ليس تصرفا فرديا
درة قمبو :
هل يمكن لأحد أن يواصل الدفاع عن الوضع الحالي للمؤسسة العسكرية بعد تكرار حوادث الاعتداء على صحفيين لا يحملون سوى أقلامهم ولوحات مفاتيح أجهزتهم الرقمية؟
أن كان أفراد نظاميون يعتدون على زميلنا علي الدالي في شارع علي دينار في قلب الخرطوم على بعد خطوات من قيادة الجيش وعلى مرمى حجر من مجلس الوزراء وعلى مسافة لا تكاد تذكر من القصر الجمهوري.. فما الذي يحدث للمواطنين العاديين في الأصقاع البعيدة؟
مجموعة تضرب علي الدالي حتى يغمى عليه، ويسحلونه في الاسفلت حتى تصرخ امرأة وتلقي بنفسها فوقه لحمايته من بطش وحوش بشرية ، سأظل أسأل: ماذا يفعل هؤلاء بالمساكين البعيدين عن أعين الصحافة والمنسيين من غطاء القانون والمسقطين من أجندات الهيئات الرقابية والتشريعية ، والمجمدين من القوى السياسية لحين تذكرهم في أوقات الانتخابات؟
ماذا يحل بالبعيدين عن العين والقلب أولئك الأشقياء بسودانيتهم؟
علي الدالي صادف حظه أن يكون صحفياً ومع زملاء مهنة شهدوا الحادثة واسعفوه ونشروا الخبر ، كان قدره أنه يعرف طيف سياسي ومهني واسع وهو محبوب لدى من يعرفونه، لكن من لأولئك الذين يقاوم العسكر إعادة هيكلة قواتهم لتقتنع أنهم بشر ؟
حادثة الاعتداء على الزميل علي الدالي ربما توقف الاعتداء في مناطق محددة ، لكنها لن تغير ذهنية فرد نظامي أو جندي يرى أنه من واجبه تأديب من يرد عليه.
سنسمع غدا” الاسطوانة المشروخة ( تصرف فردي)!
لا ..ليس تصرفا” فرديا”، فهؤلاء لم يتدربوا مطلقاً على احترام المواطن أو الالتزام بحقوق الإنسان ، ناهيك عن ضبط النفس أن كان المواطن مخطئا”.
سينهض علي الدالي ويقاضي كل من تورط في إهانته كمواطن سوداني كريم ، لكن لن يغني هذا من مطلب ضرورة إعادة هيكلة المؤسسات العسكرية ، وبأسرع ما يمكن ، لتعلم أن المواطن ليس هو العدو وأنها تعمل لصالح الوطن وليس لمصلحة أشخاص يرونهم عظماء ونراهم ما يعلمون.
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …