النتيجة النهائية للعام الدراسي 2022م لجمهورية السودان

د. محمد صديق العربي :

اثناء مراجعة الدرس مع ابنى ورد فى المادة موضع الدرس معلومة، عدد الدول العربية 22 دولة، 12 منها فى قارة آسيا وعشر اخريات فى افريقيا، عاد بي الحنين الى تلك البقعة من الارض المسماة السودان وطفت بخيالي ماذا لو وزعت نتائج هذا العام على الدول العربية فماذا سيكون ترتيب السودان، وافترضت مواد اساسية واخرى اضافية.
المواد الاساسية هي مادة الامن ومادة الاقتصاد ومادة الخدمات الصحية ومادة التعليم ومادة النظافة العامة ومادة البنى التحتية والمواد الاضافية هى جودة ورفاهية الحياة ومادة الرغبة فى الهجرة وهجرة الادمغة ومادة الاحزاب الاحزاب السياسية.
احرز السودان فى مادة الامن المرتبة 15 عربيا من مجموع 22 ، و154 عالميا، استاذ المادة هو معهد السلام والاقتصاد العالمي – مؤشر السلام العالمي لعام 2022م، حيث احرزت قطر المرتبة الأولى عربيا و23 عالميا من بين 163 دولة خضعت للاختبار، وجاء اليمن في مؤخرة قائمة الدول، ليتفوق على سوريا التى كانت متقدمة ومسيطرة على المرتبة الاولى منذ العام 2014 م وكما ورد ان السودان شهد أكبر تدهور في مؤشر السلام في المنطقة بعد تدهور طال جميع المجالات.
مادة الاقتصاد واستاذها صندوف النقد الدولى احرز السودان المرتبة الثالثة من افقر الدول العربية والسادسة عالميا حيث نصيب الفرد من الناتج المحلى لا يزيد عن 544 دولار ، اما مادة الرعاية والخدمات الصحية قال استاذ المادة منظمة الصحة العالمية “سوف تواجه 49 من المرافق الصحية فى السودان خطر الاغلاق اسوة ب 11 مرفق سبق اغلاقها بسبب عدم وجود تمويل للصحة وسيضيف إغلاق المرافق الصحية إلى المخاطر القائمة بوقوع الأوبئة، بسبب قلة فرص الحصول على خدمات الرعاية الصحية الأولية بين النازحين والمجتمعات المضيفة لهم. ومن النتائج الفورية لإغلاق المرافق الصحية حدوث انخفاض في خدمات التمنيع والرعاية الصحية للأمهات والأطفال، وازدياد خطر انتشار الأوبئة، وزيادة معدلات الاعتلال والوفيات ، فالناس يضطرون إلى السفر لمسافات طويلة كي يصلوا إلى خدمات الرعاية الصحية المتاحة”، على لسان د.نعيمة القصير، ممثلة منظمة الصحة العالمية في السودان. وعلى صعيد اخر احرزت قطر المرتبة الاولى عربيا فى هذه المادة بانفاق يتجاوز الخمس مليار دولار سنويا والسودان فى المرتبة 17 عربيا متفوقا على كل من جزر القمر وموريتانيا واليمن والصومال على الترتيب.
مادة التعليم قام استاذ المادة اليونسكو بحرمان السودان من الجلوس لهذه المادة بسبب الغياب المتكرر وعدم حضور اكثر من نصف المقرر ولم يخضع السودان لاي تقييم فى هذا المجال وبذلك خرج من التصنيف وعلى صعيد اخر احرزت دولة قطر المرتبة الاولى عربيا والرابعة عالميا، اما مادة النظافة العامة منح استاذ المادة الزائر مجلة هيروزن الامريكية، الخرطوم الدرجة الكاملة ومحرزة بذلك اعلى درجات حصلت عليها عاصمة فى العالم فى القذارة والاوساخ وتراكم النفايات والنظافة الشخصية وكتب الاستاذ عبارات لاولياء امر الخرطوم ( تذكرني الخرطوم بحديقة القرود التى يتعذر تنظيفها). اما مادة البنى التحتية فقد قام استاذ المادة الامم المتحدة بتاجيل الجلوس لهذا الامتحان بسبب ان الطالب الخاضع للامتحان قد تهدم مسكنه الخاص وللمرة العاشرة جراء السيول والفيضانات ويفتقد لابسط متطلبات الحياة الانسانية من الماوى والمأكل والمشرب والملبس والسكن والحصول على مياه شرب نظيفة وآمنة ومكان لقضاء الحاجة.
اما المادة الاضافية جودة ورفاهية الحياة لم يقم الطالب السودان بالجلوس الى هذه المادة فالخدمات العامة غير مرضية وشحيحة واقل استخدام للتكنلوجيا والحصول على الخدمات الحكومية والخاصة عبر التطبيقات الذكية وعدم وجود شبكة انترنت مفتوحة ومحدودية الذين يحصلون على الكهرباء وانتظامها، اما المادة الاضافية الرغبة فى الهجرة وهجرة الادمغة فقد احرز الطالب النجيب السودان المرتبة الثانية عربيا بنسبة تفوق 46% من الاستطلاع الذي اجراه استاذ المادة مؤسسة البارميتر العربي عام 2022م، وهى مؤسسة تهتم بالقيم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمواطنين بالوطن العربي ومتفوقا علي السودان الاردن فقد احرز الاستطلاع نسبة 48% ،اما فى التخصص الدقيق هجرة الادمغة فقد احرز السودان المرتبة الاولى ومتفوقا على سوريا والصومال المنافسين له فى التخصص.
مادة الاحزاب السياسية بالرغم من انها اختيارية الا ان الطالب السودان مهتما بها ومعول عليها برفع المعدل والنسبة المئوية، قام بتدريس هذه المادة عدد من الاساتذة ولكل استاذ رؤية مختلفة عن الاخر ولكنهم جميعا متفقين على الاختلاف فيما بينهم فاصبح الحال كانثى كلب لقحت بعدد من الكلاب وانجبت ابناء مختلفين فى رحم واحد، ويزيد عددهم عن 45 (حزب وحركة سياسية) وكل يدين بدين اباه الذي يطعمه ويسقيه فمنهم من بلاد الفرنجة ومن العرب احيانا، فرسب الطالب السودان في هذه المادة نسبة لتشتت افكاره وعدم تركيزه.

د. محمد صديق العربي
28 ديسمبر 2022