درس في فقدان التنوع

عثمان نواي:

انتصر منتخب جنوب السودان لكرة السلة على نظيره المصرى بنتيجة ٨٥ مقابل ٦٥ ليضمن مقعده فى صدارة المجموعة المتاهلة لكأس العالم فى كرة السلة العام المقبل.

هذا تأهل يحقق خطوة جديدة من مسيرة الانتصارات المتتالية على المستوى القارى والعالمى. وهو انتصار يضمن لجنوب السودان مقعد التاهل لكأس العالم.

منتخب جنوب السودان لكرة السلة لم يكن لاعبوه ليجدوا هذه الفرصة لابراز مهاراتهم قبل الانفصال من السودان. فذات هؤلاء اللاعبين واجيال سبقتهم كانوا من خيرة المواهب والقدرات التى كانت مستعدة لتمثيل السودان فى عقود طويلة قبل الاستقلال لجنوب السودان فى ٢٠١١. ولكن آليات التمييز والتهميش ألقت بكامل الفرص الممكنة فى قاع أمراض الهيمنة الاحادية وفرض الهويات والتاريخ المزيف على الآخرين بدلا عن احترام ثقافتهم ومقدراتهم. وهكذا خسر السودان إمكانيات كبيرة كان يمكن ان تغير مصير هذا الوطن وتشكل له مستقبل مختلف تماما عن هذا الوحل والتقسيم الذى افرزته أنانية وقصر نظر نخب لا ترى سوى مصالحها الضيقة.

هذا الانتصار هو درس ربما يجب ان يتعلمه السودان حول فقدان التنوع والفرص ربما تعينه على عدم فقدان المزيد.

وهذا الانتصار هو خطوة صغيرة فى مسيرة شعب جنوب السودان المقدام الذى انتزع حريته واستقلاله، وهاهو يثبت انه قادر علي صناعة مستقبل واعد عبر شباب يكافح عقود من مخلفات الحروب وحاضر ملئ بالتحديات، ولكنه يرتكز على تاريخ من الصمود والإصرار على الانتصار. كل التحايا والفخر باخوتنا فى جنوب السودان ونتمنى لهم انتصارات متوالية وتالق دائم فى بقية المنافسات المؤهلة وفى كأس العالم العام المقبل.