خدمة اليسار لأجندة الاخوان أم تطرف الوسط المضروب في التدليس؟
د. معتصم أقرع :
إذا كنت تحتل أو تناصر موقعًا “وسطًا” في الفضاء السياسي، فمن المتوقع ومن المنطقي أن المجموعات المتموقعة على يسارك لا تتفق مع توجهك وأيضًا من هم على يمينك قد يختلفون معك، ولكن لأسباب وأجندة مختلفة تماما قد تكون عكس أجندة المجموعات على يسارك.
فقط ا الأغبياء للغاية أو فاقدي شرف الخصومة قد يستنتجون أنه نظرًا لأن اليسار واليمين لا يتفقان مع الوسط ، فهذا يعني أنه لا يوجد فرق بين اليسار واليمين.
على سبيل المثال، بعض الديكتاتوريين الفاسدين وأقلامهم الاجيرة يقفون ضد محكمة العدل الدولية لأنهم يريدون حماية حقهم في السرقة والقتل والفساد.
على الجانب الآخر، هناك مجموعات من اليسار تعارض نفس محكمة العدل الدولية لسبب مختلف تمامًا. فهم يعتقدون أن المحكمة تخضع لسيطرة الدول المهيمنة، وتخدم استراتيجياتها ، وتحاكم فقط من يخالفون اجندة القوي العظمى ولا تفعل شيئًا حيال من ينتهكون قوانينها إذا كانوا من المرضي عنهم من القوى العظمى.
يعتقد هؤلاء اليساريون أن عدالة خيار وفقوس “الانتقائية” نقيض يهدم ويعهر العدالة الحقيقية ويشوه من سمعتها، ويخرب زينتها وأن عدالة المنتصرين مهزلة.
من يستنتج أنه لا فرق بين الديكتاتوريين الفاسدين واليساريين الباحثين عن عدالة تشمل الجميع ولا تنتقي ولا تميز هو إما أحمق جاهل أو عدو غير مبدئي لليسار لم يسمع بشرف الخصومة.
قد يجادل العدو الصادق من أهل اليمين بأنه لا يتفق مع الجماعات اليسارية التي لا تدعم محكمة العدل الدولية، ولكنه لن يتهمهم أبدًا بأنهم في خدمة الديكتاتوريين الفاسدين.
نفس المنطق ينطبق على السودان، الوسطي الصادق يشرح سبب اختلافه مع اليسار ويفند حججه لكنه لن يتهم أفراده أبدًا بأنهم لا يختلفون عن الإخوان المسلمين لمجرد أن المعسكرين يختلفان مع قحت لأسباب معاكسة تمامًا.
عودة الي السودان يمكن ان نقول ان اتهام اليسار بأنه يخدم الاخوان لا يختلف عن اتهام محمد احمد المهدي بخدمة الاجندة الشيوعية فقط لأنه حارب نفس الإمبراطورية البريطانية التي انتقدها معاصراه ماركس وانجلز وهذه نكتة سخيفة حتى لو لم ينصح الناقد المهدي بان من “فش غبينتو خرب مدينتو”.
من المؤسف شرح أوليات المنطق التي تقول ان اختلاف مجموعتين مع ثالثة لا يقوم كدليل علي تطابق المجموعتين لانه من الممكن الاختلاف مع نفس الهراء لأسباب مختلفة أو حتى متناقضة.
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …