‫الرئيسية‬ آخر الأخبار ماذا وراء ابتسامات البشير داخل قفص الاتهام؟
آخر الأخبار - تقارير - أغسطس 24, 2019

ماذا وراء ابتسامات البشير داخل قفص الاتهام؟

 

لم يكف الرئيس السوداني المعزول، عمر البشير، عن الابتسام في جسلتين متتالتين عرض خلالها على هيئة قضائية بمحكمة سودانية بمنطقة أركويت شرقي العاصمة السودانية.

البشير الذي أطاحه الجيش عن الحكم في الحادي عشر من أبريل الماضي على خلفية احتجاجات شعبية استمرت لأشهر، يواجه تهمة حيازة النقد الأجنبي، بعدما عثرت قوات عسكرية داهمت منزله على ملايين الدولارات قال البشير في إفاداته أمام القضاة إنها هبات من زعماء دولتي الإمارات والسعودية خصصها للأعمال الخيرية التي لم يتخذ فيها إجراءات حسابية لأوجه صرفها.

المفارقة أن التهمة التي تواجه البشير قادت إثنين من رجال الأعمال السودانيين إلى الإعدام بعد عام من وصوله إلى السلطة مسنوداً من الإسلاميين وتعرف شعبيا بقضية “إعدام مجدي وجرجس”.

يعتقد الناشط السياسي، منتصر الزين، أن ابتسامات البشير نوع من التماسك في مثل هذه الإجراءات القضائية لشخص مكث في السلطة طويلا، لكنه يخفي اضطرابات نفسية خلف هذه الابتسامة المطولة، على حد قوله.  

في يونيو الماضي رفض البشير الذهاب إلى مقر النيابة العامة للإدلاء بإفادات قبل عرضه أمام المحكمة واشترط حضور ضابط برتبة رفيعة وخرج من محبسه في سجن كوبر بجلباب وقطعة ثوب اعتمرها حول رأسه بعناية واقتيد بسيارة دفع رباعي لطالما استخدمها في تنقلاته الداخلية، قبل عزله.

يشير الزين في حديث لـ”الشاهد”، إلى أن البشير لم يواجه حتى الآن التهم الرئيسية مثل تهم جرائم الحرب وقتل المواطنين. ليس معروفاً بعد، ما إذا كان تحالف المحامين الديمقراطيين أو هيئة محامي دارفور يخططان للتقدم بمذكرة اتهام ضد البشير، فمنذ تقدم القيادي الاتحادي والمحامي الراحل، علي محمود حسنين، بمذكرة اتهام ضد البشير ونظامه بتقويض نظام الحكم الديمقراطي لم تتقدم أي جهة بمذكرة اتهام.  

وصل البشير اليوم السبت إلى مقر المحكمة بذات الشكل الذي أعتاد على الظهور به أمام قضاة المحكمة؛ جلباب أبيض وعمامة يعتمرها حول رأسه ويضع أخرى حول رقبته مبدداً أسئلة العديد من النشطاء عما إذا كان مسموحاً للمعتقلين باعتمار العمامة لأنها مصدر خطورة داخل المعتقلات.

يوضح المحامي والمدافع الحقوقي حاتم الياس حالة البشير في المحكمة بالقول “البشير يعتبر نفسه شجاعا وهو لديه إعتقاد أن الشعب مغيب ولا يدري مصلحته التي حافظ عليها ثلاثون عاما وابتسامته تعد نوعا من غيابه أيضا عن ما يحدث فهو غير مصدق سقوطه السريع من الحكم بين ليلة وضحاها يقف خلف القضبان بعدما كان رئيساً”.

ويقارن الياس حالة البشير بالرئيس العراقي الأسبق صدام حسين عندما ظهر برباطة جأش أمام المحكمة، لأنه كان يشعر بامتلاكه للحقيقة والصواب وحتى لحظات إعدامه لم يظهر ضعفه أو رجاءات للعفو وفضل الموت على ذلك، يقول إلياس.

وفي جلسة اليوم اقترب البشير قليلا من سياج القضبان الذي وقف داخله وابتسم أمام العشرات من أنصاره قبل أن يغادر عبر نفق داخلي إلى سيارات محاطة بالقوات العسكرية.

وكانت صحيفة الايكونميست البريطانية، ذكرت أمس، أن البشير ظهر في الجلسة السابقة  باسماً وبدا كأن ما يجري شيئاً مضحكاً بالنسبة له.

وصدرت مذكرتي اعتقال بحق البشير من المحكمة الجنائية الدولية عامي 2009 و2010، بتهم ارتكابه الإبادة الجماعية وجرائم حرب بإقليم دارفور غربي البلاد خلال الحرب الأهلية التي اندلعت هناك في عام 2003.

يعود إلياس وينوه في حديث لـ”الشاهد”، إلى أهمية عرض البشير على طبيب نفسي لمعاينة حالته لحفظ حقوقه كمتهم، لأن ابتسامته غير طبيعية وربما يعتقد أنه على صواب ولم يخطيء أبداً.

وذكرت مصادر عسكرية زارت البشير بعد أيام من اعتقاله وحبسه في سجن كوبر بالخرطوم بحري، أنه أظهر شجاعة كبيرة في تلك اللحظات ولم يبد انكساراً كما هو متوقع في مثل هذه الظروف .

ومع اقتراب اكتمال تشكيل المؤسسات الانتقالية يعتزم مجلس السيادة إسناد مهمة محاكمة البشير إلى السلطة القضائية التي ستشكل خلال أيام وفق ما ذكر عضو مجلس السيادة من جانب المدنيين محمد الفكي سليمان في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط الجمعة قائلا إن “مجلس السيادة مهتم بالقضاء على الثورة المضادة ومحاكمة رموز النظام والبشير أول خطوة لمكافحة عودة النظام البائد”.

 

‫شاهد أيضًا‬

الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش

كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …