مصطفى قلندر وعباس كاريكا
محمد فاروق سلمان :
لو لم يوجد اله لاخترع الانسان الها، فحوجته للخير لم تكتفي به، ولو لم يوجد شيطان ابتكر السلطان شيطانا فحاجة السلطان للشر كضرورة لا تنتهي به.
مصطفى قلندر في حكاوي دورة العنف الجديدة للدولة السودانية وسدنتها الجدد، يتم تصويره كشاب خارق، تم تدريبه من قبل الدولة العميقة بشكل محترف وزرعه ليقود لجان المقاومة وحراك الاحتجاج على الانحرافات في تمثيل الثورة والالتزام بقضاياها للانحراف بالحراك السلمي نفسه الذي اتى بمن هم في السلطة الان، وبعيدا عن حقيقة قلندر؛ فمن الواضح ان كل اصحاب الامتيازات السلطوية يقرؤون كتابا واحداً، وان الديكتاتور ليس امامه ان يتعظ بغيره، وعلّ رفاقنا بالامس ماضون في السقوط مهما تقدم اليهم ناصحون او قدم اليهم نقدا، اسكرتهم شهوة السلطة، فصاروا الى ما كان اليه من هو قبلهم وكانما الناس انما أبغضتهم، ولم تبغض فعلهم!
بعيدا عن الرجل الخارق قلندر ياتي شاب لم يتم تصويره بعد كشيطان خارق؛ عباس كاريكا، وعرف عنه نشاط دؤوب في اعتصام مشرحة التميز، بل وتحدث باسم الاعتصام في الندوة التي التي نظمتها حملة الحق في الحياة وبالتعاون مع مركز ارتكل الاعلامي ، وبظني هو المقصود من هذا التربص في استدعاء كل من مصطفى قلندر وعباس كاريكا بواسطة الشرطة للتحقيق معهم في احداث عنف، لينتهي بهم هذا الاستدعاء للاتهام في قضية اخرى!
تزامنت هذه الاحداث مع اخراج سجلات مشرحة التميز وتغيير اللجنة من الطب العدلي بلجنة اعلنها مدير وزارة الصحة بولاية الخرطوم (ليتشارك كل من وزارة الصحة الاتحادية وولاية الخرطوم في هذه الترتيبات) وخلاف وجود اسماء تعاونت مع النظام السابق في اخفاء جرائمه، تم ابعاد د. خالد محمد خالد وهو السوداني الوحيد ربما المتخصص في طب الاسنان الشرعي Forensic والذي تمت الاستعانة به نتيجة جهود من لجنة المفقودين، وحسب حديث لرئيس اللجنة الاستاذ الطيب العباسي معي: انه تواصل مع الارجنتينيين بحكم تجربتهم المعروفة في تقفي اثار اكثر من ثلاثين الف مفقود بعد نهاية الدكتاتورية هناك في١٩٨٣، وهم من قالوا له تمتلكون سوداني تخصص في هذا المجال في جنوب افريقيا وهو افضل خيار لكم.(لعب د. خالد دور رئيسي في التعرف على جثمان الشهيد ود عكر).
هناك عمل مخطط الان يتجاوز اعتقال كل من كاريكا وقلندر يهدف للتلاعب بالادلة ومسار العدالة في تقصي المفقودين، والمؤسف ان هذا التخطيط يتم بواسطة مدنيين قد يزينون للاجهزة الامنية سوء ما يفعلون ويقفون اليوم أمام سبل السودانيين للتعافي، وبدلا من الالتزام الحقيقي بمعرفة الحقيقة وموقعها الاخلاقي والخلاق في تجارب الانسانية في عدم تكرار الانتهاكات، هنالك من المدنيين من يقف امام هذا الفتح في هذه الثورة ويفتح الباب امام تناسل العنف، محبطا جهود هؤلاء الشباب في معرفة الحقيقة، وفق محاولات مستمرة لتهديد اعتصامهم في مشرحة التميز.
إنفصل تمثيل الثورة عن جمهورها منذ وقت مبكر، والان تعاني السلطة الانتقالية عزلة كبيرة وشكوك اكبر ممن يفترض انهم اتوا بها، لكن الردة الحقيقية هذا التربص من قبل السلطة بهذه الجماهير، والعودة لنفس ممارسات النظام الذي سقط من تبرير للانتهاكات والوقوف امام العدالة وتهديد سيادة حكم القانون وانتهاك حقوق الانسان في مشاهد متكررة، لم تعد استثناءا واصبحت القاعدة وصفة هذا الحكم.
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …