بروس الشمال
عمر عثمان:
من الغباء ان يصدق اهل الشمال بولايتيه ان الذين اجتمعوا او ظلوا يجتمعون باسمه مع الانقلابيين والذين هم جزء اساسي من الانقلاب، يريدون خيرا للشمال بقدر ما تهمهم مصالحهم الخاصة التي بدأت تتبدد بابعادهم من المشهد تماما، فهم الذين باعوا الشمال من قبل لشركات التعدين الاجنبية ولم يتوانوا في بيع اخصب اراضي الشمال للاجانب، يقفون دوما ضد مصلحة الوطن ككل وقد كانوا هم السماسرة الذين جلبوا فلول الكيزان من صوب وملكوهم الاراضي الزراعية في نهر النيل خصوصا وهم الذين زرعوا شركات الاسمنت السامة في قلب المدن، التي لم يجني اهلها غير السرطانات والفشل الكلوي والامراض الصدرية ومات الزرع من حولها مد البصر.
فالشمال لايمثله برطم ولا مبارك عباس ولا الجسم الهلامي المسمي مجلس شوري قبائل نهر النيل فكلهم لم يكونوا سوي ادوات للنظام البائد ومنافذ ولج منها الفساد الي الولاية واستشري كالسرطان، فقبائل الشمال لم تعرف طيلة تاريخها التعنصر ولا الاصطفاف السياسي باسمها، بل ظلت نموذجا للتعايش السلمي ومنبرا للوعي وساحة لحرية الرأي، لكل منتمي اليها حزبه وطريقته الصوفية التي يختارها طواعية دون تجيير او تحدث خطف لسانه ففي البيت الواحد تجد السلفي والشيوعي والناصري والانصاري والاتحادي، يجتمعون جميعا حول مائدة واحدة، دون ان ينتقص ذلك من قدر احدهم شيئا.
فالسرقة التي تمت وتتم باسم الشمال ونسج كيانات وهمية باسمه لا تقل عن اي جريمة يحاسب عليها القانون الجنائي، فلم يتم تفويضا احدا حتي كتابة هذه السطور للحديث باسم الشمال ومشاكله في اي منبر وليس هناك اجماع علي ذلك، فكل الذين يغازلون السلطة الانقلابية الان ويدعمونها باسم الشمال ليسو سوي نصابيهم ومجرمين ظلت لجنة التمكين تطاردهم وتقلب في ملفات فسادهم الذي يزكم الانوف، استغلهم الانقلابيين لدعم انقلابهم كما استخدموا مجموعة الانتهازيين في جوبا من قبل.
تبقي الحقيقة ان انسان الشمال بمختلف تبايناته لم يفوض احدا ولم ينظر في يوم من الايام للشمال كحالة خاصة يجب التعامل معها بمفرد عن هموم الوطن الكبير ومشاكله وعافية الشمال لاتتم بمعزل عن عافية الوطن ولم يحدث في تاريخ الدولة السودانية منذ نشأتها ان تقدم انسان الشمال بقضاياه الخاصة في خضم تلاطم قضايا الوطن المطروحة بغرض التكسب الشخصي كما فعل هؤلاء وكما يفعل غيرهم من الانتهازيين واللصوص في مناطق اخري.
فالافطار الجماعي الذي اقامه لصوص الشمال لايمثل الا الوجه الكالح للانقلاب، وكل مادار فيه من اشواق واماني الانقلابيين لايمثل الشمال، بقدر ما يمثل سارقي الذهب وسماسرة الانقلاب الذين باعوا اهلهم وارضهم ثم جاءوا يتباكون كما الثكالي بعد ان لفظهم الذين (اتموا بهم الانقلاب علي الحكم المدني).
فالمحاولات الرخيصة لابتزاز الانقلابيين باسم الشمال حتي يكملوا معهم مشاريع فسادهم بعد ان قلبوا لهم ظهر المجن، واضحة ومكشوفة لسادتهم الذين يدركون الا وزن ولاقيمة لهؤلاء في الشمال وانهم لم يطلبوا منهم اكثر من ان يرفعون لافتات باسم الشمال داعمة للانقلاب ويمكن بعدها ان يحشدوا طلاب الخلاوي وجنود المليشيات المنتشرة في ارجاء ساحات العاصمة، اذ لم يحتاج الانقلابيين سوي اليافطة ومتحدث سمج وغبي وانتهازي رخيص في المنصة وباقي العمل والحشد لا يكلفها كما اسلفت عاليه.
سنظل في الشمال جنبا الي جنب اخواننا في كل بقاع السودان (مواطنيين فقط) نقاتل من اجل الحرية والسلام والعدالة دون تمييز عرقي او جهوي او ديني، فعافية الوطن لا تتم بالتقسيط، ولا هطلت بارضي سحائب ليست تنتظم البلاد.
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …