في ذكرى ١١ أبريل والموجة الثالثة للثورة
جعفر خضر
أسقط الشعب السوداني الطاغية البشير بعد حراك مستمر على مدى ٣٠ عاما، ليبلغ قمته السامقة في ديسمبر ٢٠١٨ وواصل الجيل طويل النفس ثورته حتى أبريل ٢٠١٩ ليسقط الطاغية في مثل هذا اليوم، بعد أن قدم الشعب أرتالا من الشهداء.
وكانت الثورة سودانية خالصة إذ لم يتلق الشعب أدنى دعم من أي دولة عظمى كانت أو صغرى حتى سقط سيء الذكر البشير في موجتها الأولى، بعد خمسة أيام من اعتصام يوم ٦ أبريل.
وقد كان الشعب السوداني واعيا بأن الثورة تحتاج لطول النفس.. إذ هتف:
نحن الجيل النفسو طويل … من ديسمبر لي ابريل
وفي موجته السريعة الثانية أسقط الشعب ابنعوف، بعد يومين من تسنمه السلطة، إثر خطابه المعيب.
في يومين … سقطنا اتنين
ثم جاء البرهان/حميدتي بخطاب مراوغ، وواصل الجيل النفسو سلبة ثورته في اعتصام القيادة واعتصامات الولايات، حتى ولغ المجرمون في مجزرة فض الاعتصام، التي تورط فيها المجلس العسكري بخونة جيشه ودعمه السريع ومنسوبي شرطته وكتائب ظله الكيزان.
إن هبة ٣٠ يونيو كشفت أن الشعب السوداني كطائر الفينيق إذ نهض قويا من بين الدماء والجراح ليسطر ملحمة بطولية بالغة العظمة، لم يوظفها مفاوضو قحت كما يجب، فقد كانوا أقصر قامة بكثير من الشعب، فكان الاتفاق السياسي ثم الوثيقة الدستورية، التي بالرغم من كثرة ثقوبها، حقنت الدماء.
جعلت الوثيقة لجنة البشير الأمنية شريكة في الحكم – رغم ولوغها في الدم السوداني – ثم تمدد عساكر السيادي بأكثر مما أعطتهم الوثيقة، وظلوا يعرقلون الثورة عبر ولاتهم في الولايات وعناصر الثورة المضادة.
وهم يخططون الآن للأنفراد بالسلطة لتحقيق ثلاثة أهداف يكمل بعضها بعضا: ١/ حماية لأنفسهم من المساءلة والمحاكمة ٢/ طمعا في السلطة ٣/ تنفيذا لأجندة تآمرية إقليمية ودولية.
وهم يخططون ويترددون خوفا من الشعب الباسل الذي رأوه بأم أعينهم. لذلك فهم يبذلون جهودا كبيرة لزعزعة الشعب وإحباطه بالإرهاب والتجويع وخلق الأزمات، ويبدو أنهم لم يعوا بعد درس ٣٠ يونيو جيدا.
إن الموجة الثالثة للثورة التي تتخلق الآن في رحم الشعب على وشك الاندلاع بقيادة لجان المقاومة التي نطالبها بالمسارعة في المزيد من التنظيم والتشبيك، لتكون ضرباتها السلمية الثالثة هي الأخيرة القاضية على قتلة الشهداء.
قرب تقرب جاي
تلقانا كالهبباي
في لحظة تلقى الرد
كل الشوارع سد
الثوار السودانيون يحققون اختراقات ملموسة في مليونية 20 فبراير
الخرطوم – الشاهد : أجمع مراقبون على ان اختراقات ملموسة قد حدثت أمس في المواكب الحاشد…