‫الرئيسية‬ آخر الأخبار هل تظن أن نظام الإنقاذ قد سقط؟
آخر الأخبار - فبراير 24, 2023

هل تظن أن نظام الإنقاذ قد سقط؟

مجاهد بشرى :

سؤال بسيط , و اجابته تحتاج إلى اطنان من المعلومات منذ اول انقلاب قام به عبود , كانت المعادلة هي ان يتفق حزب او جماعة مدنية مع الجيش على الانقلاب على السلطة , لذلك من الغريب انك لم تنتبه إلى ان الاسلاميين عوضا عن التحالف مع الجيش و الانقلاب على السلطة,وانتظار جهة اخرى تتحالف مع الجيش لتنقلب عليهم.. قاموا بتحويل الجيش الى حزب خاص بهم, وعملوا طوال الثلاثين عاما الماضية على أدلجته , و ضمان تبعيته لهم, وتنفيذه لأوامرهم دون مناقشة , وقطع الطريق امام خيارات الشعب.

وفي حال سقوط نظامهم بثورة شعبية, سيعودون عبر حزب الجيش الذي قاموا بتكوينه , و بالتالي لن يتجرأ احد على الحديث عن الجيش لأنه يتصور بأنه جيش بلاده .

وهو الجيش الذي في تاريخه الطويل, لم يقتل الا المواطنيين السودانيين , وقام بأكثر من 17 انقلاب , ليقطع الطريق امام امال السودانيين في العيش تحت ظل حكم مدني , يعامل الجميع وفقا للقانون.

وهو الجيش الذي فرّط في ارض الفشقة , و في حلايب و شلاتين و ابو رماد, وقسّم السودان بعد قتله لأكثر من 4 مليون سوداني في حرب عبثية.

وهو الجيش الذي فاحت رائحة عمالة قادته و سارت بها الركبان .

اسئلة بسيطة قبل ان تقرأ المقال :
– ما الذي يدفع جيشا ( وطنيا غيرمؤدلج ) للغدر بابناء الشعب العزل , وقتلهم و التمثيل بجثثهم ورميهم في النيل , بصورة لا يتميز بها الا الكيزان ؟
– ما الذي يدفع الجيش للوقوف ضد تفكيك تمكين النظام السابق, وهو النظام الذي قام بتشريد الاف من قادة الجيش الوطنيين و موظفي الخدمة بحجة الصالح العام , ومكّن لأتباعه؟
– ما الذي يدفع جيشا يدعي انحيازه إلى ثورة الشعب , بتعطيل قيام مؤسسات الدولة , و الانقلاب على اول حكومة ثورة , و اعتقال حتى رئيس وزرائها, واعادة الاموال المنهوبة الى الكيزان بعد الانقلاب, و استقصاد اعضاء اللجنة المنوط بهم تفكيك هذا التمكين دون غيرهم ؟
– ما الذي يدفع جيشا يدعي عدم ميله للكيزان , ان يسمح لهم بإقامة المواكب و الاعتصامات امام القصر , و المقرات الأممية تحت حماية الشرطة , دون ان يتعرضوا لطلقة واحدة او حتى عبوة بمبان , في حين انه قتل مايفوق 140 شابا في مقتبل العمر , لمحاولتهم الوصول إلى القصر , في مواكب سلمية ؟

في ايام البشير الآخيرة , خاصة مع تصاعد السخط الشعبي على النظام , اتفقت اللجنة الامنية العليا التي شكلها البشير على ان تستلم قيادات الصف الثاني من الكيزان السلطة , والعودة إلى مسرحية اذهب إلى القصر رئيسا , و سأذهب إلى السجن حبيسا.

ومن اهم المؤشرات على اننا الآن نعيش تحل ظل حكم الانقاذ الثانية بكل وحشيتها و شيطانيتها , اشياء بسيطة يمكنك فهمها بالمعلومات التالية:

لجنة البشير الامنية كان يرأسها عوض بن عوف وتم استبداله بالبرهان الذي عينه البشير في فبراير مفتشا عاما للجيش.

كمال عبد المعروف قائد اركان الجيش الذي جاهر بالولاء للحركة الاسلامية , تم استبداله بهاشم عبد المطلب الذي اقيل بعد محاولته الانقلاب على البرهان, و ايضا اعلن ولائه للحركة الاسلامية, لاحقا استُبدلَ بمحمد عثمان الحسين , وهو ايضا موال للحركة الاسلامية و مخلص للبشير .

الفريق الركن مصطفى محمد مصطفى مدير الاستخبارات العسكرية تم استبداله بياسر محمد عثمان الذي مكّن للروس و مرتزقة فاغنر من التحرك بحرية في كل انحاء البلاد , ونهب الذهب , لاحقا استبدل باللواء محمد علي احمد صبير , والذي في عهده تخصصت الاستخبارات العسكرية في اغتصاب المعتقلين من الثوار , و تلفيق التهم لهم , و اعتقالهم لشهور دون اسباب , و ابتزازهم , و رصدهم لفرق الاغتيالات.

مدير جهاز الامن الهارب صلاح قوش تم استبداله بنائبه دمبلاب , و استبدل لاحقا بخارق القانون الفريق جمال عبد المجيد, و اخيرا بوالي جنوب كردفان الفريق امن احمد ابراهيم علي مفضل صاحب شعار ” البشير يقعد بس “.

الفريق اول الطيب بابكر مدير عام الشرطة تم استبداله بعدة ضباط وصولا إلى الفريق عنان حامد محمد عمر , وتكليفه بوزارة الداخلية , التي نجح بعد توليه في قتل اكثر من 130 شابا و شابة من ابناء السودان الثوار , قنصا بالرصاص , ودهسا بالسيارات و الضرب و الطعن .

محمد حمدان دقلو , مرتزق يتزعم مليشيا الجنجويد التي انشأها البشير لتمارس القتل و جرائم الحرب نيابة عنه نظير المال, و مايزال دقلو صنيعة الكيزان في المشهد, يقوم بتهريب الذهب , وله معتقلات سرية يُقتل فيها الشباب السودانيين , و يتم تعذيبهم, وشارك الكيزان في فض اعتصام القيادة العامة و كل جرائمهم التي تلت ذلك.

الفريق اول ركن عمر زين العابدين الكوز شديد العدائية للمدنيين مدير الصناعات الدفاعية , تم استبداله بتاجر المخدرات المفصول و الذي اعاده البرهان للخدمة و ترقيته لرتبة الفريق ” ميرغني ادريس “, وهو متورط في استيراد المخدرات من الخارج عبر مهابط الطيران العسكرية, ومهمته الواضحة هي تدمير الشباب السوداني الذي قام بالثورة .

الدرديري محمد احمد وزير الخارجية تم استبداله بعد انقلاب الـ25 من اكتوبر الفاشل بوزير خارجية الانقلاب علي الصادق المشهور بعدائيته للمجتمع الدولي , و ولائه المطلق للحركة الاسلامية .

بشارة جمعة ارو وزير الداخلية , تم استبداله بالفريق حقوقي الطريفي ادريس دفع الله الذي حرص على تدهور الامن في الحكومة الانتقالية الاولى , و استبدل بالفريق اول حقوقي عز الدين الشيخ علي منصور الذي وقف ضد خطط الاسلاميين و قادة الحركات, فأقيل و وضع قيد الاقامة الجبرية قبل انقلاب الـ25 من اكتوبر الفاشل, تم تكليف قاتل الثوار عنان حامد بالوزارة , و كرّمه البرهان على قتل الثوار و تدهور الامن في ربوع البلاد مؤخرا.

هل ما تزال تشك بأن نظام الانقاذ قد سقط ؟
هدية لمن يطيلون عمر الانقلاب , و المنادون بالتغيير الجذري , و المجتهدين في تفتيت قوى الثورة .
يجدكم بخير و “عقل”.

‫شاهد أيضًا‬

الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش

كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …