راهنت وربحت الرهان

شاكر سليمان حسين .. أبوبلسم :

إنه فبراير شهر الإنتصار لإرادة الشعب بتبني القرارات المصيرية الشجاعة التي ستأتي ٱكلها بعد حين دعما ، قولا ، وفعلا لرهان صناع القرار علي شعبهم الذي لن يخذلهم ابدا بتلقيهم لقرار ( تحرير الجنيه ) بوعي ثوري منقطع النظير أحدث إرباكا غير محسوبة العواقب لأعداء النجاح المتربصين لإفشال مخططات أهداف الثورة بسيناريوهات مختلفة ، فكانت ضربة تكاد تكون قاضية جعلتهم يضربون الخدود ويشقون الجيوب بدهشة كبيرة لمستوي عقلية الشعب الذي وثق في قائده ومقولته ( سنعبر ) التي لم ينطق بها للإستهلاك السياسي أو للتخدير كما كان يفعله تجار الدين . ذلك كان رهان أولي وبه عبر …

ويأتي شهر يونيو برهان آخر تزامنا مع تفاقم الأزمة السياسية والإقتصادية والإجتماعية في البلاد جراء تركة ثقيلة خلفها النظام البائد ، وبمنتهي الشجاعة الثورية ، مفادها من يطلب الحياة في وجود داء السكري الذي لا يقبل للأعضاء عن تصاب بجرح ما ، عليه التخلص من ذلك العضو لسلامة بقية الجسم مع تقبل النتائج العكسية التي ستزول بمرور الوقت عند الشعور بالعافية ، وقس علي ذلك في الأمراض المعضلة التي علاجها الكي بالنار ..
قرار تدرك حكومة الثورة خطورتها من حيث إستغلال الثورة المضادة لتداعياتها لكن الرهان كان كبيرا وعظيما بعظم الثوار الأحرار صناع الثورة الذين إمتصوا صدمة ( رفع الدعم عن الوقود ) بعقلية المستنير الذي يري مستقبل ذلك القرار هناء ورخاء أبديا ، وليس مرحليا ، فكانت ضربة قاسمة للظهر علي الذين أرادوها إغتيالا لشعبا وأرضا ووطنا بالتخريب والإرهاب وإشاعة الفوضي ، فلا الٱسلوب والطريقة تشبه ثوار إعتصام القيادة ، ولا التتريس يشبه وقود ثورته ( لجان المقاومة ) ، فإنطفأت في مهدها وهم خاسئون خاسرون يجرون أذيال الفشل والخيبة بفضيحة مجلجلة ..

التحدي كبير علي الشعب المبتلي بأنظمة متعاقبة فاشلة آخرها مدمر وفتاك كاد أن ينسف البلاد بأيديولوجيته الضالة ، وفساده الحصرى ، إلى أن عجل الله بثورة الشباب الذين ضحوا بالأرواح وسيضحون بكل ما يمتلكونه من عزيمة وصبر وجلد تناغما مع حكومتهم الظافرة التي إذا أخطأت صححوا مسارها بالمواجهة البناءة واللباقة في النقد ، هم مصرون علي المبدأ ، ماضون في نضالاتهم إستكمالا لأهداف ثورتهم التى ستمضي إلى غاياتها لأجل تغيير موازين القوي التي ستؤدي حتماً إلى التغيير المنشود . وكما إنتصروا على الجبابرة الطغاة وعلى مخططاتهم ، حتماً سيعبرون مستصحبين معهم الرهان تلو الرهان بإردة ثورية قوية ..