“الشاهد” تكشف تفاصيل أحداث شنقلي طوباي بشمال دارفور

قتل 3 مزارعين شمال غربي بلدة شنقلي طوباي بولاية شمال دارفور ليل السبت عندما هاجم رعاة مسلحون، مزارعين نازحين.

وأبلغ أحد الناشطين من معسكر نيفاشا للنازحين، معتصم آدم خليل، اليوم الإثنين، “الشاهد”، أن نُذر الحادثة بدأت قبل ثلاثة أيام من وقوعه، بسبب تكرار اقتحام ماشية الرعاة مزارع النازحين، الأمر الذي اضطر أصحاب المزارع لتبليغ قوة من الجيش مهمتها تأمين الموسم الزراعي، حيث قامت القوة بتغريم الرعاة مبالغ مالية عن تعديهم على المزارع.

وعن تفاصيل الحادثة، قال خليل، إن المزارعين قرروا ليل السبت العودة إلى مخيم نيفاشا للنازحين، لحضور العيد مع ذويهم، إلا أن مسلحين يمتطون الجمال، أطلقوا عليهم النيران، وهم في طريقهم إلى المخيم، ليسقط في الحال رجلين قتيلين، فيما تم ضرب امرأة معهم وتقييدها، واستطاعت المرأة عبر هاتفها تبليغ الأهالي بالحادثة.

وأضاف “حاول الأهالي ليلتها الوصول إلى منطقة الحادثة، إلا أن هطول الأمطار منعهم، وأثناء تحركهم صباح الأحد، أطلق أحد المسلحين النار على شخص ثالث، ما تسبب بوفاته”.

وطبقاً لخليل، فإن قوة مشتركة من القوات النظامية صاحبها الأهالي، لاحقت الجاني إلى منطقته بإحدى “الدوامر”، حيث أقر أحد المسؤولين الأهليين، بتورط أحد أبنائهم في حادثة القتل الثالثة، نافياً مسؤوليتهم عن الشخصين اللذين سقطوا برصاص مسلحين يوم السبت”.

وقال الناشط المجتمعي، إنه عندما طلبت القوات النظامية تسليم المتهم، رفض الرعاة تسليمه، قبل أن يحشدوا مئات المسلحين، الأمر الذي دعا ضباط من الشرطة والجيش، للانسحاب تخوفاً من اندلاع العنف مجدداً، موضحاً ” الرعاة المسلحين حددوا نقاط للقوات المشتركة، أنه إذا تم تجاوزها، فإنهم سوف يبدأون إطلاق النار”.

وأضاف ” بعد رفض الرعاة تسليم المتهم، انسحبنا وسيرنا موكباً لمدينة الفاشر، احتشد له النازحون بمخيمات الفاشر حيث خاطبه والي ولاية شمال دارفور، والذي وعدنا بالقبض على الجناة، وطرد هؤلاء الرعاة من مناطق الزراعة، ومن المتوقع أن يزورنا في المخيم اليوم بحسب وعده لنا”.

وأشار قائلاً: “نحن أمهلناه 24 ساعة للقبض على المتهمين.. أمس الأحد ذهبت قوة نظامية إلى ” الدامرة التي التي يقيم بها المتهم، إلا أنهم وجدوهم قد غادروا المنطقة، لكن ما زالوا تحت الملاحقة”، لافتاً  إلى أنه من بين مطالبهم ألا يتسوق الرعاة بأسواقهم الأسبوعية في شنقلي طوباي ومخيم نيفاشا”.

ونوّه خليل إلى أن الضحايا دفنوا بمدينة الفاشر بعدما عاينهم جاء أطباء واتخاذ الشرطة لإجراءات قانونية.

وكانت لجنة السودان المركزية، أعلنت في بيان صحفي اليوم الأحد مقتل 3، مشيرة إلى أن «خلفية الأحداث تعود إلى احتكاكات وصراع متجدد على المياه والكلأ بين مزارعين ورعاة ماشية أسفرت عن مقتل 3أشخاص وإصابة آخر نقل إلى مستشفى يوناميد ».

وإتهم بيان لجنة الأطباء نظام الرئيس المعزول عمر البشير بتأجيج الصراعات وتعميق الأزمة بعدم تقديم الحل وإفلات الجناة من العدالة لكبح تكرار أعمال العنف في الإقليم بين الرعاة والمزارعين.

وأسفرت حوادث العنف بين الرعاة والمزارعين والمجموعات الأهلية عن مقتل العشرات سنويا وتعد ظاهرة تسلح المجموعات السكانية في إقليم دارفور واحدة من الأزمات التي تعقد المنطقة بحسب مسؤوليين وخبراء في فض النزاعات المسلحة .