المستديرة حمالة أوجه

د. معتصم اقرع:

كرة القدم الحديثة خليط من اللهو البريء والاستمتاع بباليه وسمفونيات معزوفة بالأقدام. المستديرة ايضا تتيح التماهي مع مشاهير عبروا الي الكنز في سباق الفئران الإنساني.

كما هي مجال لتحويل وتصريف تعصب ومشاعر سياسية وقومية واثنية وفي السنين الأخيرة اختلطت بمشاعر دينية بعد ان تراجع كهنة منحي الثبات عن كراهيتها حين أفتوا بأنها تشغل الخلق عن العبادة كما أخبرنا سدر الحمام أستاذ ع ع في القرن السابق.

ويبدو ان الحمولة الذكورية للمستديرة في تراجع بعد افساح المجال للنساء للظهور في محافلها ومع انطلاق منافسات النساء الكروية حول العالم بما في ذلك كاس العالم النسوي، ولكن بما ان القديم لا يموت الا تدريجيا ما زال المذيعون يشيدون بالأداء “الرجولي”.

المستديرة أيضا تسمح لجنوب الكرة الأرضية والشعوب المقهورة بتحقيق انتصارات معنوية ثمينة علي قوي الاستكبار كمدخل لتحدي الاستعمار الجديد وارثه القديم المعقد والمركب.

وفي جانب البيزنيس، حتى لا تصير مباراة المركزين الثالث والرابع مملة كمؤتمر صحفي قحتي أو ودية وباردة كأداء واجب ثقيل، قرر الفيفا ان المنتصر سيحصل علي مليوني دولار إضافية واجمالي 27 مليون دولار بينما يحصل الخاسر علي 25 مليون دولار لبلوغه دوري الأربعة. أما بطل العالم فسيحصل على 42 مليون دولار ويحصل الخاسر في المباراة النهائية على 30 مليون دولار.