دارفور إلى أين ؟
د. محمد صديق العربي :
حملت الانباء عن منح السودان اعفاءات جمركية وميناء بطول 15 كيلو متر بالبحر الابيض المتوسط فى ليبيا وفتح قنصلية في الفاشر واخرى سودانية بمدينة الكفرة الليبية ورحلات جوية من بنغازى الى الفاشر، وهذه اخبار تبدو جيدة وتحمل الكثير من العلامات الايجابية ولكن فى باطنها ما يمكن تفسيره عكس ذلك وخاصة فى تاريخنا القريب مرت علينا مثل هذه التجربة ، فبعد توقيع اتفاق نيفاشا والتى ادت الى انفصال جنوب السودان كان احد بنودها بان يكون نائب رئيس جمهورية السودان جون قرن وله حكم جنوب السودان وحده وقبيل الانفصال اذ كنت احد الذين يعملون بالجنوب ومن وقتها سمعت الاخوة الجنوبين ينادون سلفاكير ب president وكان ذلك قبل الانفصال ولكن كانت المعالم واضحة والنية ليست مبيتة بل معلنة.
اتفاقية جوبا للسلام تحمل فى احشاءها بذرة انفصالية وتنمو مع كل فجر جديد وتمضى الخطة كما مرسوم وموضوع لها فما يسمى بحاكم اقليم دارفور وهو رجل من اليوم الاول صنفته المخابرات الاجنبية على انه رجل بسيط ويمكن السيطرة عليه فهو بخلاف جون قرن تماما رجل قومى ويحمل فكر ولديه هم واضح يمضي فيه وبخطة، لذا احتاجت القوى الخارجية لغيابه عن المشهد حتى تمضى فى خطتها اما بوجود مناوى لن يحتاج الامر اكثر من همس على اذنه افضل لك ان تكون رئيس جمهورية وحتى عمر لا تستطيع فيه الذهاب الى الحمام لقضاء حاجتك اسوة برئيس جمهورية حديثة التكوين.
الان تمضي القوى الموقعة على الاتفاق الاطاري بموافقة المجتمع الدولى وكثير من المخاوف السودانية التى تشكك فى صدق الجيش والدعم السريع فى هذا الانتقال والذي قد يجد من الصعوبة بمكان وخاصة تعنت الحركات المسلحة الدارفورية وقد تكون هنا مدخل ومدعاة لتدخل الجيش فى المستقبل والانقلاب على الحكومة فمثلا حاكم اقليم دارفور اذا ما واصل بموقعه ونشاطه سيكون خارج سيطرة الحكومة المدنية ولن يجد شي يوقف تحركاته او نشاطه داخل الاقليم بصناعة الملايش وخارجه كما حدث بتحركه اقليميا وفتح ميناء على البحر المتوسط وعبره يمكن ان يحدث اي شي يدخل السودان السلاح والمخدرات ويصبح اقليم دارفور مركز لتجارة السلاح الدولية فى المنطقة ولن يعترف بسلطة مدنية كاملة الدسم فالمرتزق جُبِل على حمل السلاح ويسترزق منه ولا قناعات لديه بمسميات التنمية والعدالة وهذه عبارات لديه للاستهلاك السياسي ليس الا.
كما ان احجام بعض حركات دارفور التى تنشطر وتتناسل مع كل يوم جديد سوف يزيد من سؤ الاوضاع بالاقليم وقد تمتد الى خارجه وخاصة اذا احجم الجيش والامن والدعم السريع عن فرض هيبة الدولة وفعلوا فعلتهم السابقة بوقوفهم متفرجين، وسوف تبدا تتشكل دولة دارفور فى الفترة المقبلة ، اما القائد عبد العزيز الحلو سوف يظل بمكانه وكلما سئل عن السلام قال شرط اضافة كلمة علمانية الى دولة السودان ولا نعلم اي علمانية يقصد ! علمانية فصل الدين عن الدولة وكفى ؟ ام علمانية الدولة التى تقف محايدة تجاه الدين واللغة بحيث يمنع تدريس التربية الاسلامية بالمدارس او اى دين اخر وكذلك اللغة العربية او اختيار لغات محلية اخرى ؟ ام علمانية باوسع ابوابها تتيح زواج المثليين وحقوق الشواذ؟.
د. محمد صديق العربي
27 مارس 2023م
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …