لماذا عاد جبريل إبراهيم بصورة مفاجئة للسودان ؟؟؟

بشري احمد علي:

دقسة (الارادلة ) بألف …
لماذا عاد جبريل إبراهيم بصورة مفاجئة للسودان ؟؟؟
هناك عدة أسباب من بينها :
أولاً المؤتمر لم يجد الإهتمام الرسمي من قبل الدولة المصرية وتحول لجدول حصص روتيني وممل حيث كتب الراعي المصري كل أجندة الورشة وحدد وقت الطعام وزمن الذهاب للحمام ولم تتاح للأرادلة الفرصة للحديث في وسائل الإعلام وتكرار خطابهم الإستفزازي كما كانوا يفعلون في الخرطوم ، وربما يكون السبب أن الولايات المتحدة طلبت من مصر وضع مساحة بينها وبين من يعارضون الإتفاق الإطارئ ..
ثانياً الظروف الإقتصادية السيئة التي تمر بها مصر الآن لم تجعلها متحمسة لدعم الأرادلة خاصة إذا إرتبط هذا الدعم بتوفير أموال لهم ، مصر تقوم معركة كسر العظم مع دول الخليج ولذلك هبط سهم الأرادلةإلى القاع ولم يعد متداولاً به في بورصة السياسة المصرية .
السبب الأخير ، بالتأكيد ان مصر راقبت ردة فعل الشارع السوداني الغاضبة تجاه المشاركين في هذا المؤتمر وبأنهم لا شعبية و التمثيل الجهوي والعائلي لبعض الأطراف والغير متناسب مع تعدد اذرع الأزمة السودانية ، كما أنها إكتشفت أنها راهنت على أحصنة خاسرة ، فليس للارادلة وجود في الشارع السوداني ولا يتنفسون إلا من أوكسجين الإنقلاب ، ومن المفترض أن تصاحب هذه الورشة حركة مؤيدة لهم في الشارع من باب إثبات الوجود ، ولكن ذلك لم يحدث ، فأكتشفت مصر أنها تتعامل مع القادة و جماهيرهم والذين إحتملتهم قاعة محاضرات سعتها 150 طالب فقط ..
لكن الأمر الذي أقلق مراقد الأرادلة وجعل كبيرهم وساحرهم جبريل إبراهيم يعود للسودان ويقطع حضوره هناك هو توصيات ورشة إتفاق جوبا …
نعم توصيات مؤتمر إصلاح إتفاق جوبا الذي إنعقد في الخرطوم وفي ظل غياب الارادلة والذين طالما سرقوا إسم أصحاب القضية المتضررين ..
في هذا المؤتمر ولأول مرة يشارك النازحون والمدنيون وأصحاب المحنة الحقيقيين في ورشة قبلت طرح رؤيتهم بعد سنوات من الخوف والإبتزاز ، طيلة أربعة أعوام كانت الحركات المسلحة تمنع النازحين من تصدر الحدث وتملي عليهم شروطها وتصدهم من المشاركة في اي مناسبة دولية تتطرق لأزمتهم ، هذه المرة إلتقى النازحون بممثلي الدول الراعية لورشة إصلاح جوبا وبثوا شكواهم بأن إتفاق جوبا هو مجرد حنفية تصب في جيوب قادة الحروب والمليشيات …
وهناك توصية تم إدراجها في التوصيات إقترحت فصل الأموال التي تخصص لحكومة الإقليم عن الأموال التي تذهب للمساعدات ، الترتيب المعمول به حالياً هو أن حكومة الإقليم تستلم مبلغ مليون دولار أمريكي من الحكومة المركزية عند نهاية كل شهر ميلادي ، نصف هذه الأموال تذهب كمصروفات سفر وفنادق ونثريات لقادة الحركات المسلحة ، و45% من هذا المبلغ يذهب كمرتبات لجيوشهم بينما تذهب 5 % فقط للنازحين …
إصلاح إتفاق جوبا لا يعني إلغائه ولكن يعني تحسين إدارة موارده المالية ، وهذا كان أحد توصيات الورشة ، وهو الأمر الذي جعل جبريل إبراهيم يحس بالخطر ويعود بسرعة للسودان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه …
وقالوا الطمع ودّر ما جمع .