هواء طلق : الشهيد ابراهيم .. استمرار الإعتصام … إستمرار فض الإعتصام
فتحي البحيري :
ذكرنا في مقال سابق ان اي حدث او حراك او فعل في الساحة السودانية يمكن وضعه في إحدى مجموعتين .. مجموعة الأفعال التي تمثل استمرارا و استئنافا للاعتصام … او مجموعة الأفعال التي تمثل استمرارا واستئنافا لمجزرة فض الاعتصام وذلك بحسب اقتراب كل فعل من الاهداف والمعاني التي قام من اجلها الاعتصام او اقترابه من الاهداف التي من اجلها ارتكبت قوى النظام السابق متمثلة في كتائب ومليشيات الحركة الإسلامية والجنجويد ومن تواطأ معها مجزرة فض الاعتصام.
وتأتي حادثة الاغتيال البشع للشهيد ابراهيم مجذوب عليه الرحمة والرضوان مثالا ساطعا لهاتين المجموعتين .. فالموكب هو واحد من الفعاليات التي ظل الثوار يصرون عليها استئنافا للاعتصام واستشرافا لأهدافه ومطالبه والسعي الحثيث الذي لاهوادة فيه لاحقاق شعارات الثورة حرية سلام وعدالة ومواجهة مليشيات القتلة برهان وحميدتي ومن تحالف معهما من مرتزقة لهذا الموكب وبقية المواكب بهذا العنف المفرط جدا هو استئناف لا لبس فيه لجريمة فض الاعتصام.
ولكن ماذا عن ما يسمى بالعملية السياسية او الاتفاق الاطاري؟ هل هو من مجموعة الأفعال التي تستأنف اعتصامنا المجيد أم من مجموعة الأفعال التي تتواصل عبرها جريمة العصر المسماة فض الاعتصام؟
الإجابة على هذا السؤال مبذولة لكل باحث عن محض الحقيقة دون تشويش الأحلام المضللة والأماني العذبة المتراقصة حياله.
والذي نحب التاكيد عليه وتكراره هنا ان هاتين المجموعتين من الافعال لا تتركان منطقة وسطى بينهما لافعال هي لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء .. بداهة انه لا يوجد ما هو اعتباطي في الفعل السياسي في هذه المرحلة الدقيقة .. ولا يمكننا النظر إلى اي حراك ذي بال … لا سيما عملية الاتفاق الاطاري … خارج هذا المنظور … بمعنى أنه لا يمكن ابدا التهرب او الهروب من حتمية تصنيفها … اما ضمن افعال استمرار الاعتصام .. او ضمن افعال فض الاعتصام
وتعامل القوى الموقعة على الاتفاق الاطاري (على سبيل المثال) مع قضية مقتل الشهيد ابراهيم مجذوب يكشف حقيقة هذا التصنيف .. فإن اكتفت هذه القوى بتوصيفات الانقلابيين للجريمة باعتبارها تفلتا فرديا ورضيت بإعدام الضابط المنفذ (الاداة المباشرة) او حتى باقالة وإعدام مدير الشرطة ووزير الداخلية (الاداة غير المباشرة ) مع ان كل ذلك مستحق …فهذا يعني انهم يقودون عمليا عملية سياسية تندرج تحت سياق استئناف المجزرة … لان الانخراط في الاعتصام وسياقه لا يتم الا بتجريم ومحاسبة الفاعل الأساسي والحقيقي … برهان وحميدتي وجنرالاتهما … ولو نظريا على الأقل
لا يوجد من يهدف الى تعجيز هذه القوى ومطالبتها بالمستحيل … لكن لا توجد أيضا أية إمكانية لاستمرار الادعاء انك مع المقتول … ومنه وفيه … بينما يدك مستمرة في النوم في حضن يد القاتل التي لا تريد ابدا التوقف عن الاستمرار في قتل هذا المقتول … وليس بمقدور الشعب التغاضي عن تغاضي هذه القوى عن استمرار البرهان وحميدتي في القتل المنهجي الذي يستهدف السودانيين جميعهم
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …