‫الرئيسية‬ آخر الأخبار التيار الذي تجاوزنا به سنوات المحنة
آخر الأخبار - فبراير 28, 2023

التيار الذي تجاوزنا به سنوات المحنة

أ/ محمد ابراهيم علي :

مقدمة:

– مر المجتمع السوداني فى مسيرته الطويلة بصعوبات ومحن عديدة . ولكن أكبر تلك المحن التي تعرضت لها الدولة السودانية هي ظهور جماعة الاسلام السياسى بكافة مسمياتها. فعملت علي تكليس مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وخلق الفتن والصراعات العنصرية والعرقية والدينية ونتج عن ذلك فصل جنوب السودان وخلق توترات في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق وانضم إلآن شرق السودان .

– بعد انقلاب الاخوان المسلمين المشؤوم في يونيو 1989م بقيادة البشير تمكنت هذه الجماعة وامتلكت وخربت وأهلكت وعانت الحركة النقابية من التمكين فظهر لأول مرة فى تاريخ السودان الرجل الذي يجمع بين المنصب الإداري والنقابي. الرجل الذي يصبح خصما وحكما في آن واحد .فتعرضت الحركة النقابية لأبشع جريمة قضت عليها وجعلتها رافدا من روافد جهاز الامن تنكل بالمعارضين فكان مقتل د/ علي فضل بدق مسمار في راسه وموت الأستاذ / عبد المنعم سلمان تحت التعذيب واغتيال الأستاذ / أحمد الخير في أبشع جريمة عرفها تاريخ الطغاة .

لحظة الميلاد
– وسط هذا الجو الديكتاتوري ظهرت محاولات كثيرة لرد الاعتبار للحركة النقابية وهذه المحاولات تراكمت وكان ظهور لجنة محاربة الاستقطاعات والتي ظهرت في عام 2011 لوقف التعدي السافر علي مرتب المعلم الهزيل .
– وتطورت للجنة المعلمين السودانيين التي وضعت الحركة النقابية في مسارها الطبيعي وجعلتها تتصدي للمهام الوطنية والمهنية والنقابية وكانت مكون أساسي من مكونات تجمع المهنيين الذي قبر مع غيره من قوي الثورة الحية نظام الإخوان المسلمين .

ماهي لجنة المعلمين؟

– هي كيان مهني مطلبي توعوي يعمل علي خلق واقع أفضل للتعليم والمعلمين بإقامة الورش والندوات والحوارات والبيانات وتبني قضايا التعليم والمعلمين . وساهمت بصورة فاعلة في نشر الوعي وتبني ثقافة الحقوق وخلق الضغط علي الأنظمة والحكومات

– ولها نظام أساسي وهياكل تتدرج من القطاع للمحلية للولاية وباب العضوية فيها مفتوح لكل معلم يؤمن بدستورها ويعمل علي تحقيق أهدافها .
– خلال سنوات الانقاذ العجاف قادت اللجنة النضال مع كيانات مطلبية ومهنية أخرى وتكون تجمع المهنيين الذي قاد الثورة السودانية في ديسمبر 2018 وتكللت المساعي بالنجاح بإسقاط نظام الجبهة الاسلامية الغاشم .

– ومازالت تعمل علي رفع الوعي المهني والنقابي وسط قواعد المعلمين فقادت اضرابي الكرامة والعزة ورفعت مطالب كثيرة تحقق بعضها والبعض قيد التنفيذ ومازال الحراك مستمرا
وقد ارست أدبا جديدا في العمل النقابي وهو العمل علي تجويد الخدمة للمستفيد والدفاع عن حقوق المستفيدين فكانت المطالبة برفع نسبة الصرف علي التعليم بنسبة لاتقل عن 20% من الموازنة العامة و6% من الدخل القومي لتحقيق مجانية التعليم واتاحته وجودته وانصافه والزاميته .

سر صمود لجنة المعلمين وتماسكها وعدم تصدعها كما حدث لكافة الاجسام المهنية* ؟

– هناك عدة أسباب جعلت اللجنة صامدة ومتماسكة وفي تمدد وتطور مستمر وتكسب كل يوم أراض جديدة ويمكن ايجازها في الاتي :-

وضوح الفكرة والرؤية والأهداف

الوقوف علي مسافة من الجميع وعدم انحيازها لطرف من الأطراف ولاتبتعد عن طرف من الأطراف إلا بقدر القرب والبعد عن البرنامج والأهداف .

الصدق والمسؤولية في التعامل مع قضايا التعليم والمعلمين والبعد عن المزايدات والتخوين والافراط والتفريط .

الاعتماد علي الشفافية والديمقراطية والمؤسسية في ادارة العمل والبعد عن التكتلات ومصادرة الراي.

قراءة الواقع والمعطيات بعلمية والاعتماد علي البيانات والمعلومات والتوصل لنتائج ترضي طموح معظم القواعد.

تواصل الأجيال حيث تضم لجنة معلمين مختلف الأعمار المهنية ويعمل هذا النسيج في تجانس ووحدة وانسجام واحترام متبادل .

تعزيز الإيجابيات والعمل علي إسقاط السلبيات

الطموح والتضحية ونكران الذات والتعلم المستمر ومراجعة العمل والاعتراف بالأخطاء والعمل على تصويبها .

مهام تنتظر اللجنة في المرحلة القادمة

هناك مهام عظيمة يجب انجازها في المرحلة القادمة يمكن ايجازها في الاتي :-

مواصلة معركة انتزاع الحقوق والمطالب .

النزول للقواعد ومعرفة وجهة نظرها فيما تم من عمل ورؤيتها للمستقبل.

مواصلة عمل المبادرين لتكوين النقابات الشرعية المكونة من القواعد وتحقيق شعار ديمقراطية واستقلالية الحركة النقابية وتحريرها من سيطرة الحكومة .

تسويق ميثاق التعليم الذي تم اعداده من قبل اللجنة ونقاشه علي مستوى المدارس والمحليات والولايات والمنظمات والاتحادات والاحزاب والمجالس التربوية وصديقات المدارس وكافة قطاعات المجتمع والخروج منه برؤية تصبح ملزمة لأي حكومة قادمة ويضمن في الدستور .

تكثيف الإعلام لمحاربة الظواهر السالبة مثل العنصرية والجهوية والاستعلاء الديني والعرقي والجهوي والعنف والتجييش وحمل السلاح والتفلتات الأمنية .

التبشير بقيم الكرامة وعزة النفس والديمقراطية وسيادة حكم القانون واحترام حقوق الانسان .

ختام

كانت لجنة المعلمين هي طوق النجاة الذي اخرجنا من حالة التيه والتخبط والذل والانكسار الي رحاب الكرامة والعزة واحترام الاخر وتقدير الذات ومعرفة الحقوق والعمل على انتزاعها بالتكاتف والتعاضد والوحدة

‫شاهد أيضًا‬

الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش

كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …