د. أبو ضفيرة : البرهان سيسقط قبل الصيف بإذن الله
الخرطوم – الشاهد :
كتب الدكتور صديق الحاج ابوضفيرة الأستاذ بكلية الآداب جامعة الخرطوم :
قلت لهم بأم روابة في ٥ أبريل ٢٠١٩: “نشتري بطيختين. كان سقطت واحدة ناكلا والتانية تسقط بس.”
فلما رجعنا إلى الخرطوم في ٦ أبريل سقط ابن عوف بعد يوم واحد من سقوط البشير فقالوا هما البطيختان أخبر عنهما د. أبو ضفيرة قبل سقوطهما.
وأحسن من هذا التأويل – وإن كان حسنا – هو أن البطيخة الثانية هي البرهان. يسقط بس في هذا الشتاء قبل الصيف بإذن الله تعالى. أما حمدوك فقد سقط مرتين إحداهما بيد قيصر لا بيده. ولو جاء مرة ثالثة لسقط بس.
وعند عودتنا من أم روابة في ٦ أبريل طلب الجندي الذي جلس يستظل عند باب بيتنا بحي المطار من أهلي الاتصال بي قبل وصولي لكي لا أجده جالسا في مدخل بيتنا فلا أفهم إلا أن مكروها قد حل بدارنا. فأخبروني أنه جلس ابتعادا من شمس الظهيرة التي أدركته حيث كان يجلس لحراسة المستودعات.
وفي اليوم التالي أو الذي بعده كان الاعتصام منارا مزدهرا بشبابه الذين وفد كثيرون منهم للنزهة والفرجة فلبسوا أحسن الثياب واصطفوا في ذهول مما يحدث والمفاجأة قد ألجمت ألسنتهم فلم تكن تسمع منهم إلا الصمت ولا يتكلم منهم إلا لسان الحال فكانوا أجمل شيءٍ بصمتهم ورهبتهم وحسن سمتهم وهم يتأملون ما يجري حولهم بهدوءٍ والتزام. إلا من بعض الأصوات التي كانت تهتف هنا وهناك في مجموعات صغيرة تستعجل الجنود للانقلاب على البشير.
بل إنني في أول أيام الاعتصام قبل منع التجمهر قرب بوابة القيادة وجدتهم يصلون المغرب واقترب مني أحدهم يحييني ثم قال لي ما عرفتني؟ أنا هاشم سيد خطاب. ما كان أحسنه وقطرات ماء الوضوء تبلل جبينه وشيءٍ من تراب السجود في شعره وكفيه! عجبا أن أجد ابن رفيقي في الدعوة إلى الثورة في ذلك المكان يصلي ثم تخطف الأحزاب ثورتهم ويؤول الاعتصام إلى الفساد لا سيما بعد الحادي عشر من أبريل.
وكان قادة الاعتصام من طلاب جامعة الخرطوم هم تلاميذي بكلية الآداب الذين تجد إعجابهم بمنشوراتي الثورية بفيسبوك قبل ١٩ ديسمبر وكانوا يرجون أن يثوروا بقيادتي قبل أن تضللهم الأحزاب وتجمع المهنيين. منهم الطالب السنوسي مهدي وزملاؤه عبد الرحمن محمد وبابكر خليل وغيرهم. ولو أنهم حولوا الاعتصام إلى ساحة تملؤها محاضراتي بالعربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية وبالنقد الأدبي والشعر والفكر والرياضيات وشتى ضروب المعارف والمناشط لكان أغنى مكان في الأرض بالعلم والاقتدار ولكانوا أسعد الناس. وكانوا يصلون الجمعة والجماعات في جماهير غفيرة فكان أولى من يخاطبهم أستاذهم الناصح لهم الذي يعلمون تأهيله بفضل الله عليه وعليهم ولكن أكثرهم لا يشكرون. فسقطت الثورة بسقوط الاعتصام.
كانوا يصلون العشاء ليلا ويظللهم الأقباط في صلاة الجمعة نهارا. وتصل أصوات غنائهم وهتافاتهم العلمانية بالليل بعد صومهم بالنهار إلى بيتنا بحي المطار وهم خليط من الفتيان والفتيات والكبار الذين لا عقل لهم “فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون.” ذلك لأن الاعتصام الذي بدأ بصلاة أبنائنا البررة قرب بوابة القيادة ما كان له أن يؤول أمره إلى السفهاء الذين لا يعقلون.”
د. صديق الحاج أبو ضفيرة
جامعة الخرطوم.
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …