‫الرئيسية‬ آخر الأخبار يا شفعاء منظمة الدعوة الإسلامية من العرب: أدوها صنة
آخر الأخبار - أبريل 17, 2022

يا شفعاء منظمة الدعوة الإسلامية من العرب: أدوها صنة

عبد الله علي إبراهيم،:

(لا أستغرب لوجوم صفوة الحكومة الانتقالية حيال “الأب سبيحية” في القضائية التي ما مر يوم وإلا ألغت قراراً بعد قرار مما اتخذته لجنة تفكيك نظام الإنقاذ. فبدا لي أنهم كمن انتظروا هذه الردة غير المستحيلة عن كسب مؤسسة شرعية للثورة. ولم استغرب لأني أعرف أن دوائر واسعة من البرجوازية الصغيرة الثورية قد اعتزلت اللجنة كمن استهول شغلها، واتفق لها أنه ذو صلاحية موقوتة. وهو اعتزال كتبت عنه في وقته. فلن تجد، والحال كما قلنا، تربصاً بالردة الشعواء عن التفكيك، وتحليلاً لمقاصده، وموقعه من كسب الثورة المضادة. فلا أحد يذكر حتى المعتقلين من طاقم اللجنة سوى لجنة من كرام المحامين.
وحتى لجان مقاومة الخرطوم ثبتت مبدأ التفكيك في ميثاقها ولكنه رتبت لقيام مفوضية لمحاربة الفساد لا صدى للجنة التفكيك فيها. والشينة منكورة. وإن ظنوا أن الثورة المضادة سترضى بالمفوضية بصلاحيات التفكيك، فهذه غفلة. فالخصوم لن يقبلوا بالمساءلة عما فعلوا خلال حكمهم عزة بالإثم. Period . ووجدت نصر الدين الباري ، وزير العدل الانتقالي، احتج أمس على “الأب سبيحية” في القضائية ومسح مقررات لجنة التفكيك بلا وازع. وصح تذكيره هنا أنه من استقال بصمت من لجنة الاستئناف من قرارات اللجنة. وانحلت اللجنة بالاستقالة كمثل استقالة صديق يوسف أو ب”العنيه” كما في موقف رئيسها الفريق جابر ومولانا نكولا. فعدمت اللجنة من يُستأنف له ضد قرارتها فرُميت بالخبط والعشوائية والاستفراد. ونجحت الثورة المضادة في تعميم هذه الصورة عنها وصفوة الانتقالية “نيام”.
هناك الكثير مما استحق الدفاع عنه في قرارات اللجنة. بل هناك ما يجب الدفاع عنه من شغلها بواسطة مؤسسة من المعارضين تسهر على بيان أذكى لما قامت به اللجنة ومشروعيته. فاللجنة، مهما قلنا عنها، وبعبارة موجزة، كانت محاولتنا الأولى لجعل مساءلة رجل العمل والخدمة العامتين وظيفة مؤسسية. وكل حديث عن الديمقراطية لا يخضع فيه المسؤول فينا للمساءلة هرج هارج واستعباط. فالديمقراطية هي الaccountability. ولا أعرف المرات في اليوم التي تطرق هذه الكلمة، من فرط ثقلها السياسي، أذني في هذا البلد.
هذه كلمة قديمة في صواب تفكيك منظمة الدعوة الإسلامية:
تحتج منظمة الدعوة الإسلامية المحلولة وبعض شيعتها في العالم العربي على إجراءات تفكيكها باسم أنها منظمة عالمية تصادف أن كان السودان دولة مقرها. وهذا تباك من قول المتنبي “سنعرف من بكى ممن تباكى” فلا المنظمة التزمت بدعوتها العالمية للإسلام بمنأى عن سياسات دولة المقر وساستها . . . ولاحاجة. فرأينا في كلمة حسنة التوثيق للدكتور حفظ قاسم أنها بلغت من الابتذال حد بذل دارها تنعقد فيه اجتماعات أهل الحل والعقد الإنقاذيين المفصلية. علاوة على خلطتها بالدولة من جهة الكادر الدخّال الخرّاج (أنظر الصندوق) فانمحت الحدود بين المنظمة والحكومة. ولم تكترث المنظمة، في حمى تربحها من دولة المقر الكأداء، لإقامة الحدود بينها وبين تلك الدولة حتى صارت في نظر السودانيين كيزانية خالصة.
ونترك تباكي المنظمة هنا لنقف قليلاً عند تباكي شفعائها في الجزيرة العربية والخليج. فلم نر منهم هذا التفريق حين غضبت الجزيرة والخليج على السودان بعد حرب الخليج هذا التفريق بين دولة المقر والوظيفة القومية والثقافية العامة للمركز الإسلامي الأفريقي. فكان تأسس المركز في 1966 في سياق الاستراتيجية الإسلامية العربية لتعليم الإسلام في أفريقيا. واختاروا السودان دولة مقر له في سياق مفهومهم له ك”ثغر” للإسلام في أفريقيا ومنصة انطلاق لنشر تعاليمه في القارة.
ووقع الغزو العراقي للكويت في 1990 واختار السودان أن يقف مع العراق. لا بل أساء الأدب لخدام الحرمين الشريفين بتظاهرات “يهود يهود آل سعود”. وأزبدت الجزيرة والخليج لتعاقب المركز بسحب وجودها من مجلس أمنائه، وامتناعهم عن دفع التزاماتهم تجاه تسييره. لم نر وقتها هذا التباكي القانوني المنافق عن وجوب الفصل بين دولة المقر وسياسات دولة المقر. فأخذتم البريء (دولة المقر) بجريرة المذنب (الإنقاذ والحركة الإسلامية). ولا تزر وازرة وزر أخرى. ومعلوم أن المركز حين وقع في عب الحكومة صار إلى جامعة أفريقيا العالمية القائمة. ولا أعتقد أن دول الجزيرة والخليج أعضاء في مجلس أمناء الجامعة بصورة مؤسسية بل ضم أفراداً منها محسنين كما فهمت.
لو ترَكنا شفعاء منظمة الدعوة الإسلامية لحالنا، وكفوا عن التباكي لبعض الوقت لنرتب شأننا في دولة المقر، ذكرنا هذا لهم. فقد أفسدت صفوة المنظمة ودولة المقر علائقنا بأفريقيا فساداً ربما لا صلاح بعده. فالعشم في نشر الإسلام في أفريقيا، وقد فرطنا في جنوب السودان الذي هو حظنا الجميل من أفريقيا (بمعنى ضيق)، مثل عشم إبليس في الجنة. فالزيت إن لم يكف البيت حرام على الجيران. ولم أر فرحاً بغيضاً مثل فرح دولة المقر وكادرها بمغادرة الجنوب الوطن. ذبح الطيب مصطفى ثوراً (قال إنه ليس أسود) تكبيراَ وتهليلا. وأعلن الرئيس المخلوع أن خروج الجنوب هو نهاية صداع التنوع الثقافي. فقد خلت له الدولة مما عدانا مسلمين قانتين. برانا ما همانا. أتسمون هذه دعوة إسلامية لأفريقيا؟
يا شفعاء منظمة الدعوة الإسلامية في الجزيرة والخليج: أدوها صنة. وسنأتيكم بمشروع للدعوة الإسلامية أكثر رشاقة واستقلالية ونفاذاً إلى غرضه. لقد انسحبتم من المركز الإسلامي الأفريقي في 1990 ولما عدتم إليه وجدتموه جامعة بهية لأبناء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها (لا أفريقيا وحده) أنشأناها من مواردنا برغم النظام الكئيب فينا. فللوطنية الإسلامية السودانية يا شفعاء منظمة الدعوة الإسلامية نبل ظل يتفلت فهمه عليكم. وتخسرون.
صندوق:
تدوير الكادر بين الدولة المقر وكادر منظمة الدعوة الإسلامية
تصاعد الصراعات داخل منظمة الدعوة الإسلامية
التيار (من الراكوبة ولم تضع التاريخ، نحو 2017)
الخرطوم: الهادي مُحمّد الأمين
قالت مصادر موثوقة، إنّ أمين العلاقات الخارجية بمنظمة الدعوة الإسلامية عثمان البشير الكباشي دَفَعَ باستقالته للأمين العام للمُنظّمة البروفيسور عبد الرحيم علي، في وقتٍ تَصَاعَدت فيه حِدّة الخلافات داخل أكبر مُنظّمة على مُستوى الإقليم تعمل في المجال الدعوي والإغاثي والخيري.
وأبلغت ذات المصادر، أنّ قيادات بالمُنظّمة طالبت بعودة الأمين العام السابق المهندس مُحمّد علي الأمين خلفاً للأمين العام الحالي البروفيسور عبد الرحيم علي المُنتهية فترته في فبراير من العام المُقبل، نظراً لانتقاله رئيساً لمجمع الفقه الإسلامي خلفاً لرئيسه الحالي د. عصام البشير، فيما لا زال منصب نائب الأمين العام بالمنظمة شاغراً بعد تَعيين عطا المنان بخيت وزيراً للدولة بالخارجية، ومن المُتوقّع اختيار أمين عام جديد ونائبه خلال انعقاد أعمال مجلس الأمناء في فبراير العام المُقبل

‫شاهد أيضًا‬

الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش

كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …