ويبقى ما ينفع الناس نساء ورجالا!

رشا عوض :

الاستاذة امل هباني تستنكر علينا رفض انحلال المرأة باسم التحرر!! وتقول ان هذا النهج الرافض للانحلال لن ينجح في إنجاز تحرر ثوري للنساء يؤدي لتغيير مفصلي في شكل العلاقة بين المرأة والمجتمع والدين!!
وهنا تتماهى امل تماما مع فكرة اعداء التحرر النسوي وتجزم بان الانحلال ركن اساسي في هذا التحرر!!
عموما هناك فرق كبير بين الثورة بالمعنى الفكري والسياسي وبين الثور في مستودع الخزف!
والتغيير المفصلي في علاقة المرأة بالمجتمع والدين له أدواته المعرفية التي تحتاج حيازتها للجهد والصبر ، وقبل هذا وذاك تحتاج للتواضع ومهارات التواصل الذكي مع المجتمع واحترامه ومن ثم استكشاف طرق استنهاضه بحكمة!
مسيرة التحرر النسوي سوف تنتصر بمن يمتلكن مشاريع فكرية حقيقية للتحرر ووعي نسوي مستوعب لطبيعة السياق الثقافي والاجتماعي ومؤهل لتثويره اخلاقيا وسياسيا واقتصاديا وفق رؤية ذاتية (مخدومة باخلاص) لا عبر مشاغبات سطحية تستسهل إطلاق الاحكام البسيطة في اكثر القضايا تعقيدا
تأذى الشعب السوداني كثيرا من “مدرسة المشاغبين السياسيين”
وسوف تتأذى الحركة النسوية كثيرا من “مدرسة المشاغبات النسويات”
سنظل نتفرج على محن الاستعانة بصديق، والمطالبة بالمساواة بين الرجال والنساء في عدم حلاقة المرأة لشعر الإبط (هذا تم نقاشه بالفعل في الفيسبوك وليس من تأليفي) وعدم منع النساء من الذهاب للحلاق وحملة مناهضة تخصيص حمامات للرجال واخرى للنساء في المرافق العامة (مع العلم ان السودان يعاني اصلا من ندرة الحمامات الصحية للجنسين) الى اخر هذه الترهات
ولكن الزبد حتما سيذهب جفاء ويبقى ما ينفع الناس نساء ورجالا!