تعديل المسار
ريم عثمان :
كتابات حرة:
الحياة لا يمكنها إن تسير على وتيرة واحدة، ديدنها التغيير، وينبغي علينا التعامل مع ذلك وتقبله.
الإنسان الناجح هو من يستطيع التحكم في دفتها والتعامل مع التغييرات بصورة تجعل مسارها يتفق مع قناعاته ومبادئه، مهما صعب ذلك.
ليس مهما أن ينجح دائماً في ذلك، المعروف أن المرء عليه أن يسعي وليس عليه إدراك النجاح، فالتوفيق هو من عند الله.
تجاربنا التي نمر بها تزيد من درجة الوعي لدينا إذا استطعنا التعامل معها بايجابية مهما كانت تفاصيلها، وهي من تصنع واقعنا، وردود الأفعال التي نتخذها هي من يحدد مسار رحلتنا في الحياة وهل نمضي في الطريق الصحيح أم لا.
الأهم أن نعي ما نريده في هذه الحياة ونحدد أهدافنا بدقة لنستطيع التمييز حين نجد أنفسنا أمام أحد مفترقات الطرق ونضطر لاتخاذ قرارات مهمة، البعض قد يتراخي ويبقي في مكانه حتى يأتيه ما يجعله يمضي في طريق محدد، لا يختار أن يفكر أو يجتهد في الاختيار، فقط هو يترك دفة حياته للرياح من حوله لتوجيهه نحو المسار الذي سيسير عليه، والبعض الآخر لا يستطيع تقبل ذلك فيقوم باختيار المسار المناسب بنفسه معتمداً على طاقته ووعيه، قد ينتظر قليلا ويتريث قبل أن يضع قدمه على الطريق الذي أختاره، لكنه أبداً لا يترك لما حوله قيادة دفة حياته، وقد تكون هناك أنماط أخري للتعامل مع مفترق الطرق، فلكل أسلوبه في الحياة، المؤكد أننا لسنا بصدد تقييمها هنا.
ما أخصه بالكتابة هو النوع الثاني الذي يمعن التفكير ويرفض التغيير الذي يحدث وحده دون دراسة وتفكير، قناعته تكون في التغيير الذي يصنعه بنفسه والذي يكون نتاج وعيه وقناعاته في الحياة.
أعرف نفسك جيداً وأعرف مقدراتك وحدد لنفسك وبوضوح قدرتك على تحمل تبعات الطريق الذي تختاره، ذلك يجعل إمكانية نجاحك أكبر وتصالحك مع ما تفعل أعمق ويجعلك قادراً على اكتشاف أخطائك ومعالجتها.
أنر الأماكن المظلمة بداخلك وتعامل معها مهما كانت قسوتها عليك، سيريحك ذلك وسيسهل عليك اتخاذ القرارات السليمة التي تستطيع معها إيجاد نفسك والاستفادة من قدراتك.
التغيير لا يحدث بين ليلة وضحاها، هو نتاج مواقف وأحداث قد لا تكون مهمة أو واضحة التأثير، لكنها ومع العوامل الأخرى سيظهر أثرها كاملاً وستجعلنا نختار المسار المناسب للتعامل مع هذا التغيير وجعله ايجابياً لحياتنا الخاصة وللمجتمع ككل.
نحتاج الشجاعة أيضاً في كثير من مفترقات الطرق، لا يكون الأمر سهلاً والإنسان بفطرته جبل على مقاومة التغيير واستمرأ الركون والاستقرار، ولا استقرار في هذا الكون النتحرك.
الاقتناع بما سنفعله يجعلنا أقوي في مسارنا الذي سنختاره ويسهل علينا إدراك السوالب التي ستمر علينا والتعامل معها بحكمة مهما كانت صعوبتها.
لنكن واعيين بما نملك، مدركين لما نمر به، مقيمين جيدين لقدراتنا، وسنستطيع اختيار المسار الصحيح الذي سيصنع لنا واقعاً أجمل.
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …