تمازج ام تزاوج .. السلام لا يعني الفوضى

هشام عباس :

قبل فترة تقريبا فى مارس من هذا العام ان لم تخنى الذاكرة احبطت الشرطة كارثة كبيرة كادت ان تحدث وتصل الى مرحلة الاشتباك بالاسلحة بجوار مستشفى رويال كير فى قلب العاصمة بين مجموعتين قالت الشرطة انهم من حركة اسمها الجبهة الثالثة تمازج اختلفوا فى ما بينهم ووجدت بالشقة اجهزة واختام لاصدار اوراق ثبوتية .
قبل ايام تم القبض على قاتل الدكتور مجدى ووالدته بعد هروبهم من العاصمة بالسيارة المسروقة وتم اكتشاف انهم عبروا كل مراكز الشرطة بسبب لوحة تحمل اسم ذات الجهة تمازج .
بالامس ايضا هناك اخبار تؤكد القبض على مجموعة ممن شاركوا فى اشعال الاوضاع فى الخرطوم وهم مجتمعين باحدى الشقق واتضح ان اغلبهم يحمل بطاقات نفس الجهة تمازج ..
الامر لم يتوقف عند هذا الحد بل هناك معلومات مؤكدة احتفظ بها لوقتها ان هذه الجهة تقوم بتسجيل الناس لجسمهم هذا والمؤسف انهم يخيرونك الرتبة التى تريدها ( مدير شرطة دنقلا تحسس كرسيك جيدا لان هذه الامور لا تصلح معنا فى الشمالية ) ,, يعنى ببساطة تكون ماشى فى الشارع وتقابل واحد منهم انت وحظك ممكن تبقى فريق اول او لواء او عميد .
بعيدا عن مسألة تسجيل الناس ومنح الرتب التى سنتفرغ لها بالادلة لاحقا ,, السؤال الذى يفرض نفسه للحكومة ولجهاز الشرطة ولشرطة المرور تحديدا :
من وكيف تسمحون لسيارات مجهولة المصدر بلوحات غير قانونية ترتع هكذا فى شوارع العاصمة ؟؟
ولماذا لم يتم اى اجراء ضد هذه الجهة بعد اكتشاف ما حدث فى واقعة الدكتور مجدى ؟؟
السلام حلو وشجعنا كثيرا عملية السلام بل طالبنا ان تقدم الحكومة تنازلات من اجل السلام لان اى تنازل لا يساوى شئ مقابل ان تتوقف الرصاص ونحمى الانفس البريئة لكن ما علاقة هذا بالسلام وهل هكذا نحمى الارواح وما فائدته اذا كنا سنحمى ارواح بايقاف الحرب ونفقد ارواح بسبب الفوضى ؟؟
على اقل تقدير لو كانت هذه سيارات عسكرية (رغم ان هذا مرفوض ايضا داخل المدن ) لقبلنا من منطق ان الترتيبات الامنية لم تنتهى بعد لكن هذه سيارات مدنية ترتع بدون اى مواجهة من الشرطة بل تم استخدام لوحات هذه الجهة فى جريمة بشعة قبل ايام فمالذى يمنع ان ترتكب جرائم غيرها ؟؟
على الدولة ممثلة فى مؤسسات الحكومة والشرطة تحديدا وضع حد لهذه الفوضى والتصرف بمسؤولية اما ان يوفقوا اوضاعهم بتسجيل هذه السيارات رسميا او يتم ايقاف كل شخص ومصادرة سيارة تحمل لوحات اى جهة مهما كان ولاى جهة تنتمى او سيكون للمواطن تصرف يحمى به نفسه وهذا ما لا نريد .
وللحديث بقية