‫الرئيسية‬ آخر الأخبار شاهد على قبر الراحل المقيم عبد الرحمن برة
آخر الأخبار - رأي - مارس 2, 2022

شاهد على قبر الراحل المقيم عبد الرحمن برة

بقلم: عبدالمحمود أبو :

قال تعالى: (مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)
ودعت الجزيرة أبا فجر اليوم الثلاثاء الثامن والعشرين من رجب عام 1443هـ الموافق أول مارس عام 2022م علما من أعلام كيان الأنصار وإمام مسجد الكون والداعية القرآني، المجاهد الحبيب عبد الرحمن آدم برة؛ وبرحيله انطفأ قنديل طالما أنار عقولا وأحيا قلوبا بكتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
إنني أسجل على شاهد قبره الآتي:
أولا: ارتبط الراحل بالقرآن حفظا وتحفيظا ورعاية لطلبة القرآن الكريم، وتشهد له خلاوي تقابة الكون وودنوباوي وأبوعزة وتكرور وود أم مريوم والجبال البيض وغيرها من الخلاوي التي رفدها بطلاب القرآن من أبناء الجزيرة أبا، وأكرمه الله بالتوفيق فإن كثيرا من طلابه نجحوا في حياتهم فصار منهم أطباء وصيادلة وبياطرة وأساتذة جامعات ووزراء وغير ذلك من المهن في مجالات النفع العام، وسيناله أجر عمله الصالح إن شاء الله.
ثانيا: ظل الراحل يؤم المصلين في مسجد الكون بالجزيرة أبا إماما راتبا، وفي رمضان يؤدي صلاة القيام (التراويح) بجزء من القرآن كل يوم بحيث يختم القرآن في كل رمضان؛ ومعلوم أن القرآن يأتي شفيعا متشفعا لصاحبه يوم القيامة. قال صلى الله عليه وسلم:( اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ (رواه مسلم
ثالثا: كان الراحل من الذاكرين الله كثيرا فهو يحفظ راتب الإمام المهدي عليه السلام الذي هو تجميع للأدعية الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وابتهالات يتضرع بها العبد لينال القرب من الله سبحانه وتعالى وجاء فيه “اللهم إنا نسألك بحق خفي لطفك وبحق ظاهر عطفك وبحق اصطفائك لأوليائك وتقريبك لأنبيائك أن تهب لنا حلاوة القرآن وأن تبين لنا المعنى فيه أحسن البيان وأن توفقنا على العمل بما فيه يارحمن” فكان الراحل قرآني الأخلاق والسلوك في تعامله رحمه الله وقال الإمام الشاطبي:
وَإِنَّ كِتَابَ اللهِ أَوْثَقُ شَافِعٍ وَأَغْنَى غَنَاءٍ وَاهِباً مُتَفَضِّلَا
وَخَيْرُ جَلِيسٍ لاَ يُمَلُّ حَدِيثُهُ وَتَرْدَادُهُ يَزْدَادُ فِيهِ تَجَمُّلاً
وَحَيْثُ الْفَتى يَرْتَاعُ فِي ظُلُمَاتِهِ مِنَ اْلقَبرِ يَلْقَاهُ سَناً مُتَهَلِّلاً
هُنَالِكَ يَهْنِيهِ مَقِيلاً وَرَوْضَةً وَمِنْ أَجْلِهِ فِي ذِرْوَةِ الْعِزِّ يُجْتُلَى
يُنَاشِدُ في إرْضَائِهِ لحبِيِبِهِ وَأَجْدِرْ بِهِ سُؤْلاً إلَيْهِ مُوَصَّلَا
فَيَا أَيُّهَا الْقَارِي بِهِ مُتَمَسِّكاً مُجِلاًّ لَهُ فِي كُلِّ حَالٍ مُبَجِّلا
هَنِيئاً مَرِيئاً وَالِدَاكَ عَلَيْهِما مَلاَبِسُ أَنْوَارٍ مِنَ التَّاجِ وَالحُلاْ
فَما ظَنُّكُمْ بالنَّجْلِ عِنْدَ جَزَائِهِ أُولَئِكَ أَهْلُ اللهِ والصَّفَوَةُ المَلَا
أُولُو الْبِرِّ وَالإِحْسَانِ وَالصَّبْرِ وَالتُّقَى حُلاَهُمُ بِهَا جَاءَ الْقُرَانُ مُفَصَّلَا
عَلَيْكَ بِهَا مَا عِشْتَ فِيهَا مُنَافِساً وَبِعْ نَفْسَكَ الدُّنْيَا بِأَنْفَاسِهَا الْعُلَا
رابعا: الراحل عبد الرحمن برة كان من المجاهدين الذين فروا بدينهم بعد العدوان الغاشم على الجزيرة أبا في مارس 1970م فقد هاجر إلى الحبشة ثم إلى ليبيا وكان يقوم بتدريس القرآن الكريم والراتب في أرض المعسكرات للمهاجرين فضلا عن القيام بمتطلبات التدريب الأخرى وعاد بعد المصالحة الوطنية ليعمر خلاوي القرآن ويرعى طلاب الجزيرة أبا فأسس خلوة تقابة الكون التي ظل يشرف عليها حتى وفاته فجر اليوم.
خامسا: بالإضافة لعمله في تدريس القرآن الكريم فهو رئيس مجلس الشورى بهيئة شؤون الأنصار في الجزيرة أبا فأدار عمله بحنكة وحكمة طيلة الفترة التي كان فيها كيان الأنصار ملاحقا من نظام الإنقاذ ومضيقا عليه بالسجون والمعتقلات وقد نال حظه من الاستجواب والاعتقال بسبب مواقفه الوطنية الصلبة.
سادسا: حبيبنا الراحل كان ذو خلق حسن وحكمة شهد له بذلك كل من عاصره وتعامل معه يجسد اللوحة القرآنية الآتية أبلغ تجسيد (إِنَّ المُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ)
سابعا: اللهم إن عبدك عبد الرحمن قد نزل ضيفا عندك فأكرم نزله ووسع مدخله وألحقه بمن أحب من السلف الصالح من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده، اللهم اجعله مع الذين تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين.

‫شاهد أيضًا‬

الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش

كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …