المواجهة بلطف

ريم عثمان :

كتابات حرة :
الواقع الذي يعيشه الناس يختلف باختلاف طبيعة وظروف كل إنسان، والتعامل مع الآخرين يجب ان يحتوي على الرأفة والانتباه لمشاعرهم وردود أفعالهم.
بالأمس شاركت في ورشة للحكي، كنت متشوقة جدا لها وأحببت اختياري للمشاركة، تعاملت مع زميلاتي المشاركات بحب وإعجاب تولد من مشاركاتهن في الجلسة، أحسست بهن، تفهمتهن، استطعت أن أضع نفسي مكان كل واحدة منهن وهي تحكي وأتخيل أنه لو أتيحت لي الفرصة لمساندتها ماذا سأفعل، بالطبع لن أحاول ذلك فهذا يعد تعدي على خصوصيتهن، لكني وبما احمله من محبة للعالم وقناعة بأن الجميع يستحق الفرح يذهب عقلي دائما لإيجاد الراحة لكل من حولي.
تجرأت وطلبت أن أشاركهن قصة كتبتها حول ختان البنات، لم أنتبه لحساسية الأمر ومفأجاة الموضوع المطروح، أردت أن ينتبهن، وربما أردت أن ينتبهن لما أفعله، وربما أردت اختبار قدرتي على الحكي، احتمالات كثر ليس من بينها أبداً الأذية أو الشر ، أطلاقاً.
وتحسست، تحسست بعمق حين تألمن، وتمنيت لو أني لم أقرأ لهن، أو حتى لو مهدت لهن، لن استطيع تخفيف كتابتي فانا صورت مشهداً، فقط نقلته بوضوح، اعتذرت، واعتقد أنهن ولسماحتهن سامحنني على الصدمة وتفهمن أني اعتذرت لعدم التنبيه وليس للموضوع في حد ذاته، ولو لم يعجب البعض، وتعلمت في المستقبل أن أضع في خاطري مشاعر من يسمعني وارتب لما سأقوله حتى لا يتأذى.
من يحمل في داخله هم الآخرين ويسعي كي يكون العالم مكاناً جميلاً للجميع عليه أن ينتبه بشدة وأكثر من الآخرين لأن يفعل ذلك بلطف ولين، وأنه حين يعرض مشهداً مؤلماً عليه أن يكون مستعداً لمساندة من تألم.
المسؤولية المجتمعية أمر جيد وايجابي لكنها يجب أن تكون مغلفة بالإنسانية مهما كانت قسوتها.