‫الرئيسية‬ آخر الأخبار من يحاسب هؤلاء؟
آخر الأخبار - رأي - أغسطس 11, 2021

من يحاسب هؤلاء؟

هشام علي ود قلبا :

11 أبريل الماضي وفي مؤتمر صحفي إحتفت به (سونا للأنباء) أيما إحتفاء ، أعلن السيد (عبد اللطيف عثمان) رئيس الجهاز الإستثماري للضمان الإجتماعي ، القائم على محفظة التمويل الزراعي ، أعلن عن توفير (400) مليون دولار لتوفير مدخلات الإنتاج الزراعي للموسمين الصيفي والشتوي لهذا العام عبر محفظة التمويل الزراعي.

وعلى ذات المنبر يومها أكد (د. الطاهر حربي) وزير الزراعة ، أن محفظة التمويل الزراعي ستعمل على توفير مدخلات الإنتاج الزراعي من البذور والأسمدة والتقاوى والمبيدات ومواد التعبئة.
ثم جاء دور الأستاذ (عبد الماجد خوجلي) مدير عام البنك الزراعي ، الذي أكد جاهزية البنك لتوزيع المدخلات عبر (108) فرعاً للبنك الزراعي بالولايات كافة وفروع البنوك الأخرى التى تشارك في تمويل المحفظة .. ثم بشر بأن جملة المساحة الممولة تقدر بحوالى (10) ملايين فدان ، منها (9) مليون فدان للمشاريع المطرية ، وحوالي (775) ألف فدان من المشاريع المروية.

عليه وفيما يلي الأسمدة من جملة مدخلات الزراعة الممولة عبر محفظة التمويل الزراعي .. تم إلغاء تعاقد البنك الزراعي مع جميع موردي الأسمدة ، وحصر العطاء على المحفظة الخاصة بالجهاز الإستثماري للضمان الإجتماعي ، والتي تعاقدت بدورها مع شركة (زبيدة موتورز) وهي شركة سعودية مسجلة بالسودان بنفس الاسم .. وأستلمت مقدم عقد حوالي 10 مليون دولار .. ولا عِلم لي بما يؤهل (زبيدة موتورز) لتُرهَن لها أسمدة الموسوم الصيفي كامله وقوت البلاد والعباد ، ولا أعلم كيف تم إختيارها؟؟ فلم يخرج علينا أحد بأي أفادات عنها.

ثم في شهر مايو أعلنوا أن الأسمدة ستصل البلاد أوآخر شهر يونيو ، وهذا وقت متأخر بالنسبة للموسم الصيفي ، مع تباشير الخريف التي أبكرت ، لكن لا بأس فليكن.

أتت أواخر شهر يونيو وذهبت ولم تصل الأسمدة ، والجميع يلوذ بالصمت ، وأتى يوليو وكاد يمضي في صمت لولا خبر طالعناه بصفحة الأخ الصحفي (منعم سليمان) عن إستيراد المحفظة ل 400 الف طن أسمدة .. تصل البلاد منها 90 ألف طن ، 40 الف طن سماد (داب) و 50 الف سماد (يوريا) .. وسمى الخبر البواخر التي ستحمل الأسمدة بأسماءها وحجم شحناتها وأنواع الأسمدة الذي تحمله ، وحدد تواريخ توقع وصولها أوآخر يونيو الماضي.

وبتتبع البواخر الثلاث المتاح لكل حريص ، وُجدت باخرة واحدة من الثلاث وجهتها (بوتسودان) بوقت وصول متوقع 15 أغسطس الحالي .. والأخرتين لا إشارة في معلومات تتبعهما أن لهما علاقة بنقل أي أسمدة إلى (بورتسودان).

تفريغ الباخرة ونقل وتوزيع السماد إن تم بأسرع من أسرع ما يملكون سيحتاج لثلاثة أسابيع أو أربع ، أي منتصف أو أوآخر سبتمبر ، أي والخريف يتأهب للرحيل.
ليس هذا وحسب .. بل والباخرة المتوقع وصولها 15 اغسطس – بناءً على المعطيات اعلاه – تحمل سماد (داب) وأوانه قد مضى إن تحدثنا عن موعد إستخدام أواخر سبتمبر .. والحاجة الآن لسماد (اليوريا) الذي لازال موعد وصوله برحم الغيب.

من أحاديثهم بالمنابر أعلاه ، ال 400 مليون دولار حجم المحفظة مستهدف بها تمويل 10 مليون فدان منها 9 مليون فدان زراعة مطرية في الموسم الصيفي ، الموسم الذي لم تصله الأسمدة بعد ، هذه هي الأقوال أما نتائج الأفعال فإهدار وتلاعب ب 90% مما “قيل” أن ال 400 مليون خُصصت لتمويله !!

المحفظة ومستثمروها وتجارها وبنوكها والشركة الموردة لا أحد منهم ستطاله خسائر ، فالأسمدة التي فاتها الموسم الصيفي (المطري) لن تبور فالموسم الشتوي (المروي) متعطش لوجودها – هذا إن وصلت – بل ستعود عليهم بأرباح مؤكدة .. أما الفجوة في الأسمدة للموسم الصيفي المطري فلا مناص من أن تُغطى من السوق المحلي ، مع شُح سبب إرتفاع في الأسعار يهلك المزارع ويرفع من تكلفة الإنتاج .. ليكون الخاسر الوحيد هو المزارع البسيط.

دون الخوض في أن ما يحدث هو مؤامرة أم فساد أم تنطع وسوء إدارة ، دعونا نلج للنتائج مباشرة .. سنجد أن ما يحدث هو إفقار للبلاد والعباد .. أفقار لبلاد لا مَعبر ولا عبور لها إلا بالزراعة .. وإفقار قاسي لمزارعي المساحات الصغيرة والمتناهية في الصغر ، الذين يحرثون الأرض برجاء رحمة رب السماء ، يزرعون كفافهم وقوت أسرهم ليقتاتوا بشيء من حصاده ويبيعون بقيته لسد إلتزاماتهم البسيطة .. المتضررون هم ملح الأرض الكافون بقناعتهم الدولة السؤال عن حقوقهم كما أهل المدن .. نتائج الافعال تعني لهؤلاء نقل الفقر إليهم تسليم يد ، ونقلهم من منتجين إلى صف (ثمرات).

مَنْ يُحاسب هؤلاء ؟

‫شاهد أيضًا‬

الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش

كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …