الانقلاب الآن جيفة حوت ميت على شاطيء الحياة السياسية السودانية
مجاهد بشرى:
خليني أشرح ليك امر في غاية الخطورة و الغرابة حول مشروع التسوية البتسوّّق ليهو الجبهة الثورية بقيادة الهادي إدريس اليومين دي, يمكن تفهم مدى الهشاشة الداخلية لبنية الانقلاب وصلت لأي حد …
قبل فترة بسيطة طلع مناوي و قال في لقاء تلفزيوني أي محاولة لتعديل سلام جوبا حتؤدي لحرب أهلية , و في وقت لاحق طلع مالك عقار و صرّح بكل وضوح انهم مع من ينفذ لهم سلام جوبا و ضد كل من يعرقله , تصريح عقار دا بختصر كل ملامح الأزمة الحالية , بحيث انه بفسر موقف الحركات المسلحة الموافقة على الانقلاب و انها لما ختت يدها مع البرهان كان السبب هو وعده الكاذب ليهم بتنفيذ الاتفاقية المهببة دي .
انتبهت الحركات انه أي محاولة وحدة لقوى الثورة بتعني سقوط الانقلاب , و سقوط الانقلاب بعني قوى سياسية جديدة حتنفض يدها من اتفاق جوبا او تعدّلوا على الأقل , طيب وين المشكلة في كدا ؟؟؟
المشكلة في كدا انه جبرين ابراهيم الجاي بفكرة السيطرة على وزارة المالية عشان يجهز نفسه و بقية الاسلاميين المعاهو للإنتخابات حتفشل , خاصة بعد الفلس و النتائج غير المتوقعة للإنقلاب و تحميل الانقلابيين لجبرين المسؤولية بتاعة الوضع الاقتصادي المتدهور , و ما تنسى كمية الجنود و المنصرفات بتاعين العدل و المساواة اللي حتكون كارثة اكبر على جبريل و ممكن تنهي مستقبله السياسي و النضالي حال عدم تمكنه من الايفاء بإلتزاماته تجاهها .
في جانب تاني مناوي اللي رضي بمنصب حاكم اقليم دارفور و فشله الكان متوقع ح يغري ناس تانية انها تحل محله و الاغلب الجنجويد في ظل تقاربهم مع روسيا المهتمة بثروات الاقليم .
الهادي ادريس و الطاهر حجر و عقار فشلوا تماما حتى في اجبار البرهان على بدء الترتيبات الأمنية و جلب اي تمويل يوفي متطلبات الاتفاقية البتقارب ال 750 مليون دولار سنويا , و البرهان رده ليهم انهم كلهم شركاء في الانقلاب ودا برسم ليهم صورة سيئة في اذهان شعوبهم .
هنا في مشكلة وجودية بتواجه الحركات المسلحة , مشكلة اسمها عبد الواحد محمد نور و عبد العزيز الحلو , ليه الاتنين ديل بمثلوا مشكلة ؟
لأنه عبد الواحد و الحلو اثبتوا بما لايدع مجال للشك إنه قضيتهم قضية أهل السودان ككل و إنهم ضد الانقلابات العسكرية او المشاركة مع أي جهة ممكن تقوض مسار الحكم الديمقراطي, و بالتالي اذا سقط الانقلاب , ستسقط الحركات المرتمية في حضن الانقلاب حاليا , ح يرثها الحلو و عبد الواحد كحركات نضال ذات مصداقية و شريكة لأي حكومة مدنية ديمقراطية مستقبلية , و دا مهدد خطير للموقعين على سلام جوبا اللي حيفقدوا كل شيء و مافي جهة تانية من دول الغرب حتدعمهم و حيوصموا بعار الانقلاب ليوم الدين.
انا ما ذكرت ليك التوم هجو و الجاكومي و خالد شاويش لأنه ديل أمرهم في يد دقلو , و دقلو خايف من السكينة , يعني ممكن, بل أكيد حيضحي بيهم عادي .
عشان كدا اتفقت الحركات انها تقدم الهادي ادريس كونه الشخص الأقل كراهية وسط الانقلابيين و الاقرب للحرية و التغيير , عشان يقدم مبادرة كلنا قرينا بنودها اللي اهم حاجة فيها انه مافي زول يفكر يناقش اتفاق سلام جوبا , مما يوضح الإلتفاف الواضح على مسألة الانقلاب و خدع الاحزاب و الشعب السوداني للإبقاء على ما اكتسبوه من خلال الاتفاق رغم تغيير الاوضاع.
لكن المبادرة دي لفتت النظر لي إنه الحركات المسلحة الموقعة على سلام جوبا هي حركات انتهازية ممكن تشارك في أي انقلاب و تتحالف مع من قتلوا الشعوب البتناضل بإسمهم , وتصمت على شهداء الحراك الثوري الجابهم في مناصبهم دي طالما حيتحصلوا على مناصب و مكتسبات عمرهم ما كانوا يحلموا بيها, و انهم شريك غير موثوق يمكن يطعنك في ظهرك في أي لحظة اذا ما لاحت ليهو فرصة الاستفراد بالسلطة و الموارد , والغريبة انه الهادي ادريس و عقار و بقية الانقلابيين من الحركات ما شايفين انهم انتحروا سياسيا لحظة جلوسهم بصف الانقلاب , و انهم الأن جزء لا يتجزأ من المشكلة , و من كان جزء من مشكلة فلايمكنه أن يكون حلا لها.
انقلاب الـ25 من اكتوبر كان مثل حوت عملاق داخل بحر الثورة , الحوت دا ظن انه لجان المقاومة و الاحزاب مجرد اسماك صغيرة و عوالق بحرية ممكن يلتهمها و يسبح بحرية, و ما اتوقع انه لجان المقاومة اصبحت صياد ماهر , و قتلت الحوت منذ لحظات الصراع الأولى , الأن الانقلاب دا عبارة عن جيفة حوت ميتة و متعفنة في قيف الحياة السياسية السودانية , و الحاصل الآن هو محاولة التخلص من العفن بتاع الجثة إما بتفكيكها او حرقها او دفنها , و لجان المقاومة قادرة على كدا فما بالك لو اتوحدت كل قوى الثورة على الهدف البسيط دا…؟
عندها كل الطيور و الكائنات الحايمة حول الجيفة دي سواء احزاب أسر ,او حركات مسلحة ,او منتفعين ,او اسلاميين حيصيبهم الجوع ,و الجوع مُهلك, و مافي زول بقدر يلوم صياد على ما يفعله بجثة طريدته …
عشان كدا مافي زول يلوم لجان المقاومة (صيادة الحيتان) و قاتلة الانقلابات العسكرية…
السلطة القادمة لهم و الحكم بعد الله عزّ وجل …
وهم واعين و مكملين
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …