رحيل الهزار ….!!
الطيب عبد الماجد
غيب الموت شاعرنا الكبير الدكتور ( على شبيكة ) الذي نستطيع القول أنه أسهم إسهامًا مقدراً في تشكيل الذائقة السودانية عبر أغنيات خالدات صاغ كلماتها هذا الموهوب وغناها عمالقة كبار
فزادوها حلاوة على طلاوتها وقدمو لنا درراً وعقود
تزين بها جيد الذواقة في وطن الحب ….
كان ( علي شبيكة ) ومع موهبته المتأججة رقيقاً أنيق
تخرج المفردة منه جزلة مشحونة بالجمال معبأة بالفرح مترعة بالشجون مليئة بالروح
هو زول بقول ..
يوم رحيلك يا حبيبي شفت كل الكون مسافر …..
لاهزار في روض غنا
ولا زهر عطر بيادر ….!!
فأي رقة هذه وعذوبة …..يا كنار
فالهزار لا يأتي إلا للغصون ولا يلاقي إلا الهزار …
إقترن ( على شبيكة ) مع ثنائي العاصمة فكان ثالوث
التجاوز والإبداع
( نقرة ) من شبيكة و ( تدويرة ) من ( أبودية)
فينطلق ( السني ) سيد النص ….
ويعبرون بنا إلى عوالم جديدة من المتعة والخيال
والله وحدو بينا البارحونا وراحو
شالو من وادينا بهجتو وافراحو
الكتير يا حليلم يا حليل الر احو
بالكتيييير يا حليلم ياااا حليل الراحو
وكأنك تنعى نفسك بهذه الكلمات وتكمل ضلع مثلث
مضى وارتحل ….
لكن واقع الأمر يقول إن شاعرنا ( شبيكة ) نثر درره في كل الدروب والطرقات …
عبر أغنيات رائعات لفنانين آخرين
فكم آنس عشاقاًً كان حبهم مكتوماً بين الضلوع
وكم واسى محبين غارقين في الحب وعذابات الضنى
وقد شدا كروان ( مدني ) ( عبد العزيز المبارك ) بكلمات ود ( أم درمان ) شبيكة
ليه ياقلبي ليه تاني رجعت ليه وين أيام زمان عدت تحن ليه
لييييه… ليه ياقلبي ليه
وعندنا تغازل ( أم درمان ) ( مدني ) فاعلم أن الأمر
جلل …..!!
ولكم دغدغ مشاعر أناس قست عليهم الدنيا والأيام
فوجدوا في أشعاره متكأ وعزوة فاستجاروا بحروفه
الباسقات من لهيب الشوق وانكسار محب …!!
ودنيا الريد غريبة وسر مابنفهمو ….!!
كتبها شبيكة ومضي ….ولازال السر باقيا
وناس أفراحا زايدا وناس بتألمو …….!!!
أرسل ( شبيكة ) حروفة لكل الناس دون قيد أو شرط
فوصلت كما أرادها حية وناصعة تدخل القلوب
وتشعل الوجدان …..
كتب شاعرنا
( وشفتك وابتهجت وين ياغالي إنتا
نحن الزمن شقانا و إنتا زي ما إنتا )
وقد تلقى ملك التطريب ( محمد ميرغني )
هذه ( الباصة ) من المعلم ( شبيكة ) ودخل بها ( الطمنطاشر )
ودخل قلوبنا ذاتا ….!!
وملاها بهجة وريد
ووين وين ….!! وين وين
وين ياغااالي إنتا….!!
أرسل ( شبيكة ) كلماته في دجى الليل الساكن ( لتطبطب ) على قلوب العاشقين وهى تحمل بريدها الدافئ ( مكتوب ) بالمشاعر على( أوراق ) الحب
وبتوقيع القمر
ويا نسايم الليل روحي كلمى وللبريد روحي سلمي
يااااا نسااايم اللييييل
بالجمال وجهك انغسل … و العيون طابعها الكسل .. والمزمزم ضرب مثل .. عجوة معطونة فى عسل…
ومثل هذا ( الشهد ) الذي دفقه هذا ( المرهف ) في شارع الهوى لينهل منه المحبون …
جعل من الدكتور ناظراً في مدرسة الأغنية السودانيه ودرويشاً في محرابها
وهدهدتو بي ريدك
سنين ورويتو بالشوق والحنين
سلمتو ليك وانت الأمين
على عهد حبى وعشرتي
ما بالغت يا شبيكة ياخ……..!!
دا شنو الجمال دا
ولعمري فهو لقاء السحاب بين ( ساحر الدبيبة )
و( ساحر الإحساس)
والحبيبة والوطن في قلبه صنوان وهو
يخط ببنانه وروحه …
بلادي يا احلى نعم يا بلادي
يا اغلي غرام ضماهو فؤادي
عشقنا تخيلك وليلك زي اولادي
وفيك سُهادي ومعنى ودادي
وخيرك وزادي
ياااااااا بلادي
الدكتور ( على شبيكة ) عاش مثقفاً رفيقاً ورقيق …..
حلق بكلماته في سماء الوطن ومضى كشهاب
تاركاً الشهد والدموع …..
وقلنا ما ممكن تسافر
الى الفردوس …!!
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …