البعيريص
د. محمد صديق العربي :
البعروص او الوزغ او البُرص او ما يطلق عليه فى السودان (ضب)، هو حيوان من الزواحف يعيش في المناطق الدافئة من العالم وموجود في معظم قارات الأرض ويوجد منه حوالي 1500 نوع مختلف في جميع أنحاء العالم، لها القدرة على إصدار أصوات الهسهسة عند الانزعاج أو التهديد والحرباء احد انواع الابراص والتى لديها القدرة على تغيير لون جلدها كنوع من التمويه، ثمة أنواع منها تقوم بفصل ذيلها عن بدنها عند الإحساس بالخطر ، فينتبه المطارد الى الذيل المتلوى ويلتهي به بينما يهرب البرص، كذلك بعضها يستطيع رش سائل كاوي من طرف ذيلها، وبعض الأنواع منها تستطيع التسلق، وتستخدم معظم الأبراص أصوات النقيق في تفاعلاتها الاجتماعية.
روى مسلم عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ قَتَلَ وَزَغَةً فِي أَوَّلِ ضَرْبَةٍ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا حَسَنَةً، وَمَنْ قَتَلَهَا فِي الضَّرْبَةِ الثَّانِيَةِ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا حَسَنَةً، لِدُونِ الْأُولَى، وَإِنْ قَتَلَهَا فِي الضَّرْبَةِ الثَّالِثَةِ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا حَسَنَةً، لِدُونِ الثَّانِيَةِ) وورد ايضا انه كان ينفخ النار على سيدنا إبراهيم وامر النبي بقتله ليس بذنب جده وانما لانه من الفويسقات الخمس، شائع لبعض عامة الناس انه ينقل مرض البهاق وبالرغم من انه برئ من هذا الاتهام اذا ان البهاق احد امراض المناعة الذاتية ولكن المؤكد ان الوزغ ينقل الاصابة بامراض السالمونيلا، وبالرغم من انه الكائن الوحيد الذي تخافه معظم نساء العالم وفى الامر محمدة فدخوله الى المطابخ حيث اعداد الطعام وبرازه من اكبر مهددات تلوث الغذاء.
بعد هذه المقدمة عن (البعروص) ، ما جعلنى اتذكره هو الحالة السياسية والامنية التى يمر بها السودان وتعقيد المشهد بصورة كبيرة وتلون وتحول كل الذين كانوا وما زالو يسيطرون على حياتنا العامة والاداء الحكومى، فالمتابع لكل الذين يتربعون على كراسي السلطة والواقفون منها حديثا والمترقبون دخولها مجددا والذين سوقوا الينا الوهم، فهل لدينا ذاكرة سمكية !!، حتى لا يكن فى المقال اي نوع من السباب او الشتائم ولكن من منا لا يجتر ذكريات مازال تاريخها طري ولين، فالكل مشمول وموصوف بالبعيريص (تصغيربعروص) فمنهم العسكرى والمدني والسياسي والصحفي والمناضل، فخلافات الرجل الاول والثاني وظهورها على الملا، بعدما كانوا يحدثونا بانهم منسجمون ويعملون لمصالح السودان، بعد مرور اكثر من عام حدثنا النائب بانه نادم ويعض اصابعه على الانقلاب وبان الاول اراد ان يعيد السودان الى مربع نظام الاخوان المسلمين ، فهل ننسي الذين غدروا بنا فى ليلة القدر! وهل ننسي الذين رشوا علينا مواد حارقة وكاوية حينما خرجنا مطالبين بالحكم المدنى! فهل ننسي الذين ظلوا يتلونون تارة بلون الثورة ومرة اخرى بالفلول! هل لدينا ذاكرة جرادية ايتها الصحفية حينما اشتهيت المحشي فى اعتصام الفلول وطلبت ارسال طبق لك واليوم خرج من ذاكرتك كما خرج من بطنك!! ، فما اكثر انواع البعاريص السودانية فعند وصولك الى هذه النقطة قد تكون تذكرت عدد مقدر منهم فمنهم من صفقنا له وهو يعد وجبة العصيدة بسوح القيادة العامة، ومنهم من حدثنا بانه سوف يضع السلاح جنبا بعد الثورة ثم عاد واخبرنا باننا ابناء شريط نيلي وجلابة اصحاب امتيازات تاريخية ، ومنهم من حدثنا بانه لن يغدرنا، ومنهم من حدثنا بان ميزانيتنا منهوبة من عصبة محدودة وسوف نخرج من ضيق الحال الى دنيا الرفاه وفقط ما علينا الا تجديد جوازاتنا حتى نطير فى الرحل الترفيهية بعد ان يوزع لنا العملات الاجنبية بالصرافات المحلية، فهل ننسى نقيق البعاريص السودانية فى كل الاحتفالات الاجتماعية والعسكرية والسياسية ؟!.
د. محمد صديق العربي
21 فبراير 2023م
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …