‫الرئيسية‬ قضايا صحية الصلة بين فيروس الكورونا (COVID- 19) والجهاز الهضمي
قضايا صحية - أبريل 15, 2020

الصلة بين فيروس الكورونا (COVID- 19) والجهاز الهضمي

بروفيسير محمد زين علي – مدير جامعة القضارف

مازال الخطر الجاثم علينا من وباء الكوفيد 19 يفتك بالملايين على مستوى العالم كله. وقد وصل إلي جميع الأبواب وإرتفعت حالات الوفيات أيضاً. وهنا لا بد من رفع مستوى التوعية العامة لكل الجمهور لبيان اهمية غسل اليدين المتكرر والإهتمام بالنظافة العامة والغسل بالصابون. وكل هذا بجانب التباعد الاجتماعي وعزل المصابين وإتباع الطرق الواقية عند العطس والكحة بشكل صحي. بل ويدعو بعض العلماء المختصين في الولايات المتحدة الأمريكية الي الاستمرار في هذا التباعد الاجتماعي حتي عام 2022 في المستقبل للوقاية.
ظهرت في الأيام القليلة الماضية بعض الدلائل العلمية الني تشير الي الصلة بين فيروس الكورونا COVID- 19) وتواجده في البراز الخارج من الجهاز الهضمي. ويستوجب ذلك المزيد من الإهتمام بهذا الجانب الصحي أيضاً، طالما يمكن للفيروس التواجد في الجهاز الهضمي أيضاً، وانتقاله اللاحق للجهاز التنفس.
يعلم معظمنا الآن بأن أعراض الحالة للكوفيد-19 تشمل الحمى والعطس المتكرر والكحة والصداع الحاد وصعوبة التنفس. ولكن ظهرت مؤخراً بعض التحاليل العلمية التي أفادت بأن 50% من المصابين بفيروس COVID- 19) قد أشاروا في شكاواهم الرئيسية إلي أعراض مصاحبة لإضطرابات بالجهاز الهضمي. وتمثلت هذه الأعراض في فقدان الشهية عند (83.8%) من المصابين، بجانب البراز الهش نسبيا و السائل عند نسبة (29.3%) المصابين، بجانب قلة من الذين يشتكون من الإستفراغ والمغص المعوي.
تلازمت أعراض الجهاز التنفسي لدى كل المرضى بفيروس كوفيد–19. ولكن قلة منهم في حدود (3%) قد أوضحوا أن الأعراض إنحصرت فقط في أعراض الجهاز الهضمي دون ظهور أعراض بالجهاز التنفسي. وقد بَيَّنَ مرضي الكوفيد – 19 الذين تأثر جهازهم الهضمي بآلام أكثر شدة، مقارنة باؤلئك الذين إنحصرت آلامهم في الجهاز التنفسي، دون الجهاز الهضمي. ولوحظ أيضا انه كلما تقدم المرض بكوفيد – 19 في الجهاز التنفسي، كلما زادت شدة المعاناة في الجهاز الهضمي.
أوضحت عدد من الدراسات العلمية لوجود فيروس كورونا (كوفيد -19) في براز الإنسان المصاب ولمدة تصل لعدة أسابيع، بجانب وجوده في الجهاز التنفسي وإفرازاته في الفم والأنف. وجد فيروس (COVID-19) في هذه الحالة وإستمر إنتشار وجود الفيروس في براز المصاب في حالة ((COVID-19 لفترة إمتدت إلي خمسة أسابيع حتي بعد شفاء هؤلاء المرضى من الأعراض المصاحبة له في الجهاز التنفسي.ولا بد من اتباع طرق الوقاية الشائعة، مثل التباعد الاجتماعي والعزل الإجتماعي.
وتدعو هذه الحالة المعوية للفيروس الي أهمية تطبيق البرتوكول الصحي في غسل الأيدي المتكرر بالطرق الصحية، خصوصاً بعد قضاء الحاجة. وقد يتطاير البراز خارج المرحاض، مما يحوله إلي ذرات دقيقة قد تتناثر في الهواء في أثناء غسل المرحاض أو نظافته، أو في أثناء قفل غطاء المقعد الأفرنجي. ولا بد من التأكد من قفل الغطاء قبل سحب الفضلات، حتى لا تتناثر في جو الحمام أو المرحاض وهوائه. كما ينصح بالإبتعاد عن الحمام أو المرحاض عند إستعمال شخض آخر له قبلك، ولفترة تسمح بتوزيع الفيروس المتطايرأو ثباته. وببساطة، يجب تفادي الممارسات التي تشجع من انتقال فيروس الكوفيد-19 الي شخص سليم، عبر ذلك الوجود العرضي للفيروس ببراز المصابين به.
على كل حال، من غير المجدي إقتصادياً فحص كل الأمة لرصد معدل العدوى بفيروس كوفيد- 19ـ. وقد لا تظهر الأعراض على الكثيرين من الحاملين السلبيين لفيروس كورونا (COVID-19). ولذا، يجب التعامل بحذر في المجتمع. ولابد من إتباع الإرشادات الصحية الوقائية لدرء هذا الوباء العالمي الفتاك، المتمثلة في الطرق السليمة لغسل الأيدي والنظافة الشخصية والعزل الإجتماعي الضروري لإيقاف دورة العدوى. كما تدعو قابلية إنتشار الفيروس عبر الجهاز الهضمي ووجوده في حالة نشطة نسبيا وفعالة في براز الإنسان المصاب إلي مزيد من الحذر نحو النظافة الشخصية.
عندنا في السودان الكثير من العادات التي تحتاج لمراجعة لتتوافق مع الصحة العامة، بهدف وقف إنتشار هذا الخطر اللعين. ولابد من التنبيه إلي أساليب التوعية الصحية والإرشادية الفعالة التي تستدعي المراجعة الدقيقة لكثير من عاداتنا السائدة في الشرب والأكل بصورة خاصة. و تمكننا المتابعة الدقيقة لمثل هذه الممارسات من مراقبة الطرق المحتملة لانتقال الفيروس، أو تلك التى تمكن من إنتشار الفيروس عبر الجهاز الهضمي. وهنا تبين خطورة عادة الشرب الجماعي بإناء أو كوب واحد، أوبإستعمال أدوات المائدة كالملعقة بأكثر من شخص أوغيرها من المعدات التي نتناول بها الطعام والشراب بطريقة مشتركة. لا بد من مراجعة أساليب الأكل الجماعي التي قد تمكن من نقل الفيروس من شخص الي آخر، والذي قد يؤدي الي الإصابة بهذا الداء الفتاك.
ولنذكر القارئ الكريم بصلة القرب المباشر في المسافة بين الفم (مدخل الجهاز الهضمي) والأنف (مدخل الجهاز التنفسي). وقد نبه العالم إبن سينا إلي هذه الصلة في التشريح لهذين العضوين، بل أشار مبكرا إلي الأجزاء التي تشترك في الوظائف مثل الصمامات البديعة التي توجد في منطقة لسان المزمار في البلعوم، والتي توجه الهواء إلي القصبة الهوائية والرئتين للجهاز التنفسي في الوقت الذي تمنع فيه من تسرب الطعام والسوائل إلي القصبة الهوائية وتوجهها في تنسيق عجيب الي ناحية الجهاز الهضمي عبر البلعوم والمرئ، إلي أسفل الامعاء. ويسمح هذا القرب في المسافة بين الفم والأنف في دخول الفيروسات إلي الجهاز الهضمي. وبما أنه قد ثبت أن المصاب فيروس كوفيد- 19، يطرح هذا الفيروس في البراز، علينا مراجعة عدد من المحاذير الصحية الأتية:
1/ مراجعة العادات الشخصية التي تمكن من إنتقال هذا الفيروس. لا بد من مراقبة المشاركة غير المرغوبة في أواني الشرب أوتلك التي تستعمل في تناول الطعام والتي قد تساعد على إنتقال وإنتشار الفيروس.
2/ غسل الأيادي والجسم بالطرق الصحية الصحيحة باستعمال الصابون والمنظفات، بعد كل زيارة للمرحاض.
3/ التأكد من تغطية المرحاض مباشرةً بعد الإستعمال قبل سحب الفضلات بالماء في المرحاض الأفرنجي وتغطية (الحفرة) أيضاً في حالة المرحاض البلدي.
4/ الحذر من الشرب والأكل بالمشاركة بكوب أو إناء واحد لعدد من الناس. ويجب اتباع الغسل المتكرر لمثل هذه الآنية التي تستخدم بأكثر من شخص، أو تلك التي يشترك في استعمالها عدد من الناس. وتشمل هذه الأواني الكوب والأواني المعدنية والمعالق وغيرها، والتي تستعمل في الأكل والشرب. وعلي سبيل المثال، يجب الاهتمام بكوز السبيل أو أناء شرب الماء الذي يمنحه عدد من الخيرين في الأسواق العامة.

‫شاهد أيضًا‬

باحثة تعدد القيم العلاجية المذهلة لنبات “أم شويكة”

الخرطوم – الشاهد : قالت د. سلمى عبد الدائم المحاضر في جامعة شندي كلية التربية قسم ال…