‫الرئيسية‬ آخر الأخبار حركة بلدنا تدعو لاعلاء مصلحة الوطن علي المصالح الحزبية والشخصية
آخر الأخبار - أغسطس 19, 2020

حركة بلدنا تدعو لاعلاء مصلحة الوطن علي المصالح الحزبية والشخصية

الخرطوم – الشاهد :
اصدر المكتب السياسي لحركة بلدنا بيانا ادان فيه حالة الانفلات الامني التي تشهدها مدن السودان المختلفة والاستخدام المفرط للقوة من قبل الاجهزة الامنية في مواجهة التعبير السلمي، والتساهل وغض الطرف عن المواجهات القبلية من قبل الاجهزة الامنية، وارجاء تشكيل المجلس التشريعي ( الجسم الرقابي للسطلة التنفيذية)، وعدم وضوح الرؤية في مواجهة الازمة الاقتصادية، والبطء في عملية السلام وتعدد المنابر، المحاصصات الحزبية والتمكين الجديد، وعدم بذل الجهد المطلوب في اصلاح القضاء والاجهزة الامنية والشرطية، وعدم الشفافية في الاداء الحكومي وفيما يلي نص البيان :

” فداً لعينيك الدماءُ التي خَطَت على الأرضِ سطورَ النضال”
امهات واباء الشهداء الاكارم تحية اجلال واكرام ونسأل الله فسيح جنانه لشهداء الوطن والشفاء للمصابيين والعود الكريم للمفقودين.

إلى جماهير الشعب السوداني الذي منه بدأت مسيرتنا وإليه ستنتهي مهما طال الدَرب وبلغت التضحيات.

كلنا ثقة في أن أصغر شابة أو شاب ممن خرجوا بالأمس ليحيوا ذكرى الثورة السودانية الاستثنائية ويعيدوا التذكير بمطالبها وأهدافها. تلك الثورة التي تُحسب بلا جدال ضمن أعظم الثورات الشعبية التي عرفها العالم في تاريخه المعاصر. يعلم يقيناً أن ارتقاء الشهداء وسيل الدماء في سبيل استدعاء أحلام المستقبل ضد نظام الإنقاذ وطغمته – ثم أذيالهم وتوابعهم وتبعات جرائمهم التي مازالت – وبكل أسف – تتمدد في كل جغرافيا ما تبقى من السودان والذي لم يبدأ بالأمس ولن ينتهي إلا بتحقيق كل ما طالبت به جماهير الشعب السوداني في ثورتها الأسطورية التي مازالت تتواصل في كل يوم وفي كل شبرٍ من وطننا الحبيب.

إنه عقدٌ طويلٌ من الأقمار، ستظل تدور في سماواتِنا إلى الأبد، منذ أيام الطغمة الأولى، حينما داس الدكتور علي فضُل على صَلف جلاديه واستشهد في جلالٍ دون أن يتراجع عن موقفه. ثم عقد شهداء الحركة الطلابيّة بشير وسليم والتايّة وطارق محمد إبراهيم ومحمد عبد السلام وحسب الله شريف ومحمد موسى بحر الدين ورفاقهم … ثم الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ الذين ارتقت أرواحهم في جبال النوبة تحت القصف الهمجي لطائرات الأنتنوف … وعشرات الآلاف من القرابين في وديان ومفازات دارفور الحبيبة … سالت الدماءُ على الأرض السمراء في كجبار وبورتسودان … وتسلقت الدماءُ الجدران في غرف التعذيب … وصولاً إلى نواضر سبتمبر ٢٠١٣ وسيل شهداء ديسمبر ٢٠١٨ ثم أبطال الصمود الأسطوري الذين استماتوا وهم يفتحون صدورهم العارية لرصاص الغدر والخيانة.. عبد السلام كشة وعباس فرح ورِفاقهم في واحدة من أبشع الجرائم التي شهدها السودان في تاريخه المعاصر أثناء فض اعتصام القيادة … ذلك الاعتصام الذي سيظل رمزاً وأيقونة للسودان الذي طالما استدعيناه جميعنا في صحونا وحلمنا … وبكل ما يحمله الأسف والأسى من معنى … فإن ذات هذا الرصاص ما زال يتسيد المشهد حتى اليوم … في مستري وفي بورتسودان وكسلا وفي قلب الخرطوم.

لازال وطننا الحبيب يمر بمخاض عسير نحو بناء دولة الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة رغم كل ما بذل من دماء في سبيل الوصول الى الحياة الكريمة التي يتمتع فيها كل سوداني بكامل حقوقه الانسانية. ان دربنا مازال طويلا نحتاج فيه التلاحم والتماسك والتسامي والالتفاف حول هدف واحد وهو انجاز الدولة المدنية الحديثة التي يسود فيها العدل والمساواة وسيادة حكم القانون والديمقراطية والمؤسسات.

تمر ذكرى توقيع الوثيقة الدستورية، والتي بُنيت على ان الشراكة مع المجلس الامني انما هي ضرورة لتأمين الأبرياء وحقن الدماء، وتمّ تأمين المجلس الامني ولكن … دماء الأبرياء … لا زالت تراق ولا حسيب. وها نحن لا نزال امام حالة الانفلات الامني التي تشهدها مدن السودان المختلفة والاستخدام المفرط للقوة من قبل الاجهزة الامنية في مواجهة التعبير السلمي، والتساهل وغض الطرف عن المواجهات القبلية من قبل الاجهزة الامنية، وارجاء تشكيل المجلس التشريعي ( الجسم الرقابي للسطلة التنفيذية)، وعدم وضوح الرؤية في مواجهة الازمة الاقتصادية، والبطء في عملية السلام وتعدد المنابر، المحاصصات الحزبية والتمكين الجديد، وعدم بذل الجهد المطلوب في اصلاح القضاء والاجهزة الامنية والشرطية، كل ذلك مقرونا بعدم الشفافية، وكثير مما غفل عنه هذا البيان تعد من المآخذ التي يجب علي الحكومة الانتقالية اتخاذ اجراءات عاجلة لتصحيحها حتى تتمكن من السير للأمام.

جماهير شعبنا الأبي الذي صبر طويلاً على مدار عقود توالت ينتظر من نخبه السياسية بكل أطيافها وألوانها انتاج معادلة سياسية تقوم على التجرد وتغليب مصلحة الوطن علي المطامح الذاتية وتأسيس نظام سياسي يليق بالسودان وإنسانه وموارده وإمكاناته الهائلة ولكن وبعد ثلاث ثورات شعبية أصبحت تُدرس في مناهج العلوم السياسية في جامعات العالم … وآخرها وأعظمها تلك التي حدثت قبل أقل من عامين … فإن السودان ما زال وبكل أسف نموذجاً للفشل والخيبة على كل المستويات … السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية … فالسياسة لا تعني للناس شيئاً إن لم تعن بقضايا الناس وهمومهم عناية تتجاوز الترنح بالشعارات وبذل الوعود.

إن أي نظام للحكم – مهما كانت الاعتبارات والمعادلات التي أتت به للسلطة – إنما يستمد شرعيته من رضى الشعب به واطمئنانه لقدرته على إصلاح حالهم.
وعليه فان اعلاء قيمة مصالح واجندة الوطن على المصالح الحزبية والجهوية والشخصية هي اول الخطوات للارتقاء الى مستوي طموحات هذا الشعب ودماء الشهداء، ان تحقيق العدالة الانتقالية بمشاركة ضحايا انتهاكات الحروب هي الضامن الوحيد للاستقرار والسلم الاجتماعي من ثم الوصول لبناء الامة، يظل تحقيق السلام والتنمية الشاملة اجتماعياً، اقتصادياً وسياسياً من خلال منبر واحد لكل السودانيين وان يكون الشعب هو الضامن والحصن الامين من الاجندات الخارجية والنكوص بالعهود.

الأهل بالإدارات الاهلية لقد ظللتم طوال تاريخ هذا البلد الأبي تلعبون دورا مهما في نضالات هذا الشعب ووحدته وتماسكه، وبلادنا تمر بهذا المخاض الصعب نحو الحرية والسلام والعدالة والمساواة والتنمية الان دوركم هو الاكبر والاهم في هذا الظرف متمثلا في المساهمة في تماسك هذا الشعب وتمكينه للوصول لغاياته المرجوة.

ان نجاح الفترة الانتقالية يمكن الوصول اليه عبر توافق كل قوي الثورة على برنامج عمل واحد تعلو فيه اجندة الوطن على الاجندة الحزبية والجهوية والعشائرية والقبلية والشخصية، وإننا على يقين ان شباب، رجال ونساء هذ الشعب الابي على استعداد لتفجير أكبر نهضة ثورية تؤدي لبناء الدولة المدنية المنشودة.

فيا وطني
متي ندرى
بان ننحاز للإنسان
للتجديد للثورة

إعلام حركة بلدنا
١٨ أغسطس٢٠٢٠

‫شاهد أيضًا‬

الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش

كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …