
قوى الحرية والتغيير لم تتعامل بشفافية مع الشعب السوداني وقوى الثورة؟
حسام عثمان محجوب:
قطار التسوية والشراكة الجديدة قرب يصل محطته الأخيرة للأسف رغم التحذيرات والتحليلات والنقاشات المستمرة والمكررة الما وقفت من أول أيام. في مواقف مسبقة ومحددة بتخلي الزول مقتنع إنه مافي فايدة من النقاش، لكن لأنه الكتابة في الفيسبوك والوسائط بقت في حد ذاتها وثائق الناس ممكن يرجعوا ليها عشان يتذكروا المواقف، فأنا بكتب الكلام ده للناس الوطنيين المخلصين الكتار الوثقوا في قيادات أحزابهم أو بدافع الأمل صدقوا الكلام البيتقال ليهم واتحولوا لناس بتتغير مواقفهم وبيبرروا لحاجات عكس الكانوا مقتنعين بيها بل وبالعكس يهاجموا الآخرين لمن ينبهوهم لدة. ده كلام فيه اختصار شديد لحاجات مهمة حصلت في التلاتة سنوات الفاتت.
• الوحدة القوية بين القوى السياسية وجماهير الشعب الأدت لإسقاط عمر البشير (رغم الخلافات الداخلية في الأجسام المختلفة) بدت تنهار بمجرد سقوط البشير.
• في شخصيات مستقلة – ومن ضمنها ناس ما معروفين لحدي الآن – أو أعضاء في تنظيمات لعبت أدوار خارج الأطر التنظيمية المعروفة (قحت ولجان التفاوض والدستور) وصلت لتفاهمات مع العساكر وقوى دولية أثرت على الاتفاق والوثيقة الدستورية وبعد كده على ترشيحات المسؤولين والوظائف العليا. الأدلة على الحاجات دي كتيرة من إبعاد لخبراء وعدم الاستماع لآراؤهم، وحتى التراجع عن شروط التفاوض مع العساكر بعد المجزرة وغيرها.
• الصراعات بين القوى السياسية مستترة أو متسربة ما وقفت، كانت موجودة في كل حدث في الفترة الانتقالية، من تعيينات الموظفين لحدي الوزراء والولاة ولحدي اللجان التسييرية واتحاد أصحاب العمل والمؤتمرات الخارجية والعلاقات الدولية ومع العساكر ورجال الأعمال.
• قوى الحرية والتغيير والحكومة الانتقالية ما تعاملت بشفافية مع الشعب السوداني وجماهيره الثائرة. لا شكلوا المجلس التشريعي، ولا اهتموا بمخاطبته وإطلاعه على المشاكل والأوضاع الحقيقية. كان الخطاب المستمر من أول يوم للاتفاق لحدي شهر سبتمبر 2021 إنه دي شراكة نموذجية، وإنه مافي حلول غير الخيارات السياسية للحكومة وقحت (أهم الخيارات دي: الشراكة مع العساكر، وتنفيذ أوامر المجتمع الدولي – أمريكي وأممي وأوروبي ومحوري إقليمي – عشان يوفر الحماية والدعم، وتنفيذ البرنامج الاقتصادي للمجتمع الدولي مهما كانت التكلفة وبدون نقاش أو تفاوض، والسلام عبر مسار جوبا)، والوثيقة الدستورية ما حصل ليها خرق، والسلام (سلام جوبا) سمح، وأي انتقاد للحكومة أو لقحت هو تماهي مع الكيزان وتآمر على الثورة.
• استمرت مناهج عمل الإنقاذ مستمرة بدون تغييرات حقيقية في أهم مفاصل الدولة رغم مسرحيات لجنة التمكين الاستعراضية وبعض محاولات جادة ومخلصة من كتيرين في الحكومة وقحت اصطدمت بضعف قدراتهم وإصابتهم بأمراض عظمة السلطة. المناهج دي منها محاصصات واضحة في دولاب الدولة والولايات (ممكن تقروا بيان تجمع العاملين في قطاع النفط عن تمكين وزير النفط جادين من حزب الأمة لأسرته وأعضاء الحزب، والشواهد أكتر من كده كتيرً)، وفساد واضح (أردول نموذج لكن ما خفي أعظم وفي قضايا كتيرة وناس أكتر من مسؤولين وقيادات)، واستمرار للارتهان لرجال الأعمال المرتبطين بنظام المؤتمر الوطني، وحتى قفل الكباري وقمع المواكب وقطع الإنترنت واستمرار القتل والاختطاف والتعذيب في مناطق السودان المختلفة، وغض النظر عنها أو رفض تحمل المسؤولية عنها والتعامل معاها بجدية.
• من أكبر خطايا الحكومة وقحت تكسيرها للحركة الجماهيرية، بداية من تكوين عدد من أحزاب قحت (حتى قبل تكوين قحت) لتنظيمات مهنية موازية بمجرد ما بدت الثورة (تجمع المهندسين مثلاً تم تأسيسه في ديسمبر 2018 مقابل مبادرة استعادة نقابة المهندسين البدأت على مراحل آخرها في 2015 تقريباً)، لحدي عدم عمل أي مجهود في بناء النقابات على أسس قاعدية، والاكتفاء بلجان التسيير وإدارة الخلافات السياسية عبرها، وتشجيع شق وشل تجمع المهنيين، وشل لجان المقاومة وشغلها بقضايا الخدمات.
• تحولت قحت لسيطرة عدد بسيط جداً من قيادات أربعة تنظيمات على أهم مفاصل عملها وعلاقاتها مع العساكر والقوى الدولية، والحاجة دي بدت من بدري، وبغض النظر عن مسمى أربعة طويلة ففي عدد من قيادات وتنظيمات قحت قالوا الكلام ده سواءً وهم في قحت أو بعد ما طلعوا منها.
• واضح جداً إنه كانت في تفاهمات غير مكتوبة في عدد من القضايا المهمة بين المتنفذين في قحت والعساكر والقوى الدولية، من طريقة كتابة الوثيقة الدستورية ولحدي موضوع لجنة نبيل أديب وقضايا تانية أظن إنه منها البرنامج الاقتصادي والعلاقات مع إسرائيل والاستمرار في بعض متطلبات التحالفات الإقليمية زي حرب اليمن وعدم التعامل مع روسيا والصين وحتى قطر.
• قحت قعدت تتفرج على العساكر وهم بيقووا مواقفهم وعلاقاتهم الدولية بدون ما تحرك ساكن أو تطلع الشعب السوداني. موضوع الشركات التابعة للجيش والأمن مافي زول من قحت والحكومة كانت بيتكلم عنه (حمدوك قاله مرة واحدة وردوا عليه العساكر وتاني ما جاب سيرته، والبدوي بقى يتكلم عنه بعد ما طلع من الحكومة). وقحت قعدت تتفرج والعساكر بيقووا علاقاتهم مع مصر لحدي ما وصلت مرحلة الفشقة، وللأسف الموضوع اتكرر تاني قبل كم شهر لمن حصل تصعيد في الفشقة وبرضو قحت استجابت لاستدراج العساكر الانقلابيين وكأنه مافي مواقف تانية ممكن ياخدوها.
• مافي زول من قحت لحدي الليلة قال منو أدى حميدتي منصب نائب رئيس مجلس السيادة، ولا جاوب على كلام عائشة موسى إنه القرارات بتجيهم جاهزة.
• قحت كانت بتتفرج ووزراءها بيتعرضوا لهجوم من العساكر والكيزان وفي حالات تانية كانت أطراف من قحت جزء من الجوقة، الموضوع ما بدأ بمدني، في اللستة في أكرم ومحمد الأمين التوم والقراي.
• في قصص لا تصدق تبين العجز والضعف والتكبر في معظم مسؤولي قحت والحكومة، وكل زول من الناس الكان عنده صلة بيهم أكيد عنده رصيد كبير منها. أنا شخصياً بدعي إنه الله والشعب يغفروا لي عدم شجاعتي إني لحدي الآن ما قادر أكتبها أو أنشرها للناس المن حقهم يعرفوها. مانعي الوحيد إني مقتنع إنه إذا أنا عرفت الحاجات دي بمعرفتي وقربي لعدد من الناس والمسؤولين فالما عارفه ألعن وأضر.
في كلام في ناس بيغشوا بيه نفسهم أو أتباعهم بعد الانقلاب إنه المقاومة خطين ماشيين مع بعض وممكن الزول يكون مع اللاءات التلاتة وفي نفس الوقت مع المفاوضات، وده كلام فيه إشكالات كبيرة.
• لجان المقاومة لمن طلعت اللاءات التلاتة ما كانت جاهلة وصغيرة ومغرورة، كانت عارفة كل واحدة منهم معناها شنو. وطلعتها لمن ناسها كانوا بيموتوا في الشارع برصاص الانقلابيين القعد معاهم في نفس يوم الانقلاب سياسيين ووسطاء وشخصيات من المستقلة القلناها قبيل، وواصلوا التفاوض معاهم لحدي ما وصلوا لاتفاق حمدوك البرهان. كتبت أكتر من مرة إنه مع اختلافي مع فضل الله برمة ناصر لكن بحترم فيه إنه عبر عن موقفه إنه مافي حل غير التفاوض. باقي قحت بما فيهم حزب الأمة كانوا بينفوا الكلام ده وبيعلنوا التزامهم بمطالب الشارع الأساسها اللاءات التلاتة.
• لكن بعد ما شموا نفسهم شوية بدوا يتراجعوا شوية شوية عنها وفي خداع للناس يقولوا إنه ده تكامل أدوار. ده ما تكامل أدوار ولا حاجة، ده تيئيس من المقاومة وتكسير ليها. قحت ما علقت بأي شكل جاد على مواثيق لجان المقاومة لحدي الآن، وقعدت تكرر الدعوات للوحدة مع إنه لجان المقاومة برضو بتدعو للوحدة لكن على أسس مختلفة وعندها وجهة نظر محترمة مختلفة مفروض يتعاملوا معاها بجدية واحترام لتضحياتهم وصمودهم السمح بإنه الانقلاب ما ينجح لحدي الليلة.
• هل في تفاوض وعملية سلمية حيقدموا برهان وحميدتي لمحاكمة؟ هل الجيش حيتخلى عن الشركات بتاعته؟ الوثيقة الدستورية الفاتت ما كانت فيها صلاحيات كتيرة للعساكر ورغم كده سيطروا على المشهد، عشان سياسيين قحت سمحوا ليهم بكده، هل شايفين أي تغيير في السياسيين ديل؟ هل لمن يقولوا اعترفوا بأخطاؤهم هم فعلاً مقتنعين إنهم عملوا أخطاء؟
• المؤيدين لقحت ما ملاحظين إنه ابتغير خط المرمى (goalpost) من قبل الانقلاب وإنهم سمحوا ليها تعمل كده بدون مساءلة وإنهم بيأيدوها ويبرروا ليها الكلام ده؟
• في البداية كان في التزام بإنه مافي تفاوض وفي محاكمة للانقلابيين، ده في الوقت الفيه قيادات في قحت كانت بتتفاوض مع العساكر ومع حمدوك لحدي 21 نوفمبر، اتفاق حمدوك البرهان.
• بعد شوية بقى الكلام عن الوحدة الوحدة الوحدة، وفي نفس الوقت كلام عن إنه المواكب ما بتغير حكومة ولازم تفاوض. ورجغة كتيرة عن إنه هل في عودة لما قبل 25 أكتوبر ولا لا، واتفاق جوبا ولا ما اتفاق جوبا.
• بعدها موافقة على مبادرات المجتمع الدولي بما فيها استحالة خروج الجيش من الفترة الانتقالية وعدم إعلان التفاصيل للشعب (ده كلام اتقال في الكونجرس في شهر فبراير).
• بعدها كلام عن عدم الدخول في مفاوضات مباشرة، وبعدها طوالي الإعلان عن اجتماع غير رسمي. في الوقت ده كله اللقاءات غير الرسمية ما وقفت، زي مثلاً فطور رمضان بتاع ياسر العطا وغيره كتير ما اتعرف (اجتماعات بوساطات).
• وبعدها مفاوضات غير مباشرة ومفاوضات مباشرة لحدي ما بقى ما فارق، ووضع الجبهة الثورية وياسر عرمان في قحت، وورشة الدستور الفيها حركات جبريل ومني والمؤتمر الشعبي وأنصار السنة والاتحادي الديمقراطي الأصل. ديل فرقهم شنو من المؤتمر الوطني؟ وليه ما وافقوا على الدخول معاهم قبل الانقلاب زي ما حمدوك وناس اعتصام الموز (اللي هم نفس الناس ديل بالمناسبة) كانوا بيطالبوا؟
الكلام كتير رغم محاولتي أختصر، لكن أتمنى إنه الناس المؤيدين الحاصل الأيام دي والشراكة الحتنتج الأيام الجاية يراجعوا كتاباتهم في الفترة بين سبتمبر 2021 وفبراير 2022 بس، ما تسمعوا كلامي ولا كلام أي زول تاني. أرجعوا لكتاباتكم في الفيسبوك والواتساب وغيرها من وسائط، الحمدلله دي بقت زي المذكرات الشخصية.
ولأي زول يقول دي سياسة أتمنى يدينا معاها دليل إنه البيمارسوها من جهتنا نحن بيعرفوا سياسة ونجحوا فيها من أبريل 2019 لحدي الانقلاب، ويورينا إنه الفرق بين الحاصل الأيام دي والحصل في 2019 شنو.
للتوضيح، أنا ما خونت زول، مع علمي إنه بالتأكيد في أشخاص في أحزاب وتنظيمات قحت خونة وفاسدين، لكن أنا بحترم الأحزاب والكيانات دي وعارف غالبها ناس كويسين ووطنيين، لكن كمان بقول إنه بعضهم فشل وأخطأ في حق الشعب السوداني بما يستحق إنه يتحمل تكلفته السياسية وفي بعض الحالات الجنائية. موضوع الخيانة ده صعب إثباته وفيه تفتيش في نوايا وما مفيد، لكن الفشل واضح ومحسوس.
كل التحايا والتقدير للجميع.
ناشط واعلامي ومقدم برامج في إذاعة هلا وقناة سودان بكرة
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …