وحوش بلا ضمير
هشام عباس :
المقاطع التي عرضت في محاكمة قتلة الشهيد محجوب التاج تختصر كل تفاصيل الاجرام والوحشية التي كنا نعيش فيها ولا زالت باقية اثارها رغم اسقاط النظام الوحشي ويضع امام الجميع مسؤولية كبيرة في معالجة العقلية التي بنيت عليها مؤسساتنا العسكرية والامنية .
قادة وافراد هذه المؤسسات حتى هذه اللحظة يعيشون في مكابرة امام الحقيقة ويعاندون الواقع الذي عاشه الجميع طوال هذه السنوات ويعتقدون ان الحديث عن اعادة هيكلة وترتيب وتنظيف هذه المؤسسات تدخل من المدنيين في شأن لا يخصهم وكأنهم يقتلون جيش في ارض معركة متناسين ان هؤلاء الضحايا مدنيون مسالمون كان واجبهم الحماية لا العكس ، والاهم من ذلك انهم يتناسون ان هذه المؤسسات في المقام الاول ما وجدت الا للمدنيين ولخدمتهم وان هذه المؤسسات ليست دولة داخل دولة انما جزء من هذه الدولة التى اساسها المدنيون .
ان اي مسؤول عسكري او امني يعاند او يغضب عندما تنتقد هذه المؤسسات او عندما يطالب الشعب باعادة ترتيبها وهيكلتها هو لا يدافع عن هذه المؤسسات ولا يريدها ان تتعافى وتصبح محل احترام وفخر انما يدافع عن عقلية الاجرام والبشاعة .
لا يمكن لانسان يملك ضمير وشهد ما شهدناه طوال ال30 سنة الماضية وحتى اللحظة يرفض تصحيح هذه المؤسسات الا اذا كان في الاساس مجرم ساهم ويساهم في التردي الانساني والمؤسسي لهذه المؤسسات .
عندما قامت هذه الثورة لم نتوقع ولم ننتظر ان تتحول الدولة الى جنة كنا نعلم اننا سنعاني لعلاج الخراب لكن الشئ الذي كسبناه ونريد لهذا الكسب ان يصبح واقع سريع هو توقف الاجرام والقتل والاعتقال والتعذيب لان الثورة مكسبها الاول والاوحد الحرية ،، وصحيح ان هذه السلوكيات قلت او اختفت لكن ليس بالشكل الكامل لان المشكلة لا زالت قائمة كما هي طالما ان ذات الجهات تصر انها في السليم ولا تريد المعالجة الجذرية .
عندما نطالب بكل هذا نحن لسنا صد مؤسساتنا بل العكس نتمنى انها تكون محل احترامنا وتقديرنا لكننا ضد هذه العقلية التى تسيطر على هذه المؤسسات ونحرص على ان تتغير .
على قادة وافراد هذه المؤسسات ان كان لهم ذرة من ضمير ان يشاهدوا ويسترجعوا تلك الاحداث وينظروا الى انفسهم ، ليقرروا ان كان الاوان قد حان ليصبحوا بشراً او ان يستمروا وحوشاً بلا ضمير .
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …