‫الرئيسية‬ آخر الأخبار فض الإعتصام.. قضية لن تنسى ولن تسقط أبدا !
آخر الأخبار - يونيو 7, 2022

فض الإعتصام.. قضية لن تنسى ولن تسقط أبدا !

حيدر المكاشفي:

بشفافية
بالأمس الجمعة ومنذ صباحه الباكر بل منذ مسائه المتأخر، أغلق الإنقلابيون العاصمة وخنقوها تماما، فبعد اعلان لجان المقاومة عن تسييرها تظاهرات حاشدة في هذا اليوم الذي يصادف ذكرى جريمة فض الإعتصام البشعة والوحشية التي وقعت في الثالث من يونيو قبل ثلاثة أعوام، سارع الإنقلابيون لإغلاق كل الجسور الرابطة بين المدن الثلاث، فيما أبقوا على جسري الحلفايا وسوبا مفتوحين أمام حركة المرور، وهما جسران بعيدان جدا من مداخل العاصمة مما يصعب على المواطنين الحركة عبرهما (وفتحهما وإغلاقهما سواء)، كما تم إغلاق كل الطرق المؤدية إلى محيط القيادة العامة للجيش، وإغلاق عدد من الطرق الحيوية، وكذا الحال في محيط القصر وما جاوره، وفي شارع المطار وفي مداخل الجسور، هذا غير إفراغ محطات المواصلات الرئيسية بالخرطوم واخلاءها من أي وسيلة مواصلات، واغلاق كل المحال التجارية على امتداد هذه المنطقة، مع انتشار كثيف للمظاهر العسكرية أفرادا وآليات وعربات، فتحولت العاصمة الى ما يشبه مدينة الأشباح ولم يبق إلا أن ينعق فيها البوم، فقد قلت فيها حركة المارة والراكبة الى درجة الإنعدام، بينما تفشت فيها المظاهر العسكرية وانتشر الجنود بكثافة عالية، وكأنما يتأهبون لخوض حرب دفاعية ضروس ضد عدو شرس،

وكل هذه المظاهر العسكرية الحاشدة لمجرد مقاومة ومواجهة مسيرات سلمية تعبر عن رأيها ولا تملك غير هتافاتها وشعاراتها.. كان هذا هو مشهد العاصمة أنقله كما هو على حقيقته قبل إنطلاق التظاهرات، وهي اللحظة التي دونت فيها هذه المشاهد التي تأتي كحلقة جديدة في سلسلة الحراك الثوري المستمر بلا توقف منذ إنقلاب أكتوبر، والمؤكد أن هذه الحلقات ستتصل وتتوالى تباعا بحسب تأكيد الثوار بأن تصعيدهم لن ينتهي الا بنهاية الإنقلاب، فروح التحدي والتصميم التي نشهدها وسط الثوار بإستمرار مواكبهم الإحتجاجية رغم العنف والقتل والسحل المستمر، تؤكد بأنهم ماضون في ثورتهم حتى النصر ..

إن يوم الإثنين التاسع والعشرين من رمضان الموافق الثالث من يونيو عام 2019 سيظل هو يوم السودان الأكثر سوادا، وسيبقى محفورا فى ذاكرة الأجيال تجتره فى أسى جيلا بعد جيل، ذاك هو يوم فض الإعتصام المشؤوم، تلك الجريمة النكراء التي ستبقى وصمة لا تمحى وعارا لن يزول على القيادات العسكرية الذين إحتمى بسوح قيادتهم العامة وأقاموا إعتصامهم حولها اولئك الشباب والشابات البواسل، ففي كل الأحوال لن تكون هذه القيادات بمنجاة من هذه الوصمة، فان لم يكن قرار فض الإعتصام من كيدهم وتدبيرهم فانهم على الأقل تقاعسوا عن حماية هؤلاء الشباب وغضوا الطرف وخلوا بينهم وأولئك القتلة السفاحين، فمن العسير إبتلاع أي مبرر طالما أن تلك المجزرة والمقتلة وقعت أمام ناظريهم بل وبين ظهرانيهم، فما (حدس ما حدس) فى ذلك اليوم الأسود كان جريمة خطط لها المجرم بعناية وكان فى كامل الإستعداد والجاهزية بالسلاح والعتاد، بينما كان الضحايا سلميين ومسالمين عزل بل كانوا يستشعرون الأمان لكونهم فى استجارة قواتهم المسلحة، فتخير المجرم ساعة السحر حين كانوا نيام وهم صيام لتنفيذ جريمته البشعة الإنتقامية الدموية الشيطانية بلا رحمة ولا وازع من دين ولا أخلاق، وكيف لا يفعل ذلك وهو في غاية الإطمئنان بعدم وجود من يتصدى له ويقارعه بالسلاح، وهذا ما يكشف أن هذه الجريمة لم تتم على عجل وانما بتخطيط وتنسيق وخطة محكمة وتأهيل وتهيئة للمنفذين حتى لا يرأفوا أو تأخذهم شفقة بالمعتصمين.. وجريمة بكل هذه البشاعة والشناعة لن تنسى ولن تسقط أبدا ولن تطوى مهما حاولوا طيها ..!!

‫شاهد أيضًا‬

الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش

كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …