‫الرئيسية‬ آخر الأخبار لماذا يعرض للبرهان التسوية الآن ؟
آخر الأخبار - أبريل 19, 2022

لماذا يعرض للبرهان التسوية الآن ؟

مجاهد بشرى:

من الواضح و المؤكد انه سبب استعجال الانقلابيين لتكوين حكومة قبل يونيو هو الحرص على استجلاب المنح الدولية و القروض قبل ان يصدر التقييم السنوي للبنك الدولي ، التقييم اذا رأى ان السودان غير مستقر سياسيا و أمنيا بالتالي ما حيكون في دعم دولي ، و دا بقودنا لعدة اشياء مهمة كلها خصما على الانقلاب أهما :
١- فشل الانقلاب في تحسين الوضع الاقتصادي بل أدى لتدهوره و تدمير كل انجازات الفترة ما قبله بدليل انه بعمل في كل دا عشان يعود لما قبل ٢٥ اكتوبر .
٢- الانقلابيين في سباق مع الزمن لتكوين حكومة و تسويقها للمجتمع المالي الدولي عشان يحصل على اعتراف او شرعية غالبا تدعمها المحاور ، و أي شيء يقطع الطريق على مسعاهم دا حيقوموا بمحاربته مباشرة ، التخدير البقوم بيهو حميدتي و البرهان و شوية الاحزاب المنبطحة من خطابات و تصريحات هنا و هناك ما هي الا محاولة كسب وقت لإعلان حكومة صورية .
٣- في المقابل تمسك لجان المقاومة بلاءتها الثلاثة و تبني الحزب الشيوعي و تجمع المهنيين جناح الجذريين و بعض القوى السياسية لذات اللاءات من شأنه إفشال و إجهاض عمل اي حكومة يُعلن عنها العسكر وعودة الانقلابيين لنفس الدائرة المفرغة.
٤- لجان المقاومة بكل اجسامها و بعض الاحزاب المناوئة للإنقلاب باتت تعرف انه اللاءات الثلاثة هي ما سيسقط الانقلاب الميت قبل ولادته لسبب بسيط ، موقف الانقلاب من الحرب الروسية و احتماؤه خلف الروس جعل عدة جهات غربية تضعه في تصنيف اخر ، و بالتالي حيبذل الغرب مجهود في عزل الانقلابيين ماليا و دا اكثر ما يخشونه لأنه عندها سيلتفت بعضهم لبعض و لا يجدون سوى امتلاكهم لقصور و شلة من المنتفعين لكن دون اي سند دولي او دعم مالي كونهم من تسبب في عرقلة المسار المدني الديمقراطي، ومن هنا حيبدأ الخلاف بينهم و ربما يتحول لصراع بلا شك تحت وطأة الالتزامات المالية لجيوشهم و عجزهم عن تنفيذ اتفاق جوبا الذي يجمع الحركات المسلحة بالبرهان و دقلو ، واي علامة فشل له ستقلبهم على بعض ….
هذه الحسابات تدور في اذهان الانقلابيين حاليا ، وهي سبب خطابهم الناعم و ما دعوة جبريل للجنة الثلاثية لإفطاره و مسارعته في تحقيق اي توافق الا دليلا على خوفه من تحمل مسؤولية سقوط الانقلاب بسبب توليه حقيبة المالية .
٥- نجحت لجان المقاومة في مجابهة هذا الانقلاب منفردة ، و شكّل حراكها الدائم و المنسق عاملا مهما لشل حركة و تفكير الانقلابيين ، بحيث تُمثل المواكب و المليونيات كابوسا و مشهدا يقرأه العالم على انه رفض للسلطة القائمة و كل ما ينتج عنها من قرارات او اتفاقيات ، فكان اول قرار لوكالة المعونة الامريكية هو ايقاف اي دعم مالي لهم ، وهذه ضربة قوية كان الفضل فيها بعد الله للجان المقاومة ، لكن الوعي و الادراك بما يمكن تحقيقه يجعل من الحتمي على لجان المقاومة ان تختار شريكا سياسيا موثوقا توجه به ضربتها القاضية للانقلاب ، خاصة و انها تملك عامل الزمن و ادوات الاسقاط كاملة .
٦- دخول الاسلاميين مجددا في المشهد يعني قيامهم بأنشطة تمنع اي توافق جديد مع الانقلابيين خاصة و انهم عرضوا انفسهم كحاضنة جديدة لمن يدفع ، وفي ظل صراعهم مع حميدتي وكراهيتهم له سيفضلون التعامل مع البرهان ، مما يدفع بزعيم الجنجويد للتمترس خلف الادارات الاهلية و الجماعات الدينية بينما البرهان لن يكون بمقدوره التعامل علنا مع الاسلاميين لما سيشكله ذلك من حرج كبير يفقده اي محاولة توافق مع القوى السياسية المنبطحة له ، لأنه في هذه المرحلة الكيزان اعداء الجميع خاصة بعد تصريحاتهم الصبيانية الآخيرة …
لذلك فإن الانقلاب سيمر بأوقات صعبة جدا في الفترة المقبلة و سيسقط حتما لو لم يتم تغيير في قيادته و تنحي العسكر عن المشهد ، الجميع اصبح ينظر للبرهان على انه فريسة في اضعف حالاتها حائرا مختبئا من الشعب خلف افطارات زملائه و خطاباته داخل ثكنات الجيش التي يخاف العودة اليها الا إذارغب في جمهور معدود يسمعه خطاباته ذات المضمون البكائي و التي حفظها الجميع.
٧- افضل ما قد تقوم به لجان المقاومة حاليا هو الاستمرار في مليونياتها ومواكبها غير المركزية بصورة يومية و العمل على خطة اعلامية لإيصال ميثاق سلطة الشعب للجميع مع تنفيذ خطة منع الاعتقالات الموضوعة سلفا تحسبا لهذه المرحلة فروح الاحباط تسبق النصر… وعلى جميع المناهضين للانقلاب عدم تفويت هذه الفرصة و توحدهم مع لجان المقاومة في فترة لا تتعدى الاسبوع .
و تشكيل جبهة سياسية شعبية تمهد لتنفيذ مرحلة ما بعد الانقلاب .

* الانقلاب اليوم يعيش اسوأ اوقاته بل و يصارع للبقاء على السلطة ، و كمية التصريحات البكائية و الداعية لتغليب المصلحة الوطنية تنبئ بأن المعاناة كبيرة ، فالداعيين لتغليب المصلحة الوطنية اليوم هم من قوّض المصلحة الوطنية و انقلب عليها لمصالحه الخاصة …
و المطالبين بالوفاق هم من رفض الحوار حتى و لو امطر السماء حصى ، ومن استأثروا بالسلطة اليوم هم من عابوا على القوى السياسية بالأمس ووصفوها ب ٤ طويلة ….
ولو سألت اي انقلابي عن منصب اليوم لعرض عليك ان تحل مكانه لعله يجد مهربا او مخرجا من محاسبة باتت قاب قوسين او ادنى .
فهم يسمعون الشارع يهتف

‫شاهد أيضًا‬

الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش

كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …