سيد الكاروو … وجيهك الصاررو

مريم أسمراوي :

بنياتي كيفنك. … قصص الرجال دي ياها قصصكن أنتن .. صمود الرجال أو سقوطهم ينعكس لي حد كبير منكن ويرجع ليكن

الليلة ح احكي ليكن قصة حقيقية حصلت في بلدكن دي وفي خرطومكن دي أبطالها راجلين وما فيها إي اي بنت او امرأة … لكن هن قاعدت في الخلفية اكيد ومضمون القصة بعنيكن اكتر مما بيهم الرجال … قولن لي كيف؟

القصة بيحكيها ضابط في قوة نظامية تم نقله إلى أطراف أطراف أطراف العاصمة .. بيقول انه اضطر او اختار يسكن بي أسرته في المنطقة الطرفية البعيدة دي .. عشان ما يخسر زمن وقروش في المشية والجية بين البيت والشغل … على الرغم من انو المنطقة ما فيها شبكة مياه والناس بتضطر تشتري الموية اللي بتتباع في براميل الكاروو. … المهم …. قال بعد كم يوم … رسلت الولد يشوف لي بتاع كاروو يدينا موية. .. بعد شوية جا ومعاهو عمك لابس عراقي وسروال وسديري ولافي راسوا بي شال ويتخوجج بي جركانتين كبار وبيسال يكبهن وين؟

الضابط بيقول … اللحظة الوقف فيها بتاع الكاروو دا قدامي انا بقيت كانوا ضربتني الصاقعة ولقيت نفسي بدون ما أشعر برفع يدي اليمين واديهو التحية العسكرية لانو ببساطة هو نفسه مدير القسم اللي انا اتنقلت ليهو في المنطقة دي وبالضرورة هو ضابط أعلى مني رتبة واقدم مني خدمة

هنا انتهت قصتنا وزي ما شايفات ما عندها علاقة لا بالبنات ولا مشاكلهن ولا بالرومانسية ولا بالعرس لكن مع ذلك انا حكيتا ليكن عشان أوجه ليكن رسالة مهمة

النوعية دي من الرجال بقت نادرة لكن دي هي النوعية البتنفع فعلا أنها تمشي معاكي مشوار الحياة لي قدام

لاحظن انو الزول دا كان عندو إمكانية يسد الفرقة بين مرتبه واحتياجات اسرته بمليون طريقة اكترها حرام وباقيها حرام شديد ولكنه اختار أنه يستغل زمنه المتبقى من وظيفته في شغل رغم أنه وضيع ومرهق لكنه حلال

كتير من البنات بتتصور أنها لما تتزوج مثلا فحتما ولا بد أنها تنتقل لي مستوى معيشي أعلى من الكانت فيه .. وبالعدم مساوي ليه … ودا أكبر غلط … ممكن تكوني انتي آسا عائشة في قلب المدينة و(بت قلبا) زي ما بقولوا .. لكن نصيبك وحبيبك ما عندو اي إمكانية يسكنك في قلبا دا وما عندو ليك حل سوى تلك الأطراف البعيدة والبائسة واللي عايشين فيها ناس بعضهم كان جوة قلبا زيك كدا في يوم من الايام

حتى المتزوجات منكن … ممكن الراجل يكون وضعه جيد لكن بمرور الوكت تتغير الاحوال ويضطر ينقلك معاهو إلى وضع أقل … فنفسيا لازم نكون مستعدات لتقلبات الأوضاع وحليلن الكانن بقولن لرجالن اوعكم ثم اوعكم تاكلونا حرام فإننا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار

التحدي كبير وأي إنسان بحب العيشة الهينة ولينة .. بس لكن الدنيا دار امتحان … ما في زول بيخلد فيها … والعاقل من دان نفسه وعمل لما بعد الموت … وكما تدين تدان.