رغم إننا اصحاب الموارد الأعلى
لما تعملو خطط انتاج واضحة وقابله للتطبيق
وتدونا نماذج صريحة لذلك
نشوف بعدها قصة رفع الدعم وصندوق النقد او غيره من الصناديق ….!!
إنتو ليه بتتجاوزوا هذا الشعب ….الشعب دا لما عمل ثورة وضحى من أجلها عشان يكون لاعب رئيسي في معادلة الحكم وليس متفرجا

5
يقول بروفيسور معتصم أقرع
من اغرب خلق الاعذار المضروبة للحكومة عن مضاعفة أسعار الوقود القول بان مصدر الزيادة هو ارتفاع أسعار البترول في العالم. ودة كلام ساي. صحيح ان متوسط أسعار البترول في السوق العالمي ارتفع بمعدل 25% بين يناير ومايو 2021 ولك ان تقارن ذلك بزيادة سعره في السوق السوداني بنسبة قاربت 100%. لاحظ أيضا ان متوسط سعر البترول في مايو 2021 كان اعلي من مستواه في يناير 2020 بحوالي 8% فقط. ولو كان السعر في السوق السوداني يدفعه الِي أعلي السعر العالمي لكانت أسعار الخرطوم اليوم تعلو عن أسعار يناير 2020 في حدود 8% وليس خرطمية في المية.
النسبة الأعظم من أسعار البترول في السودان تعكس حركة سعر الصرف الذي يتهاوى بفضل سياسة الحكومة السودانية وليس تقلبات السوق العالمي. صحيح ان نسبة اقل من الارتفاع سببها تبدل السعر في السوق العالمي ولكن لاحظ أيضا انه في حالة انخفاض الأسعار في السوق العالمي – كما حدث في سنة الكورونا 2020- لا تنخفض نظائرها في السوق السوداني.
ويقول عن استشهادات الحكومة التضليلية بنظره في تبريرها للرفع الدعم بأسعار المحروقات في دول اخري في افريقيا وحول العالم ان هذا الاستشهاد مضلل لأنه يعتم علي جوانب هامة من المعادلة منها ان عبء الدعم سببه ارتفاع سعر الصرف المتواصل الذي تسبـبه الحكومة بطباعة الكاش لتمويل امتيازات أهلها وبدرجة اقل كثيرا تسبـبه سياسة الصادر.

لذلك قبل الإشارة الي أسعار المحروقات في الدول الأخرى كان علي الحكومة أيضا ان توضح لنا ما هي الدول التي تطبع حكومتها الكاش بلا حساب حتى تهاوي سعر الصرف في اقل من عامين بنسبة تقارب 600%؟ وما هي الدول التي تصحو كل يوم علي سعر صرف اعلي مما نامت عنه؟
وبحسب البروفيسور اقرع فالحقيقة ان كل مشكلة الدعم تقريبا تتجذر في سعر الصرف. ففي كل مرة يوجد فيها فرق بين سعر الصرف الرسمي والموازي/الأسود تتحمل الحكومة الفرق وتسميه دعم. اذن المشكلة الحقيقة هي فروق وعدم ثبات سعر الصرف وهذا هو الباب الذي يعود منه عفريت الدعم من وادي الموت كل يوم.

ويتساءل لماذا يتهاوى سعر الصرف؟ ببساطة السبب الأول هو فرط الصرف الحكومي غير المنتج والذي يتم تمويل جله بطباعة الكاش. ويترتب على ذلك ارتفاع سعر الدولار وبالتالي تفاقم فاتورة الدعم.

ويخلص اقرع انه وباختصار فان مشكلة الدعم يسببها انفلات سعر الصرف الذي يسببه الصرف الحكومي المسنود بطباعة الكاش لرفاهية الشرائح العليا من البيروقراطية المدنية والعسكرية والميليشياتية.

ومن أراد مثلا هذا أحد: مثلا تقول الحكومة ان هدفها بيع جالون البنزين بالسعر العالمي الحقيقي وقررت ان هذا السعر ثلاثة دولار – دعنا نقبل هذا السعر علي علاته فقط للتوضيح. عند تسلم هذه الحكومة للمهام في أغسطس 2019 كان سعر الدولار في السوق الأسود 67 جنيها. إذن كان سعر جالون البنزين الحقيقي وقتها بدون أي دعم حوالي 201 جنيه.
ولكن منذ ذلك التاريخ طبعت الحكومة مئات المليارات من الجنيهات وكانت النتيجة ان انهيار سعر الصرف الي حدود 460 جنيها وهذا يعني ان سعر جالون البنزين الحقيقي غير المدعوم الذي ما زال ثلاثة دولارات قد ارتفع بالعملة السودانية من 201 جنيه الِي حدود 1380 جنيه وكل هذا الارتفاع بسبب استسهال الحكومة لطباعة الكاش وليس ان المواطن السوداني كسول أو غير منتج أو استهلاكي أو مدمن لصلة الرحم وشرب الشاي علي الجانب الآخر من الكبرى.

الجريدة

‫شاهد أيضًا‬

الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش

كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …