الوعي و أعداؤه
د. معتصم أقرع :
عندما أوشك عبد الخالق محجوب على الاستشهاد، قال إن أكثر مساهماته فخراً كانت رفع الوعي ما استطاع.
يقول نعوم تشومسكي إن مئات المليارات من الدولارات تُنفق كل عام للسيطرة على افكار الجماهير. السلطة تفهم ان الكلمة اقوي من المدفع. وأنشأت معظم حكومات العالم جيوشًا من المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي والروبوتات من أجل تغيير وتزوير الرأي العام وتجييره لصالحها. حتى قوات الدعم السريع تدرك أهمية جبهة المعلومات والثقافة وتصرف عليها.
وعرف إيمانويل كانط أيضًا أن الاستنارة تحدث عندما يجرؤ المرء على التفكير بنفسه. وان لا يترك لآخرين مهمة التفكير نيابة عنه.
لكن السلطة لا تحب المواطن الذكي والمطلع لأن الوعي يصعب من مهمة السيطرة عليه وقيادته. ولهذا أطلق نظام البشير لقب مناضلي الكيبورد لوصف من كتبوا ضد عنفه ولم يكن ذلك الأمر مفاجئًا.
المثير للدهشة هو لجوء كبار وصغار المثقفين المنافحين عن قحت إلى نفس التكتيكات المتمثلة في التقليل من قيمة العمل الفكري واستخدام السخرية ضده وحتى لدرجة وصفه بالتنطع إضافة الي ادوات تبخيس شائعة مثل ده تنظير ساي وديل بينتقدوا وما بيطرحوا حلول رغم ان دور المثقف العضوي هو رفع وعي الجماهير لا مناصحة السلاطين وتصميم سياسات نيابة عنهم يعرف انهم لن يتبعوها بحكم مصالحهم الضيقة التي تتناقض مع مصالح الشعب (ورغم ذلك يا ما قدم خبراء من الشعب سياسات تم رميها في سلة المهملات).
أعتقد أن أسباب التبخيس أيام البشير وما بعدها هي نفسها، فالمواطن المطلع العارف لا يمكن قيادته لحتفه بسهولة.
السلطة دائما تتمني شعبا من الخراف يمكن رياسته بلا سين وجيم، وللأسف هذا يشمل سلطة ما بعد البشير في مستوياتها السياسية والثقافية.
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …