استقالة دكتور البراء : قريبا سيصفع المهنيون كل العقليات الانتهازية التي تتعارك في غير معترك

الخرطوم – الشاهد

حصلت صحيفة الشاهد الإلكترونية على استقالة الطبيب البراء

من المكتب التنفيذي للجنة أطباء السودان المركزية عقب ما عرف إعلاميا بحادثة سرقة باسويرد صفحة تجمع المهنيين والتي هاجم فيها طرفي النزاع داخل التجمع. وفيما يلي نورد نصها كاملا :

بيان استقالة

أنا البراء الحاج محمد الحاج تقدمت باستقالتي مساء 30 يونيو من المكتب التنفيذي للجنة أطباء السودان المركزية و اللجان المصاحبة ، على خلفية التماهي فى الخلاف اللامبدئي و الممارسات الطفولية و الغير مسؤولة التى صاحبت الفترة الأخيرة من تاريخ التجمع من جميع مكوناته.
و على وجه الخصوص السلوك الأخير في الإستيلاء على صفحة تجمع المهنيين السودانيين من حيث التوقيت و المبدأ. و لأسباب أخرى كان السعي المستمر للإصلاح والوصول لنقابة أطباء السودان كافيا لإنتفائها.
لا تكمن المشكلة في الإنتماء السياسي لبعض قيادات التجمع ولكن المشكلة تمحورت حول عدم الرغبة فى تكوين نقابات حرة مستقلة تمثل الجميع، لكى يسهل حرف التجمع عن مساره النقابي و توظيفه لصالح خطوط حزبية .
لأن الأغلبية العظمى لممثلي التجمع منذ البداية هم واجهات سياسية لا تمتلك الجرأة الكافية لممارسة عمل نقابي مستقل يستمد شرعيته من القواعد المهنية بما يخدم مصالح الثورة بعيدا عن المحاصصات والشللية.
الصراع الدائر بين الأجسام فى تجمع المهنيين منذ البدايات كان بالإمكان أن يتم معالجته بشكل مسؤول من كل الأطراف ، بما يراعي رمزية تجمع المهنيين السودانيين و عظمة ثورة ديسمبر المجيدة و كانت الأولوية لبذل هذا المجهود فى تأسيس الجمعيات العمومية ونظام أساسي لحماية الممارسة الديمقراطية داخل التجمع ، ليتحول التجمع لتجمع نقابات مهنية تدافع عن المهنيين و تنحاز لقيم الثورة ، إنتصارا لتاريخ الحراك النقابي وتتويجا لتجربة تجمع المهنيين السودانيين وليس انتصارا للذاتية أو الفردية أو الحزبية .
و لكن مثلما صفعت الشوارع فى ذكرى ٣٠ يونيو الأخير العقلية السياسية و أثبتت أنها وحدها من تقود و أنها المخلص و الوصي على مصيرنا ، قريبا سيصفع المهنيين كل العقليات الانتهازية التى تعارك فى غير معترك.
وستكون السلطة لنقابات مهنية وطنية و مستقلة .
لجنة أطباء السودان المركزية هى ليست غاية فى ذاتها و إنما وسيلة لتحقيق مطالب الأطباء و التعبير عن تطلعاتهم و هى تجربة تستحق الإحتفاء و الفخر. لا أملك إلا الاحترام والتقدير لكل الأطباء الذين ما تأخروا فى واجبهم المهني و الوطني. والذين يستحقون بعد ثورة ديسمبر تكريما لكل التضحيات من فصل طال الأطباء و اعتقالات واغتيالات أن يسيروا بخطى ثابتة نحو تنظيم مهني نقابي يمارس فيه جميع الأطباء حقوقهم النقابية بشكل ديموقراطي ويسترد الطبيب السوداني كامل الحقوق و يكون فيه للطبيب السوداني سلطة يثق بها تراقب النظام الصحي و تحقق الرفاهية له و لمرضاه. و تنحاز دوما لقيم الحرية و العدالة و الديمقراطية و تحافظ على مكتسبات الثورة المجيدة.