وزير النقل السابق ابن عوف : إشكالات قانونية مع الصين تواجه مشروع الميناء الجديد

الخرطوم – الشاهد:

كتب وزير النقل السابق م. هاشم ابن عوف :
مشروع الميناء ذو الشراكة السودانية الإماراتية المتخصص في مناولة المنتجات الزراعية في منطقة أبو عمامة المُعرّفة بأنها تقع ١٨٠ كلم شمال بورتسودان مشروعٌ تم تداوله بصورة مبهمة ومبتورة في صحيفة السوداني بتاريخ ٢٨ أغسطس ٢٠٢٢م وفي نفس الوقت اتى متضارباً مع الخبر السابق عن ميناء يبعد ٢٠٠ كلم شمال بورتسودان في خبر اوردته رويترز في يونيو من هذا العام والمسافة تشير إلى منطقة مختلفة وهي خليج شنعاب كنت حينها قد علقت عليه في نهاية ندوة بعنوانها الطويل:

“المؤسسية في مشاريع النقل القومية؛ وضوح الرؤية وضبابية الإرادة؛
– مشروع شنعاب ،الشراكة الثلاثية: (موانئ ابوظبي، دال وسلطة الأمر الواقع)

قمت فيها بالتعريف عن المنطقة ومزاياها بعد أن سردت بالتفصيل رؤية الوزارة المصدق عليها في ٢٠٢٠ في كافة وحداتها والتركيز على الموانئ البحرية وعن الرغبة الأصيلة في الاستثمار عبر مؤسسات الدولة دون الانفراد من قبل ممثلين منعزلين للسلطة بقرارات قومية مصيرية هي عمود فقري في التجارة القومية ومباشر للأمن الغذائي.

أياً كان الموقع فإن هنالك عدة ملاحظات نشرت الصحافة بعضاً منها يوم أمس تعليقا على الخبر الاخير يشير إلى عدم المؤسسية في طرحه و الشروع في تنفيذه؛ ولكن مما لفت انتباهي الحديث عن ان الميناء سيكون متخصصاً في مناولة المنتجات الزراعية وهو ما ينطوي على إخلال باتفاقات مع جهات أخرى مثل الشركة الصينية الحكومية CHEC التي استثمرت في ميناء هيدوب “ميناء الشيخ ابراهيم” بعقد يستمر ثلاثين عاماً حصرياً لصادر اللحوم والخضر والفاكهة/ منتجات زراعية بواقع 51% للحكومة و49% للشركة الصينية.

. وقد تم توقيع العقد في ١٥ أغسطس ٢٠١١ وتم تفعيل الشراكة في الربع الأول من ٢٠١٩ ويستمر الايفاء بالعقد بين الحكومتين .

وهذا بالتأكيد يمثّل إحدى الموانع القانونية الرئيسية التي تحول دون الدخول في مشروع ابي عمامة.

لن اندهش اذا أبدت الصين كحكومة اعتراضاً رسمياً وقد تتخذ موقفاً سياسياً للضغط على مشروع يكرّس افشال استثمار هم. ومن المعلوم ان كروت المديونيات أقرب الأوراق للضغط.

مثل هذه القرارات يجب أن تُبنى على رؤية استراتيجية شاملة يكون اهل الاختصاص والمصلحة المرجعية لاتخاذ القرار قبل الاندفاع نحو سياسة مرتجلة ومنعزلة تسلب المؤسسية في الداخل وتجلب الاحراج في الخارج.

وهذه فقط قراءة من خلال طلاسم المعلومات الطافحة كل حين على السطح.

قد تكون الفرصة ما تزال سانحةً قبل المضي وعقد اتفاق متضاربٌ متخطي.