هل يجد إتفاق جوبا شرعية دولية ؟؟

بشرى احمد علي:

بالطبع لا
لأنهم يهددون بالرجوع إلى الحرب وليس إلى الضامنين الدوليين ، ولكن هناك جهات راعية ومستفيدة من هذا الإتفاق.
فالضامن الاول هو الرئيس سلفاكير والذي أصطاد عصفورين بحجر واحد
اولاً تخلص من تكلفة العناصر المسلحة والتي كان يأويها في زمن صراعه مع نظام البشير
ثم أنه ضمن وجود قوة موالية له في السودان تمكنه من حوز الكثير من التسهيلات مثل نقل الأموال وتصدير النفط .
أما الضامن الثاني فهو الجنرال حميدتي والذي يرى في قوات الحركات المسلحة بأنها ثورة ضد نمط المؤسسات الرسمية ، فحميدتي الطامح إلى حكم السودان يريد من هذه الحركات أن تقف من خلفه وتدعمه وفي المقابل يضمن لها المناصب وتدفق الأموال .
أما الضامن الثالث فهو الفريق برهان والذي رأي في إتفاق جوبا فرصة لتمزيق الوثيقة الدستورية والإكتفاء فقط بالإلتزام ببنود إتفاق جوبا ، وكان البرهان يعتقد أن قادة الحركات المسلحة يملكون مفاتيح الخارج مثل المساعدات الدولية والتمويل والمحكمة الجنائية . وهذا رهان ثبت بطلانه لأن الحركات المسلحة الآن تعيش على نهب موارد كل السودانيين وليس لها علاقات خارجية سوى التي جمعتها بشركات التنقيب عن الذهب .
إذاً اين قوى الحرية والتغيير من كل ذلك ؟؟
الحرية والتغيير أوكلت هذه المهمة للأستاذ محمد حسن التعايشي والذي ربما رأي في هذا الإتفاق بأنه ثورة على نمط الحكم القديم أو أنه كان جاهلاً بطبيعة هذه الحركات والتي كانت تناصب نظام البشير من أجل المناصب ..
وحتى ولو زعمنا أن نظامهم الحالي هو ثورة الهامش على المركز ، وبأنه حان تغيير البوصلة ليكون القصر الجمهوري ملكاً للأسياد الجدد ، لكن الحقيقة الساطعة أن التغيير قام به الشباب الواعي الغير المؤدلج بالعنصرية بينما كانت جيوشهم تختبئ من نظام البشير في ليبيا وأنجمينا ..
والخطاب الإستفزازي الذي يبدر من قادة الحركات المسلحة الآن هو الذي سيعجل بسقوطها طال الزمان أو قصر .