زمن الجلاليب انتهى.. بقلم: يوسف البروف

كل يوم جمعة من كل أسبوع كنا بنمشى مدينة الأزهرى، خالنا بعد اربعين سنة ايجار  ربنا قسم ليهو قطعة سكنية درجة تالتة، بنمشى نلم التراب ويوم الجمعة الجاية بنمشى ندق الطوب، الكلام دا كان نهاية التسعينات وبداية الالفينات، الناس كانت على قدر حالها، الزول الخلاص اجتهد بيكون عمل ليهو اودة جالوص ولو خلاص بقا خطير خالص بيكون عمل ليهو اودة بالطوب الاخضر ودورة مياه حفرة ، اها كان فى عمك كده شكلو امورو كانت واضحة، بيتو من الطوب الاحمر، كان عندو اودتين خلف خلاف ببرنداتهن، البيت دا عمك ضاربو جير ابيض، الناس بسموا البيت الابيض، كان اجمل بيت فى الازهرى كلها، الناس بوصفوا بيهو قطعهم، الواحد لمن يقول ليك انا عندى قطعة فى الازهرى طوالى بتقول ليهو بوين للبيت الابيض، اها عمك دا خشا ليهو فى شخصية تانية، عمك بقا يتعالى على ناس الجالوص والطوب الاخضر عشان بيتو سمح وبيوت الناس شينة، عمك دا وصل بيهو الغرور والصلف واستصغار الناس لدرجة انو لو سلمت عليهو ما برد ليك السلام ، كان بطلع كرسيهو قدام بيتو وبعاين فى الناس البلموا فى التراب وبدقوا فى الطوب الاخضر وبكبوا الموية من كوارو السلمة ديل، كان بستمتع بمعاناة الآخرين.

لفت الدنيا ودورت والازهرى شهدت نهضة معمارية غير مسبوقة، اليوم الازهرى  اشنا بيت فيها مبنى مسلح، ربنا لمن داير يمتحن عمك دا جيرانو كلهم بنوا بيوتهم عمارات، اطول واسمح اربعة عمارات فى الازهرى كلها واحدة واقعة يمينو والتانية واقعة شمالو والاتنين التانيات مواجهاتنو ليك فيس تو فيس، ياخى عمك دا بيتو وسط العمارات دى بقا ذى اللمبى وسط حمدوك ود. منى زوجة حمدوك والاصم والمذيعة اسراء وابتسام سنهورى، كان جابو اختى ام كنداس من أملس وقالوا ليها طلعى لينا الزول المشاتر وسط الناس ديل على  طوال حتجر ليك اللمبى خارج دائرة الاناقة والوجاهة والفهم، اها عمك دا بيتو بقا زول بعاين ليهو مافى، عمك بقا يفتش للسلام ما لاقيهو، بقا يطلع كرسيهو برا ويقعد يعاين فى الناس بحثا عن تحية تبعث فيهو الامل وتديهو احساس انو هو موجود ومن أوائل قاطنى مدينة الازهرى، الليلة الصباح دا انا مشيت الفرن وجيت بقدامو لمن عاينت ليهو كويس حتى أسرعت الخطى دون إلقاء اى تحية وكية كدا بس فيهو لانو زمان لمن كنا مليانين خبوب وطين ونلقى عليهو التحية بعمل فيها غمران .

تذكرت قصة عمك دا والبيت الابيض حقو لمن قريت تصريحات لعلى الحاج امين عام حزب المؤتمر الشعبى توام الحزب الحاكم البائد ولادة وحكم مهددا الفترة الانتقالية والمجلس العسكرى وقوى اعلان الحرية والتغيير بالسقوط الداوى مستخدما كل ادوات السقوط المتاحة وغير المتاحة.

بنقول ليك يا  على الحاج  انت خلاص زمنك فات وغنايك مات، نحن كنا حيين ومفتحين وما ناسيين لمن كنت قاعد تشرع للنظام البائد تشريعات واحكام وولايات وحكم محلى، نحن كنا حيين لمن مجالس المدينة كانت تتحدث همسا ان هنالك أشياء يعلمها الله والترابى وعلى الحاج وعمر البشير، وأن هنالك أشياء يعلمها الله والترابى وعلى الحاج، وان هنالك أشياء يعلمها الله وعلى الحاج فقط.

يا خوى انت قايلنا نحن فارات ولا شنو، يا على الحاج يا  خوى نحن حيين لمن سألوك عن سكر ناس الغرب القلعوا منهم رجالة وحمرة عين مهرا لطريق الانقاذ الغربى ولمن طال الزمن ولا حس ولا خبر للطريق ولم نتحصل على سكرنا والاعلام قام سالك عن الحاصل شنو قلت ليهم خلوها مستورة، يا على يا خوى نحن حيين لمن شباب الحزب حقكم رفضوا المشاركة فى الحكومة بعد استراحة طويلة قضاها حزبكم خارج السلطة زعل وحردان لكن انتوا الشيوخ قمتوا فوق وقررتوا المشاركة وغضيتوا الطرف عن انتهاكات النظام ضد المتظاهرين اعتقال وتعذيب واغتصاب وقتل وجديع فى النيل طمعا فى وزارات وعمارات واطماع دنيوية زائلة وزالت ذاتو، يا على الحاج يا خوى اديك نصيحة لله، قضى باقى عمرك دا تسبيح واستغفار وصلاة عسى أن يغفر الله لك تلاتين سنة سوداء من حياتك خداع وغش وكذب وكتاب اسود وعدل ومساواة وانحياز للباطل.

يا على الحاج يا خوى اختفت بيوت الجالوص والطوب الاخضر ولم التراب من الشوارع فى مدينة الازهرى  وظهرت البيوت المسلحة والعمارات السوامق وبرضو يا على لازم تقتنع انو زمن القيادات الجالوص ولى وجا زمن الكنداكات والشفاتة.

انت اولى بالسقوط يا على الحاج من قيادة حزب المؤتمر الشعبى لانك لم تورث هذا الجيل حزبا مستندا إلى مبادئ وقيم وأخلاق وبرامج وانحياز لقضايا الوطن والمواطن.

اخيرا داير أقول ليك حاجة يا على الحاج والله العظيم وكتابه الكريم الشعب السودانى يعيش احلى اوقاتو هذه الايام وما صدق انو تخلص من الكابوس الكابسو تلاتين سنة دا.

يا على الحاج يا خوى  نصيحة لوجه الله ما تحاول تسقط ناس  الاصم وحمدوك وابتسام سنهورى ديل، يا خوى ديل منافستهم صعبة علم وعمر وواجهة ولغات وعلاقات ووجنات وقميص كاروهات.