الرئيس الالماني في الخرطوم .. زيـارة فــــوق الـعـادة
الخرطوم – الشاهد
يصل الرئيس الالماني “فرانك فالتر شتاينماير” يوم غدا “الخميس” إلى الخرطوم في زيارة رسمية تستمر يومين، ويستقبل رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، الرئيس الالماني في المطار، وتعقبه مباحثات بين الرئيسين، يليها مؤتمر صحفي مشترك، وبعدها يتوجه الرئيس الالماني إلى لقاء رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ويعقدان بعدها مؤتمرا صحفيا.
وبحسب برنامج الزيارة ان الرئيس الالماني يزور عند المساء، متحف السودان القومي بالخرطوم، رفقة مجموعة من علماء الاثار الألمان، تليها زيارة لكلية الاشعة بجامعة السودان ، ثم زيارة لأحد مواقع اعتصام القيادة العامة السابق.
وسيقام حفل استقبال للرئيس الالماني في مقر اقامة السفير الالماني بالخرطوم “أولريش كلوكنر” وفي اليوم الثاني للزيارة “الجمعة” سيلتقي الرئيس الالماني على مائدة الافطار صباحا بفندق اقامته بممثلين لقوى الحرية والتغيير، وبعدها سيزور غرفة التحكم بالشركة السودانية لنقل الكهرباء، وسيقابل مجموعة من المهندسات بغرفة التخطيط الرئيسية هناك، بعد ذلك سينهي الرئيس الالماني “فرانك فالتر شتاينماير” زيارته للخرطوم ويعود الى برلين.
وتعتبر زيارة الرئيس الالماني للسودان أول زيارة لرئيس لدولة أوروبية للبلاد منذ نجاح ثورة ديسمبر المجيدة، وتشكيل الحكومة الانتقالية فى أغسطس الماضي، ويعتبر “فرانك” أول رئيس ألمانى يزور السودان منذ أكثر من ثلاثين عاما.
والمتتبع للعلاقات السودانية الالمانية، يجد أنه قد بدأت أولى خطوات الانفتاح على جمهورية المانيا الاتحادية والتي سافر إليها رئيس السودان الفريق الراحل إبراهيم عبود مع وفد عسكري رفيع المستوى أنجز خلالها اتفاقيات كبيرة وعديدة شملت المجال العسكري والاقتصادي والثقافي.
ففي المجال التعليمي حدثت طفرة كبيرة في ابتعاث الأطباء والمهندسين والبياطرة والزراعيين للتخصص في مجالاتهم في الجامعات والمعاهد الألمانية العليا ومن المنشآت الهامة التي تم تنفيذها في ذلك الوقت، تشييد محطة “كهرباء سنار” على خزان سنار بواسطة جمهورية المانيا الاتحادية والتي بدأ تشغيلها وادخالها في الكهرباء القومية عام 1962م.
كما تم تشييد مصنع سكر الجنيد على النيل الأزرق بولاية الجزيرة 1962م ومصنع سكر خشم القربة 1964م. وإنشاء مصنع الغزل والنسيج في كل من مدني، بورتسودان، والحاج عبد الله.
وأقامت المانيا مراكز التدريب المهني في كل من الخرطوم، ود مدني، الأبيض ،نيالا ،بورتسودان والمدن الأخرى في السودان والتي أدارها أساتذة ألمان حتى تم تسليمها للأساتذة السودانيين الذين ابتعثوا للدراسة في المانيا وجلهم كانوا من خريجي المدارس الصناعية الثانوية العليا والمعهد الفني.
وفي مجال الطرق ساهمت المانيا في إنشاء طريق هيا بورتسودان والذي أنشأته شركة ستراباب “STRABAB ” الألمانية الشهيرة في منتصف سبعينات القرن الماضي وكذلك طريق نيالا- زالنجي. كما قامت الشركات الألمانية بشق الترعة الرئيسة لمشروع المناقل من خزان سنار إلى المناقل إلى جانب الترع الرئيسة بمشروع الجزيرة في عام 1958م.
ومن ابرز مجالات التعاون السوداني الالماني تأسيس تلفزيون جمهورية السودان بأم درمان والذي قدم هدية للسودان إلى جانب تدريب كوادره من المهندسين والفنيين وبعثات طويلة بالمانيا في منتصف الستينيات من القرن الماضي، وتاسيس تلفزيون الجزيرة بود مدني كهدية أيضاً من جمهورية المانيا عام 1973م إلى جانب إذاعة ود مدني، كما تم إنشاء تلفزيون عطبرة 1977م.
وأنشأت المانيا وزارة للتعاون الاقتصادي في عام 1961م لتشرف على مختلف برامج العون الاقتصادي للدول النامية، وكانت مهمتها الأساسية هي تقديم المساعدات التنموية للبلاد النامية، وكما قامت مؤخراً بتقديم العون لأوروبا الشرقية وذلك بالتعاون مع المنظمات التطوعية.
وتعتبر منظمة (GTZ) وهي الجمعية الألمانية للتعاون الفني المحدودة التابعة للحكومة الألمانية من أهم المنظمات والتي تقدم عبرها المعونات إلى كثير من الدول، وقد أنشئت هذه الجمعية في عام 1975م ومقرها مدينة “اشبورن” بالقرب من مدينة “فرانكفورت” وتشرف منظمة (GTZ) على مشاريع متعددة في السودان منها مشاريع حفظ المصادر الطبيعية والغابات في جبل مرة وكتم، ومشروعات الصحة الأساسية في كل من كسلا وسنكات، ومشروع تدريب المهنيين في ود مدني وأيضاً مشاريع اللاجئين في مناطق الشوك والقضارف.
وتوجد مؤسسة “فريدريش أيبرت” الخيرية والتي تعمل في السودان في مجالات التدريب الفني والعمالي والنسائي، كما ترعى الندوات الفكرية حول قضايا التنمية والاستقرار.
وقدمت المانيا في فترة الستينيات الى السبعينات ما يزيد على ألف مليون مارك للتنمية الاقتصادية في السودان، وكانت هذه المساعدات تأتي في شكل قروض بشروط ميسرة لعشر سنوات مع فترة سماح قدرها اربعين عاماً بفائدة سنوية قدرها 0.75 % ومنذ عام 1978م تحولت هذه المساعدات الألمانية إلى منح، بالإضافة إلى ذلك اتخذت الحكومة الألمانية قراراً بتحويل كل القروض السابقة إلى منح وتم إعفاء السودان من الدفع.
وكانت المانيا الغربية رابع دولة تعترف بإستقلال السودان، وتأثرت العلاقات بين البلدين بالموقف الألماني من مجمل التطورات السياسية في السودان منذ عام 1989 ولعبت المانيا دوراً إيجابياً داعماً للوصول الى اتفاقية السلام الشامل والتي كانت إحدى شهودها.
وجرت مشاورات بين مسئولى السفارة السودانية في برلين والمسئولين بقسم شرق أفريقيا والقرن الافريقي بوزارة الخارجية الألمانية بشأن دفع العلاقات في مجالات العون التنموى والعمل الثقافي والبيئة.
ويشار إلى موقف أخر متعاون من جانب المانيا وهو اصدار قرار بشأن الغاء ديون المانيا على السودان في العام 1999 ضمن (36) دولة من الدول الاقل نموا في العالم، بجانب امكانية القيام ببعض الانشطة الثقافية بين البلدين، خاصة وان الخارجية الألمانية كانت قد أعلنت عن أن الثقافة ستكون إحدى محاور العمل الدبلوماسى الألماني في الفترة القادمة.
وفي هذا الصدد، أعاد معهد “جوته” فتح أبوابه بعد إنقطاع دام سنوات، وفي العام 2008 أبدى المسئولين الألمان رغبتهم في زيارة السودان لتحديث معلوماتهم، وأعلنوا رغبتهم في التعاون الاقتصادي مع السودان.
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …