حميدتي يستعد لمجزرة جديدة!
عمر عثمان :
لا يمكن أن يذهب قياس قرار حميدتي بتشكيل قوات مشتركة للانتشار في العاصمة الولايات سوى أنه استعداد لإعادة مجزرة فض الاعتصام في الثلاثين من يونيو التي قلبت موازين القوى في ذلك العام، ولكن لم يكن مستشاروه ومن طبخوا له هذه الحيلة أكثر ذكاء في أن يجلعوه يعلن مشاركة القوات النظامية الأخرى في المجزرة القادمة حتى لا يصيح مرة أخرى ( نحنا ذنبنا شنو ياجماعة؟) لدينا شركاء معلنين هذه المرة يشاركوننا الجرم.
فصناعة الفوضى في الفترة المقبلة ستزداد باستمرار من اجل تقويض الفترة الانتقالية في اتجاه إعلان حالة الطوارئ عقب إقلاع طائرة أحمد هرون والشرتاي جعفر عبدالحكم مباشرة، بعد أن فشلت كل محاولات جر الشارع لإثارة الفوضى وإعلان عدم الشعور بالأمان، ونسوا أو تناسوا أن الحكومة المدنية معنية باشاعة الأمن باستخدام هذه القوات التي يجب أن تكون تحت امرتها متى ما رأت استخدامها، ولكن الفوضى الساذجة والمصنوعة من اجل إسقاط الحكم المدني غباء ما بعده غباء فالامن ليس مسئولية إبراهيم الشيخ مثلا ولا اي من الوزراء المدنيين بل مسئولية هؤلاء العسكر وانعدامه يعني ضعفهم وأهوانهم الذي يتطلب محاسبتهم وليس تفويضهم ما يحلمون، فمن يسعي لإقامة الفوضى والإخلال بالأمن ليس أمينا بأن يمنح اي تفويض حتى في مجال عمله.
فالامن واستتبابه مسئولية وزارة الداخلية اما الجيش وبقية المليشيات المنتشرة في الخرطوم بلا عمل فمكانها الثغور هناك مع جنوب السودان وأفريقيا الوسطى وتشاد وإثيوبيا وارتريا ومصر وليبيا وطول البحر الأحمر وعند الحدود الاقليمية.
والحديث عن ترتيبات أمنية كمستحقات سلام من داخل الخرطوم أو الولايات الآمنة هو هدر للموارد وإشاعة للفوضى نتاج للفراغ الكبير الذي تعيشه هذه القوات وهي مدججة بالسلاح مما يدفع أفرادها بالتفكير بملء الفراغ بين الحدائق والمنتزهات ولعب الليدو والتسكع في الأسواق وقد يتطور الأمر للنهب والسلب كما حدث مع طبيب الأطفال ووالدته.
فالقرار بتشكيل قوة من حاملي السلاح نظاميين ومليشيات وغيره قرار لا يصب ابدا في مصلحة الفترة الانتقالية ولا يدفع للانتقال بقدر ما يدفع للفوضى خصوصا في الولايات التي لم تعتاد على هذه القوات ولا تعرف معظمها طبيعة انسان هذه الولايات ولا عاداته وتقاليده خصوصا المليشيات التي لايعلم كنه قواتها احد.
فبسط الأمن ومنع التفلتات لا يكون بمزيد من التفلتات وإعطاء الصلاحيات لهذه المليشيات المدربة على القتال فقط وليس حفظ الأمن والتعامل مع المدنيين.
أكاد أجزم أن حميدتي نفسه يعرف هذه المجموعات المتفلتة ومن يقف خلفها ومن يدعمها هذا أن لم يكن يعرف عددها ومقار سكنها وعدد السواطير التي يستخدمها أفرادها ولو أراد حسمها فعلا لما احتاج لأكثر من يرفع سماعة التلفون ويطالبهم بالتوقف الفوري.
نشر القوات المشتركة في كل الولابات طعنة في ظهر الثورة ومقدمة لخريف دم قادم تعلن بعده حالة الطوارئ قبل التوصل لاتفاق مع الحلو الذي ينادي بالجيش الواحد.
المليشيات مكانها المعسكرات خارج المدن وليس حفظ الأمن داخلها.
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …