هل يعيش حزب المؤتمر السوداني أزمة تنظيمية صامتة _ماذا بعد المؤتمر التداولي ( ٢ ) .
منتصر ابراهيم :
خلصنا إلى أن هناك أزمة تنظيمية صامتة يعيش فيها حزب المؤتمر السوداني ، جراء تجميد فرعية ولاية الخرطوم برئيسها سليمان الغوث ، حسب ما أكدته مصادر تحاورت معي لإقناعي بصحة الإجراء ؛ حيث تفجّر الخلاف باتخاذ الفرعية قرار التوقيع على الإعلان الثوري ، وتأسيس فرعية ولائية بولاية الخرطوم . تتمظهر الازمة في هذه القضية ، من ناحيتين ؛ الناحية الاولى خاصة بالجدل الفقهي والقانوني الذي يدور حول ما يتيحه ويشرعنه النظام الاساسي للحزب للفرعيات بإتخاذ ما تراها من سياسات ، لطالما هي هيئات مكتملة النمو منتخبة ، وكان مؤتمر ولاية الخرطوم حدث بارز في الحياة السياسية بعد التغيير ؛ و لطالما أن سياسات الفرعية تنسجم ولا تخالف التوجهات العليا للحزب ؛ وهذا الأمر يُقاس بمعيار السياسات الكلية للحزب حسب ما اعتقد ، وليست شؤون الرئاسة المرتبطة بقيادة الرئيس والنافذين من الحزب في المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير ، وهنا تتجلى ازدواج المعايير الى جانب هؤلاء النافذين الذين ربما تضخمت ذاتهم السلطوية ، بوجودهم في هياكل ( التحالف الحاكم ) ، أي أنهم اصبحوا زوي سلطات أكبر من الحزب نفسه ، لدرجة التمادي في تعطيل هياكل وهيئات الحزب لأجل المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير ، او لأجل مصالحهم السلطوية من خلال النفوذ الذي يحققه المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير ؛ وهنا تتجلى أخطر مظاهر الازمات الملازمة للسياسة السودانية ، على مر الحقب ، وفي مراحل الانتقال من مرحلة النضال و الثورة الى الدولة ، حيث تبرز النزعات السلطوية للأفراد وتتغير الاستعدادات الذهنية وطرائق التفكير في كيفية إدارة الامور .
المظهر الثاني للأزمة التنظيمية والسياسية التي يعيشها حزب المؤتمر السوداني ، هو المتعلق بأزمة قوى الحرية والتغيير ، الذي لا تختلف الأزمات في تنظيماته عن حال حزب المؤتمر السوداني ، ولكن من محاسن الصُدف ، تجلت الأزمة في المؤتمر السوداني حديث العهد بسياقات السلطة ، والدخول في تجربة إمتحان عملي ، حيث تُختبر المُثل والقيّم الديمقراطية من نزاهة وشفافية .
ينطرح في هذا السياق ، سؤال في غاية الاهمية ؛ وهو لماذا لم يعلن المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير خطته للتبشير بالاتفاق الإطاري بزيارة الولايات والنزول للمجتمع المحلي ، بقدر إعلانه جدولة سفريات وجولات لعدد من العواصم حسب ما اعلنته يوم أمس في المؤتمر الصحفي ؟!
أليس من الاجدى ، قبل زيارة العواصم العربية والافريقية ، هو أن يعرف المجتمع المحلي إتجاهات التوافق والسلام ؛ ونحن قد شهدنا حالات اقتتال فادحة وفظيعة في ولايات النزاعات في النيل الأزرق وغرب كردفان ؛ أليست هذه المجتمعات هي التي تحتاج للتواصل وتأسيس فرعيات للتحالف السياسي الذي سيحكمهم بموجب وثيقة سياسية يعلمها العالم مسبقاً ، عبر سفاراتها وبعثاتها ؟
للحقيقة ما يدور يمثل تيه وازمة كبيرة ، وقد أشار لي أحد اعضاء حزب المؤتمر السوداني ، بعد نشر الحلقة الأولى من هذا التقصي ؛ بأن أخطر أشكال الأزمات التنظيمية والسياسية التي يعيشها حزب المؤتمر السوداني تتمثل في انفصال الحزب عن قاعدته السياسية ، وأن الفرعيات في الولايات أصبحت مجرد لافتات ودور لا يجمع بينها اي رابط ؛ بعكس الفترات السابقة في فترة النضال السياسي ، وقد عبر هذا العضو أن لولا الالتزام التنظيمي ، والأمل في الإصلاح لدى قاعدة واسعة من العضوية ، لتفكك الحزب انفض من حوله الناس .
هل تعود هذه الازمة التنظيمية والسياسية بسبب السلطة ، أم بسبب ازمة القيادة السياسية ، أم بسبب أزمة البرنامج ؟!
هل سيعبر حزب المؤتمر السوداني هذه الازمة التنظيمية والسياسية ، عبر إنعقاد المؤتمر العام الذي من المقرر انعقاده في يناير ، أم أن المؤتمر العام نفسه وتأجيله سيفجر ازمة أكبر في الحزب ؛ إذ أن هناك ارها صات تأجيل تلوح في الافق بسبب ارتباط القيادة الحالية بملفات متعلقة بالمجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير ، وهي ملفات ارتبطت بأشخاص محددين ربما يعيق المؤتمر العام ترتيبات محددة كانوا يقومون بها ؛ وطبعاً دة أغرب تبرير يمكن التعبير به ، وهو كيف يأثر اشخاص في ترتيبات مسبقة ومقررة بموجب قوانين مجازة ؟!! أليست هي السلطوية نفسها !!!
هل سيحتوي حزب المؤتمر السوداني هذه الازمات باجتهادات فكرية وتنظيمية صارمة ، تحقق نقلة في القيادة والفاعلية ، أم سيتم احتوائها بالجوديات وثقافة باركوها للسترة داخل الاسرة الواحدة ، ويستمر في مقابل ذلك اضمحلال الحزب الذي يمثل أمل وتطلعات لقطاعات واسعة من الأعضاء والجمهور ؟
لنرى ….
….
نواصل
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …