قضية التعليم قضية وطن … جرس إنذار

أمل سليمان:

ينظر العديد من السودانيين لقضية التعليم نظرة بسيطة وقد باتت تحتاج الي عمق اكبر من الطرح والتناول والتعاطي اذ لم تعد المسألة مسألة رواتب للمعلمين فقط اذ تاتي الرواتب ضمن مشكلات عديدة متجذرة.

يجب ان ندق ناقوس الخطر بقوة (7) ملايين طفل في سن التعليم خارج المدارس اي خطر اكبر من هذا و ما مصيرهم ؟

بكل اسف نحن نمهد لهم الطريق معبدا للإجرام والمخدرات وعمالة الاطفال واستغلالهم ونصدر للمجتمع خطرا قادما لا يمكن معالجته الا بعودتهم الي مقاعد الدراسة.

وصل السودان الي الدولة قبل الاخيرة في جودة التعليم حتي اطفال السودان في المدارس انصاف وارباع متعلمين ولا مكان لهم في اي منافسة خارج السودان عمليا او علميا او اكاديميا (اذا لم ينجو احد) ويحدث ذلك لاطفال السودان للاسف ممن تعلموا مجانا وصرفت عليهم الدولة وعلى تعليمهم من الكتاب والكراس والقلم والحبر وعلبة الهندسة والأكل والصفرة في الداخليات التي تضم اللحوم والفاكهة والحليب بل تصرف لهم وهم طلاب مبالغ مالية لمساعدتهم وتحفيزهم علي إكمال تعليمهم فردوا الجميل للسودان بحرمان اطفاله من التعليم ومشاركتهم في تدهور وتراجع التعليم حتي اصبح الطالب والمعلم والمدرسة في اعلي مراحل الانهيار .

اذ ان الانفاق علي التعليم لا يتعدى 🙁 ٠.٢% )
من الموازنة العامة للدولة وهو ما يعادل اقل من الواحد الصحيح (1%) هل يصدق احد ذلك؟

اما الحد الادني لمرتب المعلم يساوي (12.000) اثني عشرة الف جنيه سوداني بما يعادل اقل من
(22) دولارا فقط .

اما المعلم تم العمل علي إفقاره بشكل مقصود وممنهج حتي لا يفكر ولا يجد وقت للتفكير بسبب الفقر والبحث عن لقمة العيش لا يجد وقت ليتأهل او يتثقف او يتدرب او يشارك في قضاياه وقضايا التعليم والقضايا الوطنية.

وكيف لا يحدث هذا ووزير التربية مثلا حدود فهمه ان استقرار العام الدراسي هو ان يبتدي وينتهي في زمن محدد وان لا تتغير مواعيد الامتحانات وان قمة الانجاز هو توفير خيم لمن انهارت مدارسهم ليتعلموا فيها :

اين الخطط الاستراتيجية لتطوير التعليم ؟
اين الاحصاءات والحلول؟

لابد ان نتصدي لهذا الواقع بكل جسارة بكل وعي بإشراك كافة اطياف المجتمع السوداني ومهنييه ومثقفيه واصحاب المصلحة من معلمين وطلاب يجب ان تقف الدولة جميعها في كل وزاراتها ولا تجلس الا بعد وضع الحلول والمعالجات الناجعة لانقاذ التعليم ومن ثم تطويره .