العام الجديد
ريم عثمان :
كتابات حرة
يطل علينا ٢٠٢٣م وكل منا له ما له وعليه ما عليه، لا تتوقف الحياة عند أي منا إلا بالموت، وطالما أمد الله في عمرنا فإن هناك ما ينتظرنا ويجب علينا ترتيبه والتعامل معه بكل ما نستطيع من قوة وحكمة.
حمل هذا العام معه الكثير من الأحداث العامة، على مستوي البلاد في الوضع السياسي لا أعتقد أنه حقق ما نتمناه لها، لكن المؤكد أن هناك ايجابيات قد لا نستطيع ادراكها وسط كل السلبيات الظاهرة بقوة للعيان، ولن نتوقف عن السعي لإظهار هذه الايجابيات ليغلب تأثيرها ويحس الجميع بنتائجها بإذن الله.
على المستوى الاجتماعي فالوضع افضل قليلاً حسب رائي المتواضع، فالشدائد تقرب من النفوس، قد لا يبدو الوضع جيداً لو نظرنا للأمر من الخارج، فالصراعات على المصالح الخاصة تطغي أحياناً وتخرب جمال النسيج الاجتماعي الذي تميزنا به، لكنا سرعان ما نعوض ذلك في جانب آخر فيظل الوضع متوازناً للحد المعقول.
يبقى الأسف غالباً عند الحديث عن المستوي الاقتصادي، الأوضاع متردية والبلاد تأكل من سنامها، المواطن مجبور على أن يكون هو السنام ولا مصدر قوي لرزقه، الأعمال الحرة تقف على أرض هشة، رواتب الموظفين لا تكفى والمطالبات لا تفيد، الوعود كثيرة بالاصلاح ولا تنفيذ، الحالة المعيشية صعبة والمواطن يعاني، وبالرغم من هذا يستطيع الغالبية تدبير أمورهم والمضي بعجلة الحياة للأمام.
المفرح حقاً هو الوعي المتزايد للشباب برغم كل ما يدفع به في طريقه للنيل منه، عند النظر إليهم أو التعامل معهم تستطيع أن تعي أن هناك نوراً في أخر النفق وأنهم هم من يقودوننا إليه ونحن غارقين في تفاصيل الحياة تتناوشنا رياح الأحباط واليأس أحياناً، ليحفظ الله هذا الشباب وليصلح من حاله ويستطيع المقاومة والوصول بنا لبر الأمان، ونتمنى لمن قدموا حياتهم لتحقيق أهداف الثورة أن يعوضهم الله الجنة وأن نستطيع جميعاً أن نكون على مستوى تضحياتهم ونواصل ما بدأوه من مسار ودفعوا ما عليهم من ثمن له.
أما على المستويات الشخصية فهذا ما لا يمكن أن يتفق عليه أحد، يختلف الأمر عند كل منا، لكنا لابد أن نتفق على أنه وطالما اننا قادرون على استقبال العام الجديد ونحن موجودون في هذه الحياة فلابد لنا من المضي قدماً والسعي للإنجاز، لا يجب ابداً الوقوف في المحطات إلا للهدنة او الترتيب، لا يفرق مع ذلك مرحلة عمرية محددة أو أوضاع أو أي من تفاصيل الحياة.
سيأتي الجانب المشرق مهما طال الظلام، المهم هو صمودنا وايماننا العميق بذلك، ومهما واجهنا سنتمسك بمبادئنا وأحلامنا ولن نجعلها مرتبطة بأحداث أو أشخاص، لنعاهد أنفسنا بأننا نستطيع النجاح وإنجاز ما علينا مهما واجهنا من صعاب، وأن العام الجديد ما هو إلا رقم يتغير وتتغير معه حياتنا للأفضل مهما بدا لنا من سوالب، تفاءلوا بالخير تجدوه، وأسعوا له يسهله الله لكم برحمته وعطفه واجتهادكم..
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …